اتهم مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية بمدينة القدس، أمس، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإعاقة عمليات ترميم المسجد الأقصى والإعمار فيه.
وأكد المسؤول طالبا عدم كشف هويته، بسبب قرار الاحتلال منعه من الحديث للإعلام، أن تدخل الاحتلال في عمل لجنة إعمار المسجد الأقصى التابعة للأوقاف الإسلامية، أدى إلى تعطيل عملها في أكثر من موقف.
وبيَّن في تصريح خاص بصحيفة "فلسطين"، أن منع الاحتلال عمليات الترميم أدى مؤخرًا إلى سقوط حجارة من الجدار الخارجي لمصلى قبة الصخرة المشرفة.
اقرأ أيضاً: بالصور مركز ترميم المخطوطات في الأقصى.. "غرفة إنعاش" لوثائق تاريخية
وبيَّن المسؤول في الأوقاف الإسلامية، أن المسجد الأقصى وكل ما يشمله من مصاطب ومصليات وأروقة، بحاجة إلى عمليات ترميم يومية بسبب تأثر أبنيته بعوامل الزمن والرياح والأمطار، من أجل الحفاظ على تراثه الإسلامية لضمان صموده أمام عوامل الزمن.
وأضاف أن مهندسي لجنة إعمار الأقصى يتابعون يوميًا مباني المسجد الأقصى، ويرفعون تقاريرهم إلى دائرة الأوقاف، لكن الاحتلال يعيق عملهم باستمرار.
وحذَّر المسؤول من تداعيات استمرار تدخل الاحتلال في عمل لجنة إعمار الأقصى، خاصة في مثل هذه الأجواء الباردة وما يرافقها من منخفضات جوية.
ويتعرض الأقصى لهجمة شرسة من قوات الاحتلال والمستوطنين، ومحاولات لا تتوقف لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، وسط تحريض مستمر من إيتمار بن غفير وزير ما يسمى "الأمن القومي" في حكومة المستوطنين برئاسة بنيامين نتنياهو، على اقتحام المسجد المبارك وأداء الطقوس التلمودية في ساحاته.
مسؤولية الاحتلال
من جهته، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس عن مدينة القدس محمد حمادة: إن سقوط حجارة من جدران مصلّى قبَّة الصخرة "جريمة يتحمّل الاحتلال تداعياتها الخطيرة".
وحمل حمادة في تصريح مكتوب تلقت "فلسطين" نسخة عنه، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سقوط الحجارة، واصفًا ما حدث بـ"الحادث الخطير الذي يكشف جريمة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي مستمرًا بمنع أعمال الترميم داخل المسجد الأقصى منذ عدة سنوات".
وعدَّ أن سقوط الحجارة "يبعث بإنذار بالغ الخطورة لما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى والمصلين والمعتكفين والمرابطين فيه.
وأضاف: إن "استمرار الاحتلال في تصعيد مخططات التهويد والحفريات المُمنهجة في المسجد الأقصى المبارك، يعرض مرافقه ومصلياته لأخطار التعرية والتشققات وسقوط حجارته، في جرائم بشعة تنتهك قدسيّة الأقصى، وتستفز مشاعر شعبنا وأمتنا الإسلامية، الذين سينتصرون للقدس والأقصى، وسيبقى شعبنا حائط سد منيع في الدفاع عنهما بكل الوسائل، وفي مقدمتها الرباط والمقاومة".
اقرأ أيضاً: الكسواني: رفض الاحتلال عمليات ترميم "الأقصى" ساهمت في تساقط حجارته
وكان الأقصى شهد انهيارات في السنوات السابقة وثَّقتها مصادر فلسطينية، منها سقوط حجر صخري ضخم من حجارة سور المسجد الأقصى من جهته الجنوبية الغربية، في يوليو/ تموز 2018.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2010 وقع انهيار في المسجد الأقصى المبارك أدى إلى الكشف عن حفرة مجهولة الأعماق في المنطقة الترابية بجانب مصطبة أبو بكر الصديق، الواقعة قبالة باب المغاربة من الداخل في الجهة الغربية من المسجد، وعلى بعد أمتار من شجرة سقطت في الشهر نفسه بسبب حفريات التهويد الإسرائيلية، وفق ما ذكرته مؤسسة الأقصى للوقف والتراث.