فلسطين أون لاين

"إيمان كليب" تواجه التلوّث البيئي بالفن

...
سلفيت / غزة - فاطمة أبو حية

التلوث البيئي الذي كثر التحذير منه قدح شرارة فكرة مشروع خاص للفنانة "إيمان كليب"، ثم استمدت قوة الدفع لتنفيذ الفكرة ونشرها من مرض أمها، فوالدتها أصيبت بالسرطان، وأكد الأطباء المعالجون لها أن التلوث البيئي هو العامل الأساسي لمرضها.

ارتأت كليب أنها ينبغي أن تتحرك وفق إمكانياتها لمواجهة هذا التلوث، ولأن الفن مجالها، قررت أن تسخّره لصالح البيئة، فلجأت إلى إعادة التدوير، وجعلت منها مشروعا تعمل فيه من بيتها، إذ تصنع منتجات مختلفة كالإكسسوارات والتحف، وتبيعها، والمواد الخام التي تستخدمها هي من المخلفات التي اعتدنا على التخلص منها..

درست كليب الفنون الجميلة في جامعة النجاح الوطنية، وتخرجت منها عام 2007، وهي عضو في المجلس القروي لقريتا "حارس"، وعضو في منتدى نجم الفن التشكيلي..

لماذا لا أدمجهما؟

تقول كليب لـ"فلسطين": "لم أحصل على وظيفة في مجال دراستي، فكنت أمارس مواهبي الفنية برسم اللوحات في البيت، وكذلك شاركت في معارض فنية وبيئية ونشاطات للمدارس والمخيمات الصيفية".

وتضيف: "الثورة على التلوث المنتشر من حولنا دفعتني للتساؤل: (لماذا لا أدمج فني مع إعادة التدوير؟!)، ثم كان مرض أمي، وأخبرنا الأطباء أن التلوث البيئي هو العامل الرئيس لإصابتها بالسرطان، مما مثّل دافعا قويا لي لأنشر أفكاري لكل ربة بيت".

قررت كليب أن تؤسس مشروعها الخاص القائم على فكرة إعادة تدوير المخلفات لتحويلها إلى قطع فنية، وما إن طرحت الفكرة على محيطها، حتى لقيت إعجابا وتشجيعا كبيرين، وكانت والدتها أبرز الداعمين لها، وحاليا تجد تعاونا من معارفها، فبعضهم يوفّر لها مخلفات لتدويرها.

وعن المشروع توضح: "أصنع الاكسسوارات، والتحف، ومستلزمات الأفراح والاحتفال بالمواليد الجدد، باستخدام البلاستيك، والزجاج المكسور، والمعدن، وكل منتجاتي من مُعاد تدويرها، ولا أعتمد في أي منها على مواد خام جديدة"، لافتة إلى أن أفكار إعادة التدوير كثيرة ومتجددة، إذ تتولد لديها الكثير من الأفكار أثناء العمل، ويختلف وقت العمل في كل قطعة حسب حجمها وشكلها.

عبوات العصير، والكرتون، وعلب المعلبات، والأكواب الحرارية هي أكثر المواد الخام التي تعيد كليب تدويرها، ولكي تخرج المنتجات بشكل مميز، تضيف إليها بعض المواد، كتلوين العبوات البلاستيكية بطلاء الأظافر لتصنع منها تحفًا لتزيين المنزل.

منذ سنتين تعمل كليب لأجل مشروعها في بيتها، ولكنها تطمح لتوسيع المشروع، إلى أن يصبح مركزا ثقافيا فنيا.

في البداية، كانت النساء تستغرب منتجات ضيفتنا، ومنهن من كنّ ينظرن إليها على أنها أشياء قديمة ومخلفات، ولكن مع مرور الوقت، اعتدن على ذلك، وزاد إقبالهن على الشراء منها، وأغلبهن يعتمدن على ما تعيد تدويره، فيما عدد قليل منهن يوكلن إليها مهمة تجديد بعض أشيائهن القديمة.

تعتمد كليب على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" في الترويج لمنتجاتها، فمن خلاله تعرض منتجاتها، وتتواصل مع الزبائن، وتستقبل الطلبات، بالإضافة إلى مشاركتها في عدد من المعارض.