فلسطين أون لاين

​منسق شؤون الأسرى الجديد.. هل يُخرج حكومة "نتنياهو" من الظلام؟

...
غزة - يحيى اليعقوبي

ما زال الاحتلال الإسرائيلي يتحرك في الظلام الذي لا يرى منه أي شيء أو أي معلومة، حول ملف جنوده المفقودين بغزة، الذي يحيطه الغموض الشديد، لذلك احتاج _بحسب مختصين في الشأن الإسرائيلي_ إلى شخصية أمنية رفيعة المستوى تجيد التحرك بهذا الظلام واستقاء المعلومات لمعرفة مصير جنوده.

ورشح وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان مسؤول جهاز الأمن العام (الشاباك) بالضفة الغربية والقدس المحتلتين لتولي منصب المنسق الخاص لشؤون الأسرى والمفقودين خلفًا للمنسق المستقيل "ليؤور لوتان".

وذكر موقع "والا" العبري أن ليبرمان يفضل تعيين الملقب (أ) والذي ما زال اسمه محظورًا للنشر ليتولى منصب منسق شؤون الأسرى والمفقودين في محاولة لإرضاء عائلات الجنود بعد العاصفة التي خلفتها تصريحات ليبرمان مؤخرًا حول عدم تعجله في تعيين منسق جديد وضرورة تبني توصيات لجنة "شمغار".

وأضاف الموقع أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يصادق بعد على التعيين الجديد.

أرض الواقع

ويقول الخبير في الشأن الإسرائيلي فرحان علقم: "إن التعامل الحقيقي على أرض الواقع مع المنسق الجديد هو الأهم، فإذا كان تعامل حكومة الاحتلال بنفس الطريقة من عدم الجدية التي تعاملت به مع سابقه فسيكون مصيره الفشل وسيلاقي نفس المصير الذي لقيه "لوتان" حينما استقال".

وقال علقم في حديث لـ"فلسطين": إن الاحتلال لا يمتلك أدنى معلومة حول جنوده المفقودين بغزة تؤهله لنشرها أو يصارح بها عائلات الجنود، مشيرًا إلى تراجع الاحتلال باعتبار جنوده مفقودين وليسوا قتلى، أما أن يقر أنهم أحياء فهو لا يمتلك المعلومة حول إن كانوا أحياء أو غير أحياء.

وأضاف: "حتى المعلومة التي يظنها الاحتلال بين يديه حول مصير الجنود لا يستطيع المصارحة بها، فالحكومة الإسرائيلية لا تمتلك الشجاعة للمصارحة بها سواء بالنفي أو الإثبات، لذلك تعيش في ظلام دامس وتراوح مكانها، في ظل تشدد المقاومة في عدم الكشف أو الإفراج عن أي معلومة مهما كانت صغيرة والاكتفاء بالتلميح دون التصريح عن عدد الأسرى وأحوالهم".

ونبه إلى أن "الاحتلال يحاول المناورة وكسب المزيد من الوقت أمام عائلات الجنود وجبهته الداخلية، لعل بعض الأخبار تصل إليه، أو أن يوفقوا في الحصول على وسيط يحرك المياه الراكدة.

وتابع: "الاحتلال من أجل إرضاء جبهته الداخلية، رشح شخصية أمنية رفيعة المستوى من حيث الأداء والإمكانات في التعامل مع الفلسطينيين، لإظهار أن ليبرمان لا يهمل الملف".

ومع ذلك، إلا أن حكومة الاحتلال، والكلام لعلقم، تريد تأخير فتح الملف أكبر قدر ممكن، لذلك رشحت المنسق الجديد لمحاولة كسب المزيد من الوقت، إذ إنه لا يوجد في حكومة الاحتلال من هو معني بإبرام صفقة تبادل حاليًا؛ لأنهم اعتبروا صفقة شاليط 2011 انتصارًا كبيرًا لحركة حماس، "لكنها لا تستطيع الصمود لأمد طويل".

وأشار علقم إلى "حكومة الاحتلال لا تستطيع المراهنة على الملف لأمد طويل، وإنما تقوم بالمراهنة عليه لكسب الوقت في ظروف حرجة لدواعٍ انتخابية وما يتعلق بمصير الائتلاف الحكومي المتأرجح هذه الأيام".

من جهته، رأى المختص في الشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، أن ترشيح مسؤول الشاباك بالضفة الغربية والقدس، يأتي ضمن سياقين الأول أن المكان أصبح شاغرًا، ومن الطبيعي أن يتم البحث عن شخص صاحب خبرة أمنية كبيرة، والثاني أن حكومة الاحتلال تبحث عن شخصية متوائمة معها بحيث لا تستطيع فرض قرارات جريئة عليها مثل "لوتان".

وقال أبو عواد لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال معني بفتح ملف جنوده المفقودين بغزة، ولكن ليس بأي ثمن، إذ إن أجهزة أمن الاحتلال تراهن على الزمن لإرسال رسالة للمقاومة أن مسألة الأسر لن تجدي نفعًا وتستغرق وقتًا طويلًا".

وأشار المتابع للشأن الإسرائيلي، إلى أن الإسرائيليين اعتبروا صفقة تبادل الجندي جلعاد شاليط انتكاسة لدولتهم"، لافتًا إلى أن أمن الاحتلال لا يريد صفقات من النوع السريع والحجم الكبير.

يذكر أن كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس كشفت لأول مرة في أبريل/ نيسان 2016 عن وجود أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها، دون أن تكشف إن كانوا أحياء أم أمواتا. وأكدت حينها أن أي معلومات عن مصير هؤلاء الجنود لن تُمنَح إلا بدفع استحقاقات وأثمان واضحة قبل المفاوضات وبعدها.