دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قيادة السلطة في رام الله، إلى الإسراع بتنفيذ كامل قرارات المجلسين؛ الوطني والمركزي، وإلغاء اتفاق أسلو، وسحب الاعتراف بـ(إسرائيل)، مشددة على ضرورة أن تعطي السلطة أولويتها لدعم صمود الشعب الفلسطيني وبكل الوسائل التي تمكّنه من استمرار في مقاومة الاحتلال.
وحذرت في بيان صحفي صدر في ختام اجتماع لجنتها المركزية، اليوم الثلاثاء، من تداعيات زيارة وزير الخارجية الأمريكية " أنتوني بلينكن" إلى المنطقة، ومن المساعي الأمريكيّة بشكلٍ عام، التي "تهدفُ في جوهرها إلى الضغط بوقف تنامي حالة المقاومة في الضفة، وعدم تطوّرها إلى مرحلة الانتفاضة؛ من خلال بيع الأوهام مجدّدًا للسلطة، بشأن ما يسمى بحل الدولتين، والضغط عليها لاستمرار التنسيق الأمني"، حسب البيان.
اقرأ أيضاً: تقرير عبد الناصر مكي.. أكاديمي انتقد السلطة و"أوسلو".. فأُحرقت سيارته
وأكدت على ضرورة "توحيد المؤسّسات الوطنية وتفعيلها، وفي مقدمتها (م.ت.ف) على أساس برنامجٍ وطنيٍّ مقاومٍ متحرّرٍ من أوسلو والتنسيق الأمني، وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة القادرة على صوغ خطّةِ تصدٍّ وطنيّةٍ تضع كل إمكانات شعبنا وقدراته في مواجهة دولة الاحتلال وحكومته الفاشية، وتعزيز صمود أبناء شعبنا، خاصّةً في الضفة الفلسطينيّة والقدس".
وبيّنت أهمية "مواصلة الجهود لتصليب الحالة الوطنية، وتوفير الظروف الملائمة لانطلاق الانتفاضة، وتعزيز المقاومة وتطويرها مهمّةً وطنيّةً عاجلة، وتركيز الجهد المقاوم في الضفة، ودعم الظواهر ووحدتها الميدانيّة، وتوسيع البُنى النضاليّة، وتوفير حاضنةٍ شعبيّة، ومرجعيّةٍ وحمايةٍ سياسيّةٍ لها".
كما استعرضت الأوضاعَ الفلسطينية الداخلية، واستمرار الانقسام، وسبل مواصلة الجهود من أجل إنهائه، وإنجاز المصالحة وصولًا إلى الوحدة الوطنيّة، مشيرة إلى جهودها من أجل تشكيل ائتلافٍ وطنيٍّ واسعٍ دعوةٌ لخلق حالةٍ وطنيّةٍ وشعبيّةٍ ضاغطة، ومساهمةٌ في توحيد الجهد الفلسطيني لتحقيق هذا الغرض.
وجددت الجبهة الشعبية، التأكيد على "وقوفها وإسنادها الدائمين للحركة الأسيرة في معركتها البطوليّة القائمة ضدّ سياسة التنكيل والقمع، التي تمارسها إدارةإدارة السجون، وفي مواجهة إجراءات المجرم بن غفير بحقّ الأسرى".
التناقضات الإسرائيلية
وفيما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي، نبهت الشعبية إلى "ضرورة استثمار التناقضات في المجتمع الصهيوني، والعمل على تعميقها؛ عبر تعزيز دور شعبنا في الداخل المحتل، واعتبارهم رأس الحربة في مواجهة هذه الحكومة الفاشية والعنصرية، إضافةً لتعزيز العمل والكفاح الجماهيري والمقاومة الشعبية في كل مواقع الوطن، وتصعيد الاشتباك المفتوح مع العدو ومواجهة هذه الحكومة بما يعمّق من مأزقه، ومن التناقضات الداخليّة في دولة الكيان".
البلدان العربية
وتطرق البيان إلى حادثة الزلزال المؤلمة في الشمال السوري والجنوب التركي، حيث أدانت الجبهة الشعبية "سياسة المعايير الغربية المزدوجة العنصرية في التعامل مع الكارثة، موجّهةً الشكرَ إلى البلدان والقوى التي أسهمت - وما زالت - في جهود الإنقاذ والاغاثة، داعية إلى كسر الحصار المفروض على سوريا؛ و تقديم مساعداتٍ عاجلةٍ إلى الفلسطينيين في المخيمات.
اقرأ أيضاً: حوار القاسم: السلطة "بطانةٌ آمنة" للاحتلال.. وإنهاء التنسيق الأمني يتحقق بتصفية (أوسلو)
كما استعرض الأزمات الداخلية التي يعيشها أكثر من بلدٍ عربي، وقالت: "وهذا يفرض على القوى الوطنية في البلدان العربية إلى توحيد الجهود في مواجهة هذه الأزمات واستهدافاتها، والدفاع عن مصالح شعوبها وحمايتهم"، ملفتة إلى أنها "تعمل على تكثيف جهودها من أجل إنشاء جبهةٍ عربيّةٍ موحّدةٍ لمقاطعة التطبيع ومقاومته؛ مستندةً في ذلك إلى الموقف الشعبي العربي الرافض للتطبيع، وإلى معارضة قوى التحرّر العربية لكل أشكاله".