فلسطين أون لاين

تقرير "شحرور".. نادٍ افتراضي يحيي شغف القراءة بالعربية لأطفال حيفا

...
حيفا-غزة/ مريم الشوبكي:

من حيفا قررت الشاعرة الفلسطينية أسماء عزايزة إعادة إحياء شغف القراءة باللغة العربية لدى الأطفال، فأطلقت نادي "شحرور" الافتراضي، حيث يقدم أدب الطفل بانتقائية، يلتقي فيه أمهات، وآباء مع أبنائهم ليبحثوا في أرففه عن كتب يجتمع فيها الحب، والشغف، والخيال، والمتعة، والتسلية أيضًا.

"شحرور" لم يصبح دكانًا لبيع الكتب بالصدفة، بل هو تعويض عن حرمان عانت منه عزايزة في صغرها لأنّ القراءة لم تكن متاحة بسبب قانون الاحتلال الإسرائيلي الذي يمنع المتاجرة مع الدول التي تُعد دولًا عدوّة لـ(إسرائيل).

تغلغل حب عزايزة للكتاب في قلبها مع الوقت حيث أصبح رفيقها الدائم، والأمومة هي من وجهت بوصلتها بعفوية تامة نحو أدب الطفل، لتجعل من حلم "شحرور" واقعًا ملموسًا تعيش به مع طفلها سحره، ومتعته، وأثره الإيجابي على تطور مداركه، ونموه العقلي وتفاعله الكبير مع الكتب.

انطلق "شحرور" في ديسمبر 2022، ولكن كيف ولدت فكرته؟ تجيب عزايزة لـ"فلسطين": "لم تأتِ دفعة واحدة، فأنا قارئة نهمة وكاتبة قبل أن أكون بائعة كتب، أسست مشروع متجر فتوش للكتب والفنون في حيفا، بمساعدة شريكي وهو زوجي الذي وُلد لعائلة قارئة، ولكني أغلقته فيما بعد لأسباب عدة".

وتتابع: "بعد ولادة طفلي الأول جاءتني فكرة شحرور وهو متجر متخصص ببيع كتب أدب الأطفال فقط، لأني فهمت بأن عالم الأطفال هو ما سيجعل مشروعًا كهذا مثيرًا ومثمرًا".

وتردف عزايزة: "شحرور دكان أونلاين لكتب الأطفال واليافعات واليافعين، إلى جانب الدكان يتم القيام بمشاريع وأنشطة افتراضية وأخرى وجاهية، ترمي هذه إلى الذهاب مع القراءة إلى أبعد من مجرد اقتناء كتاب، قد نقتني كتابًا، نقرأه مرة أو مرتين ونرميه على الرف".

وتوضح أن الكثير من الأمهات والآباء لأطفال بأعمار معينة أو ليافعات ويافعين يواجهون تحديات في جعل القراءة عادة وفعلًا يوميًا مستمرًا، ولذلك اتجهت عزايزة نحو فكرة صناديق القراءة، وهي صناديق تصل الأطفال بانتظام، على أن تصل بشكل موسمي ومفاجئ للطفل.

وتشير عزايزة إلى أن نادي القراءة معدّ للأجيال من سن خمس سنوات حتى سبع، حيث يخلق شحرور مساحة ذات جودة يصعب أحيانًا على الأهل خلقها وسط حياتهم اليومية المجنونة، يتم قراءة القصص بصوت عالٍ، يتم مناقشتها معهم، لتحفيز خيالهم وإبداعهم في أنشطة تربطهم وتربط تجاربهم الشخصيّة ووجهات نظرهم بالقصّة. 

وتذكر عزايزة أن مشروع شحرور سيطلق ناديه القراءة الأول في حيفا وعكا، كما يصل إلى القرى والمدن الفلسطينية لإقامة نواد للقراءة فيها.

اختيار الذائقة

وعن المعايير التي تعتمد عليها عزايزة وزوجها في اختيار كتب الأطفال، تجيب: "ليس هناك معايير واضحة وإنما نعتمد فقط على ذائقتنا الشّخصيّة، كأم وأب وقراء، أحاول ما استطعت أن أضع نفسي مكان الطفل".

وتتابع: "لا أعتقد أن الطفل سيحب القصة التي تهدف إلى تعليمه الأخلاق والصدق والسلوك الحسن، نحن ننهره وننهيه كل الوقت، الطفل يبحث عن الخيال والأشياء المختلفة، في كثير من الأحيان".

والمشروع الناجح لا بد أن يمر ببعض التحديات والصعوبات، إذ تبين عزايزة أن طريق وصول الكتب إلى فلسطين طويلة، حيث يمر على كل الدول المجاورة لها، وهذا يزيد ثمن الكتاب، بالإضافة إلى القانون الإسرائيليّ الذي تبناه الاحتلال من عهد الانتداب البريطاني والذي يمنع المتاجرة مع من تعرّفها (إسرائيل) بأنها "دولة عدوّ".

وتذكر أنه في عام 2019 أرجعت سلطات الاحتلال شحنة كبيرة من الكتب قبل أسبوع من بداية معرض الكتاب في حيفا.