فلسطين أون لاين

حوار مكعبات "الروبيك" تجسد شخصيات شهيرة بيد المقدسي "مناصرة"

...
مكعبات "الروبيك" تجسد شخصيات شهيرة بيد المقدسي "مناصرة"
رام الله-غزة/ مريم الشوبكي:

يضع أسامة مناصرة العشرات من مكعبات "الروبيك" أمامه على الطاولة، ويبدأ بتدويرها حتى يحصل على اللون الذي يتماشى مع تفاصيل لوحته التي قد يقضي فيها نحو 5 ساعات حتى ينجزها، وهي والتي تحمل في الغالب تفاصيل وجه شخصية مشهورة.

يبرع اللاجئ المقدسي الذي يقطن في مدينة رام الله، في هذا الفن الفريد من نوعه وهو الرسم بواسطة مكعبات "الروبيك"، والتي يحترفها عدد قليل في العالم العربي والعالم، فهي تحتاج إلى تركيز عالٍ، ودقة في تخيل اللوحة ورسم خوارزمياتها على جهاز الحاسوب قبل تنفيذها، وذكاء عالٍ في حل ألغاز "الروبيك" في بداية الأمر.

مكعب "روبيك" هو لغز ميكانيكي ثلاثي الأبعاد اخترعه في عام 1974 النحات وأستاذ العمارة المجري "إرنو روبيك"، يُغطى كل وجه من وجوه المكعب الستة بستة ملصقات، وكل وجه يُلصق بملصق واحد من بين الألوان الستة الصلبة: الأحمر، والأبيض والأزرق والبرتقالي والأخضر والأصفر.

تمكّن آلية محورية بتدوير كل واجهة بشكل مستقل، وبالتالي يمكن خلط ترتيب الألوان، ولحل اللغز يجب أن يكون كل وجه بلون واحد.

شُد مناصرة الذي يدرس تصميم جرافيكي إلى مكعبات "الروبيك" منذ صغره، وتولد لديه الشغف بحل ألغازها منذ أكثر من ست سنوات، وبعدما أتقن حل ألغازها، أراد الانتقال إلى مستويات أعلى في هذه اللعبة، فاتجه إلى احتراف الرسم بواسطتها.

يبين مناصرة "22 عامًا" أن الرسم بمكعبات "الروبيك" ليس بالأمر الهين كما الرسم العادي، فهو لا يعتمد على ريشة وألوان، بل يعتمد على تجزئة اللوحة إلى خوارزميات تتناسب مع المكعبات، والتي تطلبت منه سنوات عديدة لدراستها.

يقول لـ"فلسطين": "حينما كنت صغيرًا كنت أشتري الروبيك، وأحاول حله، بالطبع كان الأمر صعبًا عليّ، وهذا خلق لدي التحدي بحل المكعب، وبالفعل تعلمت خوارزميات الحل ومع التدريب صرت أحل المكعب في أقل من 50 ثانية حاليًا، وما زلت أطوّر من نفسي".

ويتابع: "بحثت عن عدد كبير من المكعبات حتى أتمكن من التدرب بها على هذا الفن، ولكني وجدت صعوبة كبيرة للغاية حتى تمكنت من الحصول على 500 مكعب فقط بعد عناء، إذ من الصعب توفر المكعبات الأصلية في الأسواق، فهو فن ليس منتشرًا في فلسطين".

كيف تتشكل اللوحة

يمتلك مناصرة مهارة عالية في رسم أوجه الشخصيات المشهورة من مختلف المجالات، وكذلك الشخصيات إلكرتونية، ولوحات أخرى لمناسبات عديدة.

وعن إنتاج اللوحة الواحدة وكيفية التخطيط لها، يجيب مناصرة: "في أي لوحة أبدأ بتعديل ألوانها على جهاز الحاسوب للتناسب مع الألوان الستة للمكعب وإبراز تفاصيلها، حيث أرتب 500 مكعب كل واحد على حدةٍ، ثم أرتبها في إطار ليشكّل كل مربع صغير نقطة أو "بكسل" في اللوحة، وتتراوح مدة الرسم من 3 إلى 5 ساعات".

والمحزن لمناصرة أنه بعد الانتهاء من رسم لوحته يهدمها، لأنه محكوم بعدد مكعبات "روبيك" التي يمتلكها، فما قد يتبقى من اللوحة الأولى لا يكفي للبدء بأخرى.

وحاجة اللوحة إلى ساعات طويلة من الرسم، أمر مرهق للغاية جسديًا، وذهنيًا لرسام بمكعبات "الروبيك"، ولكن مناصرة يؤكد أن الشغف وولعه بهذه الهواية هو الذي يدفعه نحو إكمالها، بل يحلم برسم لوحات ضخمة بعد توفير عدد أكبر من المكعبات مستقبلًا.

ويشير إلى أن الرسم بمكعبات "الروبيك" ليس سهلًا، فهو يحتاج إلى تركيز عالٍ في الرسم، لأن أي مكعب وضع في مكانه الخاطئ يمكن أن يؤثر على اللوحة ويفسدها. 

ويذكر مناصرة أن بعض لوحات مكعبات "الروبيك" العالمية كلوحة الموناليزا في فرنسا بيعت بمبلغ كبير وصل إلى نصف مليون دولار.

ومن الشخصيات المشهورة التي رسمها مناصرة، الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وغسان كنفاني، والشيف الفلسطيني أبو جوليا، وعدد من الشخصيات الفنية، والكروية العالمية، والشخصيات الكرتونية.

ويطمح مناصرة إلى الانتشار عبر منصات التواصل الاجتماعي، وإنشاء معرض خاص بلوحات الروبيك، والمشاركة في معارض خارجية، وحلمه الأكبر تحطيم الرقم القياسي لأكبر لوحة بمكعبات "الروبيك" التي وصل عددها إلى 85 ألف مكعب.