فلسطين أون لاين

تقرير الاحتلال يهدم منزلين في "جبل المكبر" والأهالي ينتفضون

...
الاحتلال يهدم منزلاً فلسطينياً - أرشيف
القدس المحتلة- غزة/ نور الدين صالح:

استيقظ أهالي قرية جبل المكبر في القدس المحتلة، صباح أمس، على اقتحام المئات من جنود الاحتلال وآلياته العسكرية، لهدم منزلين تعود ملكيتهما للمواطن إبراهيم بشير ونجلَيه أدهم ومهند، لكن سرعان ما شكّل السكان درعًا بشريًا في محاولة للتصدي لجرافات الاحتلال، ورفضًا لسياساته القمعية الهادفة إلى رفع وتيرة هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية، بضوء أخضر من حكومة بنيامين نتنياهو الفاشية.

واستطاع الأهالي تأخير عملية الهدم عدة ساعات عبر التجمهر، وإغلاق الطرق المؤدية إلى المنزلين، والوقوف أمام آليات الاحتلال، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال، أسفرت عن إصابة عشرات المواطنين، وفق ما ذكر رئيس لجنة الدفاع عن جبل المكبر، المحامي رائد بشير.

اقرأ أيضاً: تقرير خطر الهدم يتهدد 42 منشأة اقتصادية قرب حاجز الجلمة

ويتكون منزل "بشير" الذي هدمه الاحتلال من طابقين يضم عائلته المكونة من 4 أفراد، ونجله أدهم وعائلته المكونة من 4 أشخاص أيضًا، فيما يضم بيت نجله "مهند" المجاور له عائلته المكونة من 6 أفراد.

وقال أدهم بشير لوسائل الإعلام: إن منزل العائلة مشيد منذ 15 عامًا، واستلمنا قرار الهدم قبل خمسة أعوام، وفي البداية هُدم الجزء الخارجي ومساحته 25 مترًا مربعًا ويستخدم غرفة معيشة للعائلة، وأضيف إلى المنزل قبل عام واحد فقط.

وأضاف أن قوات الاحتلال اعتدت على النساء وأرهبت الأطفال، وعاثت خرابًا في الأراضي المجاورة، حيث جرفت أرضًا تعود للعائلة، من أجل تسهيل وصول الجرافات إلى الهدم، وهدت سورًا، واقتلعت الأشجار في المنطقة.

وتابع: "لن يثنينا الهدم عن الصمود، ولن نركع لهم، ولن نهتم للمخالفات المالية التي ستفرض علينا، وما هُدم سنبنيه نحن وأولادنا مجددًا رغمًا عنهم".

وفي أثناء مرورها بالطريق هدمت جرافات الاحتلال سورًا استناديًا للمقدسي أمجد جعابيص، في "جبل المكبر".

وبصوت مكلوم يعبر جعابيص عن صدمته لهدم السور "هذا الهدم يمثل لي حرقة في القلب، حيث جعلني أبكي من شدّة عنجهية الاحتلال".

ويقول جعابيص وهو صاحب الأربعين من عمره: هذه حكومة فاشية ومتطرفة لا يهمها أوضاع المواطنين وما سيترتب على هدم بيوتهم، بل تهتم في إكمال سياساتها العنصرية الفاشية".

ويضيف: "لم تكتفِ قوات الاحتلال بالهدم فقط، بل منعتنا أيضًا من التصوير والدفاع عن أرضنا وحقنا في العيش حياة كريمة (..) حسبي الله ونعم الوكيل في هذه الحكومة العنصرية".

وتخلل الاقتحام إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل غازية وأخرى صوتية بصورة مكثفة وعشوائية باتجاه المنازل، لتفريق الأهالي الذين تجمهروا أمام منازلهم، فيما رد الشبان بإغلاق الشوارع بالحاويات والأخشاب وحرق مكاتب تابعة لبلدية الاحتلال في القرية، ومسيرة عفوية انطلقت بعد انسحاب القوات إلى المنازل المهدومة.

تسارع الهدم

ويرى المحامي بشير في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن وتيرة سياسة هدم بيوت ستتسارع تسارعًا كبيرًا مع تولي حكومة المستوطنين المتطرفة سدة الحكم، خاصة في ظل وجود وزير "الأمن القومي" إيتمار بن غفير الذي وعد باستمرار هدم المنازل.

وأشار إلى أن هناك 132 منزلًا مخطرًا بالهدم، منذ العام الماضي، فيما تمكن الاحتلال من هدم 4 منازل ومنشآت منذ مطلع العام الجاري، مشددًا على أن "الأهالي يقفون بصمودٍ في وجه هذه السياسات الظالمة".

وجدد التأكيد أن الأهالي سيواصلون الدفاع عن البلدة وعرقلة الاحتلال من هدم البيوت، خاصة أنهم رفضوا سياسة الهدم الذاتي مطلقًا، لافتًا إلى أن الاحتلال هدم أمس منزلين من أصل 5 منازل كان قد تقرر هدمها.

اقرأ أيضاً: دعوات للرباط في "جبل المكبر" والتصدي لمجزرة هدم المنازل

وبحسب بشير، فإن هناك 132 منزلًا ومنشأة تجارية مهددة بالهدم وقد أرسلت لهم سلطات الاحتلال إخطارات منذ العام الماضي.

ولفت إلى أن الاحتلال يستهدف بلدة جبل المكبر لكونها منطقة إستراتيجية واسعة وقريبة من المسجد الأقصى، لذلك يسعى لتفريغها من السكان بهدف إحلال المستوطنين بدلًا منهم، واصفًا تلك الإجراءات بـ"العنصرية" وتندرج ضمن سياسة العقاب الجماعي. 

وتوّقع أن تشهد المرحلة القادمة حراكًا وتصعيدًا كبيرين، وقد يصل الأمر إلى العصيان المفتوح ردًا على سياسات الاحتلال العنصرية. 

وتنال بلدة جبل المكبر التي تبلغ مساحتها 4 آلاف دونم ويقطنها 32 ألف نسمة- إلى جانب سلوان- الحصة الأكبر من قرارات الهدم، كان آخرها منشأة تجارية ومنزلًا للمواطن محمد راتب مطر نهاية شهر يناير الماضي، كما هددت بلدية الاحتلال منذ بداية العام الجاري نحو 100 منزل في البلدة.