أكد استشاري ورئيس مركز علاج الأورام في مستشفى الصداقة التركي بوزارة الصحة د. خالد ثابت، أن سلطات الاحتلال تحرم 40 بالمئة من مرضى الأورام في قطاع غزة، حقهم في تلقي العلاج بالخارج.
وقال ثابت، لصحيفة "فلسطين" تزامنًا مع اليوم العالمي لمرض السرطان، الذي يوافق 4 فبراير/ شباط من كل عام: إن حرمان المرضى من حقهم في العلاج بالخارج يمثل الحكم عليهم بالإعدام.
وأضاف: "إن مرضى السرطان يواجهون تحديات كثيرة تزيد من تردي أوضاعهم الصحية من جراء عدم توفر العلاج الإشعاعي والمسح الذري بغزة، ونقص الأدوية الذي يقدر بين 40 إلى 60 بالمئة".
سرطان القولون
وأفاد ثابت بأن سلطات الاحتلال تمنع إدخال الأدوية اللازمة للقطاع، فتلجأ وزارة الصحة إلى كتابة تقرير طبي (نموذج رقم 1) الخاص بالعلاج في الخارج ليتمكن المريض من الوصول إلى مركز طبي لتلقي العلاج المطلوب سواء كان في جمهورية مصر العربية أو بمستشفيات شرقي القدس أو الضفة الغربية.
ونظرًا لارتفاع التكلفة العلاجية في مصر، يلجأ مرضى القطاع، إلى العلاج بالقدس أو الضفة الغربية بحسب ثابت، الذي أكد أن هذا الإجراء يضع بعضهم في مشكلة بسبب المنع الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحقهم.
اقرأ أيضاً: وزارة الصحة تطلق نداءً لإنقاذ مرضى السرطان بغزة
وكشف ثابت، عن وجود زيادة سنوية في أعداد المصابين بمرض السرطان في القطاع، مشيرًا إلى أنه يُسجل نحو ألفي حالة جديدة مصابة بالمرض كل عام، أي بمعدل يزيد على 95 حالة لكل 100 ألف من السكان.
وذكر أن سرطان القولون بات الأكثر شيوعًا بين الرجال، مقابل سرطان الثدي لدى النساء، مرجعًا أسباب ذلك إلى التلوث البيئي والاستخدام المفرط للمخصبات الزراعية.
وأعلنت وزارة الصحة أمس، أن مرض السرطان هو المسبب الثالث للوفاة في فلسطين، مبينة أنه سُجل 5320 إصابة جديدة بالمرض في عام 2021، بمعدل حدوث بلغ 108.1، لكل 100,000 من السكان.
وأكد الدكتور ثابت، أن وزارته طرقت كل الأبواب من أجل توفير الأدوية والأجهزة اللازمة للمرضى والسماح لهم بالتنقل والعلاج في الضفة الغربية والقدس، مردفًا: "لكننا صدمنا بالاحتلال الذي يرفض السماح لعدد منهم بالسفر وتلقى العلاج بمزاعم واهية".
مخاطر حقيقية
وتوفي 9 مرضى، منهم 3 أطفال، في عام 2022م، بسبب مواصلة سلطات الاحتلال حرمان المرضى من أصحاب الأمراض الخطيرة من تلقي العلاج خارج القطاع، عبر حاجز بيت حانون "إيرز"، بحسب مركز الميزان لحقوق الإنسان.
وقال المركز الحقوقي في بيان صحفي: "إن استمرار الحصار الإسرائيلي والقيود المشددة المفروضة على حرية الحركة والتنقل للمرضى، وخاصة أصحاب الأمراض الخطيرة، ومواصلة حظر دخول الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة لتشخيص مرضى الأورام يترتب عليها مخاطر حقيقية تهدد حياة المرضى وتضاعف من معاناتهم وآلامهم".
وطالب المركز في بيان له، المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال، لإنهاء حصار القطاع، والتوقف عن الإجراءات والممارسات، التي تؤدي إلى تدهور خدمات الرعاية الصحية والمحددات الأساسية للصحة، وإنهاء المعوقات الإسرائيلية أمام وصول الفلسطينيين لخدمات الرعاية الصحية.
اقرأ أيضاً: خاص مستشفى الرنتيسي: مرضى السرطان بغزة يواجهون صعوبات في تلقي العلاج
وحث الأطراف الفلسطينية على ضرورة العمل على مضاعفة الجهود لتوطين الخدمات الصحية، وتنمية القطاع الصحي، وتأهيل وترميم البنية التحتية في المرافق الصحية، ولا سيما أقسام مرضى الأورام، وزيادة النفقات التشغيلية، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية بكميات كافية وخاصة لمرضى الأورام، ومضاعفة الجهود لإدخال جميع المعدات والأجهزة اللازمة لتوطين الخدمة.