فلسطين أون لاين

​المصري صاحب أول مطحنة للبن والبهارات في غزة

...
غزة - نسمة حمتو

في محل صغير لا تتجاوز مساحته الثلاثة أمتار كان يجلس يمزج التوابل ببعضها لمحاولة الخروج بصنف توابل جديد مميز كغيره من التوابل التي يعدها منذ أعوام طويلة، ورغم محاولة الكثير من التجار تقليد بضاعته التي يصنعها إلا أن الزبائن تقبل عليه من جميع الأماكن لشراء الوصفات الخاصة بمطحنة القناعة.

صناعة مميزة

مجدي المصري صاحب محل لبيع البن والتوابل والبهارات والقزحة المطحونة والسحلب التركي وهو الوحيد الذي تميز في صناعة القزحة والسحلب في غزة منذ سنوات طويلة جداً.

بدأ والد المصري يعمل في مطحنة صغيرة في عام 1936 في مدينة يافا وكان له محل صغير هناك في ميدان الساحة، وهذا المحل مفتوح حتى اليوم في تلك المنطقة، وبعد أن هاجر والده من يافا وانتظر أشهر ليعود لمنزله ومن ثم قرر فتح مطحنة صغيرة بعد 6 أشهر من تهجره.

وأضاف المصري:" كانت المطحنة التي افتتحها والدي هي الأولى في غزة وهو ما جعلني أكتسب خبرة طويلة تزيد عن 80 عام، لجأت لتعلم هذه المهنة منذ كنت في الصف الخامس الابتدائي وكنت حريص على مساعدة والدي في المطحنة كي أتعلم البيع والشراء وأسرار الوصفات التي يصنعها".

إدارة الأعمال

وتابع قوله:" أنهيت الثانوية العامة ثم سافرت على أمريكا لأدرس لغة هناك ومن ثم أدارة أعمال، وعملت في أحد الشركات الكبرى في أمريكا في أحد الفروع لها، وبعدها تم إبلاغي بأن والدي قد توفى ورغم تميزي في عملي هناك قررت العودة لغزة للعمل في مهنة والدي".

وأكمل قوله:" عدت لفتح مطحنة والدي مرة أخرى فقد اكتسب من السمعة الطيبة والتميز بالعمل ما هو كفيل بأن يجعل محله مميز، حتى الآن أفخر بأن عملي لا يوجد فيه أي غش ولا نضيف عليه المواد الدخيلة لزيادة الوزن كما يفعل البعض وهذا سر نجاحنا".

وعن الاقبال على شراء البهارات والبن من مطحنته قال:" منذ أن أنشأنا المطحنة والإقبال جيد لأننا أول من عملنا في هذا المشروع وحتى اليوم نعمل بنفس الجودة التي كان يعمل بها والدي قبل 80 عام".

أسرار المهنة

وعن تعلمه أسرار المهنة من والده قال:" قبل أن أسافر تعلمت من والدي أسرار المهنة والوصفات التي كان يصنعها وكان هناك مجلد خاص بوالدي يضع فيه جميع أسرار الخلطات، لذا عندما عدت لغزة تأقلمت مع الوضع وكأنني لم أترك غزة يوماً".

تحتوي الورشة التي يعمل بها المصري على ماكينات مختصة في طحن الأرز والقزحة وإعداد الحلبة المكلفة "المغات" وطحن البن بطريقة مميزة.

وعن أكثر الأصناف المميزة التي يصنعها في المطحنة، أضاف:" أكثر الأصناف المميزة هي الدقة والزعتر والقزحة المطحونة التي لا يعمل بها أحد غيرنا، كثير من الفئات تقبل على الشراء من المطحنة حتى أن هناك بعض الزبائن كانوا يعرفون والدي من جميع المحافظات يأتون لشراء البن أو القزحة وغيرها من البهارات".

وتابع حديثه:" هناك بعض الخلطات لم تكن معروفة لدى الوالد، حاولت قدر الإمكان أن أتميز فهيا واستطعت جمع معلومات كثيرة عنها وأصبحت مميز في صنعها كبهارات الكبسة والتايلندي والبيتزا وغيرها من البهارات الهندية الحديثة".

مجلد الخلطات

أما عن نيته في تعليم أبنائه نفس المهنة التي ورثها عن جده ووالده قال:" أولادي دائماً يساعدونني في المحل ومجلد الخلطات موجود يمكنهم الاستعانة به، كما أن ابني الكبير يأتي دائماً للمحل يساعدني فيه ويعرف أسرار الوصفات، ولكن في ظل الوضع الصعب الذي نعيشه الآن لا أستطيع فرض هذا العمل عليهم فهم مخيرين ما بين هذه المهنة أو عملهم في تخصصاتهم الجامعية".

ومضى بالقول:" قبل 15 عام من الآن كان الوضع مختلف تماماً كان هناك اقبال كبير على البضائع وكان المحل معروف جداً بالنسبة للزبائن والوضع المادي كان أفضل لدى الناس لذا كان الإقبال كبير ولكن اليوم الوضع اختلف تماماً، الناس تبحث الأن عن الأرخص ولا تلتفت للجودة".