فلسطين أون لاين

فازت بالمركز التاسع على مستوى آسيا

تقرير المُناظرة حسنين.. في أول مشاركة دولية حملت فلسطين على منصة التتويج

...
غزة/ هدى الدلو:

"هناك مشاعر لا يمكن وصفها إلى جانب الفخر والامتنان بـأنني استطعت حمل غزة على منصة التتويج، وأن يرفرف علم فلسطين خفاقًا"، بهذه الكلمات استهلت هداية حسنين كلامها عن وصف لحظة الفوز، بعد تتويجها بالمركز التاسع ضمن أفضل ١٠ متناظرين على مستوى قارة آسيا خلال البطولة الدولية الآسيوية للمناظرات الطلابية باللغة العربية بعاصمة سلطنة عمان مسقط.

الشغف والسعي

تُعرف حسنين البالغة من العمر 23 عاماً، الخريجة من قسم الدعوة والإعلام، نفسها بأنها "ابنة التجارب والشغف والمحاولات والسعي"، ومن ذلك مشاركتها ضمن فريق الجامعة الإسلامية، في البطولة التي نظمها مركز مناورات قطر في سلطة عمان، تحت شعار "آسيا في مسقط.. مناظرو اليوم قادة المستقبل".

وتهتم حسنين بشكل كبير بالمجال الفكري، ويجذبها الغوص في طريقة تفكير الناس ومحاورتهم ونقاشهم، في مرحلة مبكرة من عمرها، ما دفعها للتعرف إلى عالم المناظرات واقتحامه في عام 2019، وحصلت على أفضل مُناظرة على مستوى جامعات قطاع غزة وفق نموذج "كارل بوبر".

بعدها بدأت هداية في مجال التدريب والورش الإعلامية في المناظرات، بتدريب اليافعين وطلاب الجامعات والشباب في مؤسسات المجتمع المدني.

وتقول حسنين لصحيفة "فلسطين": "المناظرات جزء لا يتجزأ من شخصيتي فهي طريقتي للتعبير عن ذاتي، كما أن المناظرات تنعكس على أفكاري الشخصية وتُطورها"، مشيرة إلى أن فن المناظرات حالة فكرية تعتمد على أسلوب النقاش والحوار المختلف والمعتمد على قضية معينة، ويتم التحاور بين فريقين أحدهما يتبنى تلك القضية وآخر يعارضها.

ويتكون كل فريق من ثلاثة أشخاص ويُكلف كل واحد منهم بدور معين، ومَنْ ينجح بإقناع لجنة التحكيم بوجهة نظره ورأيه يكن هو الفائز وفق فلسفة المناظرات وطبيعتها، مشيرة إلى أن أعداد المتسابقين والحكام في البطولة التي شاركت فيها مؤخراً كان كبيراً جداً.

وبينت أن فن المناظرات يعتمد على طرح قضية يتناظر حولها فريقان متعارضان، المؤيد للقضية فريق "المُوالاة" وهو الذي يدعمها ويدافع عنها، والفريق الذي يُعارض موضوع المناظرة ويفند أطروحة فريق "الموالاة" وحججه وهو فريق "المعارضة". 

ثرية للغاية

وتتحدث حسنين عن تجربة المناظرات التي خاضتها: "لقد كانت مختلفة وثرية للغاية، خاصة أنني لأول مرة أشارك في بطولة خارج نطاق قطاع غزة، شارك فيها ما يقارب 42 فريقًا من مختلف دول قارة آسيا، ناقشنا فيما بيننا كثيراً من المواضيع الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية".

ورغم اختلاف البلدان والثقافات فإن كل شخص يُعبر عن بلاده باللباس التراثي الذي يرتديه وما يوحدهم فقط اللغة العربية، ويتم إخبارهم بالقضية التي سيتم التناظر حولها قبل 20 دقيقة فقط من بدء المناظرة، وكل مناظر يُعطى من الوقت 7 دقائق يخوض فيها حديثًا مطولًا ومقنعًا ومعتمدًا على شخصيته وأفكاره وقدرته على الإقناع.

"هذه لم تَحْدُث مع أحد غيرِك؛ لقد فعلتيها يا هداية بطريقة استثنائية".. كلمات قيلت لها بلسان شخص عماني من لجنة تحكيم المناظرات، مبدياً إعجابه بأدائها، لتقع في قلب هداية، وحملت معها الكثير من المشاعر التي تعاش ولا تقال، وفق حديثها.

وحول انعكاس مشاركة ثقافات من بلدان مختلفة في المناظرة، توضح حسنين أن اختلاط اللهجات واللكنات بين المشاركين كان يضفي جوًا جميلًا، وعند لحظة مغادرة أرض مسقط كان البكاء حاضراً بين المتناظرين الذين قضوا وقتاً رائعاً في هذا الحضن العربي الواسع.