أكد نائب مدير الأوقاف الإسلامية في القدس، رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث، الشيح ناجح بكيرات، أن قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي إبعاده عن المسجد الأقصى المبارك، يهدف إلى تجفيف دور الشخصيات المركزية، وضرب منظومة الرباط، وإيجاد فراغ في دور "الأوقاف" داخل الأقصى. 

وقال بكيرات لصحيفة "فلسطين": إن "دور الأوقاف الإسلامية مستهدف بشكل لم يسبق له مثيل في ظل حكومة اليمين المتطرف، التي تسعى للتقسيم المكاني والزماني بخطوات عملية على الأرض، ومنها إلغاء دور الأوقاف صاحبة الولاية الدينية، إضافة إلى تكثيف الاقتحامات".

وحذر من خطورة مخططات مجموعات الهيكل المزعوم ومعها المستوى الأمني والسياسي في دولة الاحتلال لزيادة عدد المقتحمين، بحيث يفوق عدد المصلين الوافدين، مشددًا على أنها تسعى لإفراغ المقدسيين والشخصيات المقدسية من جهة، وتعبئة المستوطنين ووزراء في الحكومة من جهة أخرى، بهدف الإخلال بالوضع القائم.

ولفت إلى أن الإبعاد أصبح قانونًا تصدره سلطات الاحتلال ضمن مجموعة من الخطط التي تستهدف المسجد الأقصى، بعد أن "كان قرار الإبعاد في الماضي يسبقه تحقيق حول قضايا معينة، أما اليوم فيكون القرار معدًّا سابقا، ودون تحقيق، وإذا رفضت استلامه يُقتحم منزلك بهمجية متعمدة".

اقرأ المزيد: "بكيرات" يدعو إلى تحرّك عاجل لإنقاذ الأقصى من مخاطر الاحتلال

وأشار إلى أن الاحتلال يستعين بالإعلام العبري للتحريض على الشخصيات واعتقالهم وليس إبعادها فقط، إضافة لحظر فعاليات تقام في المسجد الأقصى التي كان يشارك فيها عدد لا يستهان به من المرابطين والوافدين للمسجد الأقصى.

وشدد بكيرات على أن الاحتلال يريد فراغا إداريا داخل دائرة الأوقاف، من خلال إبعادات بالجملة تطال جميع العاملين، "إلا أننا سنبقى على أبواب الأقصى والبلدة القديمة وفي كل أحياء مدينة القدس".

وختم بكيرات قائلًا: "الرباط داخل المسجد الأقصى سيبقى مستمراً جيلاً بعد جيل، ولن نلين أو نرفع الراية البيضاء، فكل الإجراءات الانتقامية استخدمت دون جدوى".

وأول من أمس، سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الشيخ ناجح بكيرات قرارًا بإبعاده عن المسجد الأقصى المبارك، لمدة ستة أشهر جديدة.

وتعد هذه المرة الـ30 لإبعاد الشيخ بكيرات عن الأقصى، حيث بدأت سياسة الإبعاد بحقه منذ عام 2003، وبلغت حصيلة إبعاده نحو سبع سنوات ونصف السنة.