تفتقر فلسطين لمصادر إنتاج الطاقة الكهربائية، وتعتمد على استيرادها من الدول المجاورة، ومنها: مصر، والأردن، و(إسرائيل) التي تمنع توريد أي أجهزة يمكن أن تساهم في إيجاد بديل محلي لتوليد الكهرباء.
من قرية مردة شمال سلفيت، عمل المهندس الكهربائي أحمد سعيد على ابتكار توربين قادر على تتبع حركة الرياح من جميع الاتجاهات وتوليد الطاقة منها.
يشرح سعيد فكرة مشروعه "سمارت توربين"، أنه يعمل على تحويل طاقة الرياح إلى طاقة كهربائية، وهو يعتمد على مجسات تحدد سرعة الرياح، واتجاهها، ودرجة الرطوبة، وقياس الطقس، والضغط الجوي.
ويبين أن التوربين الذكي يتميز عن التوربينات الموجودة حاليًا، بقاعدة يمكنها التحرك 360 درجة، تجعل التوربين يتحرك باتجاه الرياح التي تستشعرها المجسات.
ويشير سعيد إلى قدرة التوربين على إنتاج الطاقة على مدار العام، وعمله بكفاءة عالية تصل إلى 95% من طاقة الرياح تتحول إلى تيار كهربائي قادر على تغطية منطقة، أو محافظة، أو دولة كاملة.
ويوضح أنه بواسطة طريق التوربين تحدد زاوية الرياح بالدرجات، وبناء عليها ترسل المجسات أمرًا لقاعدة التوربين لكي يلف باتجاه الرياح، وفي الوقت نفسه يعرض درجة الحرارة، وسرعة الرياح، واتجاهها، ودرجة الرطوبة، والضغط الجوي.
ويفيد بأن النموذج الأولي للتوربين أعطى قراءات صحيحة بنسبة عالية، وذلك بعد عدة تجارب.
وعن إمكانية استخدام التوربين الذكي في المنازل، يجيب سعيد: "يمكن أن يكون استخدامه مجديًا حسب موقع المنزل إذا كان مرتفعًا، ويقع في منطقة مفتوحة، ولكنه يكون أكثر جدوى في المزارع والمناطق العالية، والمفتوحة والواسعة إذ يتمكن من إنتاج طاقة بكفاءة أعلى".
ولنجاح عمل التوربين، يقول سعيد إنه ليس من المهم توافر درجة حرارة متدنية، بقدر توافر منطقة عالية ومفتوحة، لرصد حركة الرياح.
وواجه المهندس الكهربائي صعوبة في الحصول على المجسات الإلكترونية وشفرات التوربين، بسبب منع الاحتلال إدخالها لمناطق الضفة الغربية المحتلة، ناهيك بتكلفتها العالية.
وتمكن من تخطي ذلك بتصنيع الشفرات محليًا عبر طابعة ثلاثية الأبعاد، بمقاس لا يتعدى 10 سم، لتناسب قوة المحرك الضعيفة.
ويلفت سعيد إلى أن تعميم فكرة مشروعه تحتاج إلى دعم دولي وحكومي، وسترتفع جدواها بصناعة توربينات تنتج طاقة بقدرات أكبر.
ويطمح إلى تصنيع توربين كبير الحجم يحاكي التوربينات الموجودة في الدول المتقدمة، ولإجراء بحوث علمية عليه من أجل نشرها في مجلات علمية دولية.
ويذكر أن الطاقة الكهربائية تمثل في فلسطين نسبة 31% من إجمالي الطاقة المستهلكة حسب ميزان الطاقة الذي أعده الجهاز المركزي للإحصاء عام 2018، ويعدُّ القطاع المنزلي في فلسطين المستهلك الأكبر لهذه الطاقة بنسبة 60%، يليه قطاع الخدمات والقطاع التجاري 26%، ويستهلك القطاع الصناعي 13%، في حين يستهلك القطاع الزراعي أقل من 1%.
وتتميز فلسطين بارتفاع نسبة نمو الطلب على الطاقة الكهربائية، إذ تبلغ ما يقارب 7% سنويًا بالرغم من ارتفاع سعر الطاقة المستوردة.
ونظرًا للأوضاع السياسية الاقتصادية المحلية، فما تزال فلسطين تفتقر إلى مصادر الإنتاج المحلية للكهرباء لسد احتياجات السوق، باستثناء محطة توليد كهرباء غزة ومشاريع الطاقة المتجددة؛ إذ تعتمد فلسطين اعتمادًا رئيسًا على مصادر الاستيراد لهذه الطاقة من الدول المجاورة، ومنها: (إسرائيل)، ومصر، والأردن.