يوافق اليوم السبت، الذكرى الـ29 على مجزرة المسجد الإبراهيمي، والتي راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى في مدينة الخليل.

ففي يوم الجمعة الخامس والعشرين من شباط/ فبراير 1994، الخامس عشر من شهر رمضان، نفّذ المستوطن الإرهابي "باروخ غولدشتاين"، المجزرة عندما دخل المسجد الإبراهيمي وأطلق النار على المصلين، فاستُشهد 29 مصليًّا وأُصيب 150 آخرون.

المتطرف المذكور يبلغ من العمر (42 عامًا) عند ارتكابه المجزرة وهو طبيب يهودي من مؤسسي حركة "كاخ" الدينية، قدم من الولايات المتحدة الأميركية عام 1980، وسكن في مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي المواطنين في مدينة الخليل.

وأمعن جنود الاحتلال في الجريمة حينما أغلقوا أبواب المسجد لمنع المصلين من الخروج، كما منعوا القادمين من الخارج من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى.

ملاحقة المشيعين بالرصاص

وفي وقت لاحق استُشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وأثناء تشييع جنازات الشهداء، ما رفع مجموعهم إلى 50 شهيدًا، 29 منهم استُشهدوا داخل المسجد، وتصاعد التوتر في مدينة الخليل وقراها والمدن الفلسطينية كافة، وبلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا نتيجة المواجهات 60 شهيدًا ومئات الجرحى.

اقرأ أيضًا: 25 عامًا على مجزرة الحرم الإبراهيمي

وعقب المجزرة، أغلقت قوات الاحتلال المسجد والبلدة القديمة ستة أشهر كاملة، بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكّلت ومن طرف واحد لجنة "شمغار"، للتحقيق وخرجت في حينه بعدة توصيات، منها تقسيم المسجد الإبراهيمي إلى قسمين.

وفرضت سلطات الاحتلال واقعًا صعبًا على حياة المواطنين في البلدة القديمة، ووضعت الحراسات المشددة على المسجد، وأعطت للاحتلال الحقّ في السيادة على الجزء الأكبر منه، حوالي 60% بهدف تهويده والاستيلاء عليه.

تضييق مستمر

ويضم القسم المغتصب من المسجد: مقامات وقبور أنبياء، وشخصيات تاريخية، إضافة إلى صحن المسجد، وهي المنطقة المكشوفة فيه.

كما وضعت سلطات الاحتلال بعدها كاميرات وبوابات إلكترونية على المداخل كافة، وأغلقت معظم الطرق المؤدية إليه في وجه المسلمين، باستثناء بوابة واحدة عليها إجراءات عسكرية مشددة.