بعد اقتحام قلب مدينة نابلس، يوم أمس الأربعاء، وارتقاء 11 فلسطينيًّا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، رأى محللون إسرائيليون أن الجمهور الفلسطيني في ظل هذا الأمر فعليًّا ينضم إلى المواجهات، وأن (إسرائيل) تستدرج تصعيدًا واسعًا، بحجم انتفاضة جديدة.
المحللون الإسرائيليون في الشأن الفلسطيني، رأوا أيضًا في أحاديثهم على موقع وصحف، أن ارتقاء 11 شهيدًا في نابلس يذكّر بأعداد الشهداء الذين ارتقوا في بداية انتفاضة الأقصى في العام 2000، وانتفاضة الحجر في العام 1987. وأنه "ولم يعد الحديث يدور عن مواجهات بين قوات الجيش الإسرائيلي ومسلّحين معدودين، الجمهور الفلسطيني ينضم، بجماهيره أحيانًا، إلى المواجهات".
واستدل محلل الشؤون الفلسطينية في موقع "واينت" الإلكتروني، آفي سخاروف، بالمظاهرات في وسط رام الله وعند السياج الأمني المحيط بقطاع غزة في أعقاب جريمة الاحتلال في نابلس، "ورغم أنه لم يخرج عشرات الألوف للتظاهر في الشوارع، لكن بالإمكان القول بكل تأكيد أن الاتجاه واضح، فالتصعيد بات حاصلًا".
وفي ذات الوقت توقّع أن إضراب المعلمين في الضفة الغربية سيؤدّي إلى خروج طلاب إلى الشوارع والدخول في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال ضباط ومسؤولون أمنيون إسرائيليون إنهم يتوقعون محاولات فلسطينيين لتنفيذ عمليات "انتقامية".
اقرأ أيضا: 11 شهيدًا و102 إصابة بينها 6 حرجة خلال اقتحام قوات الاحتلال لنابلس
وعقب سخاروف على هذا التصريح بالقول "هذه تطورات متوقعة"، لكنه تساءل حول كيف ستتصرف حركتا حماس والجهاد الإسلامي في ظل تصعيد كهذا، وبحسبه، فإن بحوزة حماس الآن كمية قذائف صاروخية كالتي كانت بحوزتها قبل العدوان على غزة في أيار/مايو العام 2021.
أما المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، فرأى أن "ثمة علامات استفهام كبيرة حول قرار قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الإسرائيلي وفرقة الضفة العسكرية بإرسال قوة كبيرة إلى البلدة القديمة في نابلس في وضح النهار، بهدف اعتقال ثلاثة مطلوبين فلسطينيين مقاومين، الذين استشهدوا خلال اشتباك مع قوات الاحتلال، لكن 7 مواطنين آخرين استشهدوا أيضًا وبينهم ثلاثة مسنين، "ولا علاقة للشهداء المدنيين بالخلية المقاومة، وأنه ومن شأن ذلك أن يحفز الآن على تنفيذ عمليات انتقامية من الضفة وربما إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة".
وشكك بمزاعم جيش الاحتلال حيال أسباب اقتحام قواته لجنين ونابلس.
ورأى أن هذه مزاعم مبالغ فيها حول "قنبلة موقوتة"، أي أن مقاومين فلسطينيين يعتزمون تنفيذ عمليات إطلاق نار ضد أهداف إسرائيلية.
وأشار هرئيل إلى أن (إسرائيل) لم تلتزم بتعهدها للإدارة الأميركية، بأن تقلل دخول قواتها إلى المدن الفلسطينية.
وأضاف: "تم التوصل إلى هذه التفاهمات يوم الأحد الماضي، قبل ثلاثة أيام فقط من العملية العسكرية الواسعة في نابلس، وتواصل (إسرائيل) التحذير من تصعيد في رمضان، لكن يبدو أن قسمًا من الخطوات التي تنفذها تدفع نحو صدام أكثر مما تبعده".