غيرت شرطة الاحتلال بيانها بشأن العملية الفدائية التي نفذها الشهيد خيري علقم مساء الجمعة الماضي في مستوطنة "النبي يعقوب" شرقي القدس.
وكانت شرطة الاحتلال نشرت سابقا بيانها بشأن العملية التي قُتل فيه 7 مستوطنين، بعنوان "هجوم على الكنيس".
واضطرت إلى إجراء تعديل على بيانها عقب تأكيد صحفيين وشهود عيان ممن ذهبوا إلى المنطقة بعد العملية مباشرة، أن العملية لم تقع في الكنيس، بل في شارع بجواره.
وكانت شرطة الاحتلال استخدمت في بيانها الأول "هجوم على الكنيس" لتستعيض عن ذلك بعبارة "الهجوم على المارة بالشارع المجاور للكنيس".
اقرأ أيضا: من هو الشهيد خيري علقم وآخر ما كتبه على فيسبوك؟
وفي تصريح للأناضول قال الناشط في مجال حقوق الإنسان أوفر نيمان، إن سبب إدلاء الشرطة بتصريحات كاذبة هو عمل دعائي لمصلحة (إسرائيل) في وسائل الإعلام.
وأضاف نيمان أن هذا الوضع ليس بجديد وأن "النظام الرسمي الإسرائيلي يكذب في كثير من الأحيان بحق الفلسطينيين".
وتابع: "أفضل مثال على ذلك هو حادثة مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة من قِبل (إسرائيل). حينها قالت (إسرائيل) أولا إن شيرين قُتلت على يد فلسطينيين، لكنهم الآن يقولون، نعم، ربما أطلقت (إسرائيل) النار عليها".
وذكر أن بعض الدوائر المقربة من حكومة نتنياهو تريد تصوير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أنه "صراع ديني".
من جانبه، أعرب الصحفي المقدسي خليل عسلي، عن اعتقاده بأن تصريح شرطة الاحتلال هذا هو لأغراض دعائية.
وأشار إلى أن "من أحد أهداف استخدام الشرطة الإسرائيلية عبارة هجوم على الكنيس، هو التأثير على الرأي العام الإسرائيلي، وإيجاد تعاطف مع (إسرائيل) وإضفاء الشرعية على ممارساتها ضد الفلسطينيين في نظر المجتمع الدولي".
ووفقا لعسلي، فإن التصريح المضلل الذي أدلت به شرطة الاحتلال حول العملية، ليس وحيدا أو استثنائيا.
التعاطف مع (إسرائيل)
بدورها قالت الأستاذة في الجامعة العبرية بالقدس المحتلة نوريت بيليد الهامان، إن الهدف من بيان الشرطة أن "الهجوم استهدف الكنيس" كان لإيجاد تعاطف مع (إسرائيل).
وذكرت الهامان أن الشرطة لجأت إلى هذه الوسيلة، "لجعل الهجوم أكثر دراماتيكية" في نظر الإسرائيليين، مبينة أن الشرطة الإسرائيلية تدلي بمثل هذه التصريحات "المضللة" بشكل متكرر.
وانتقدت الهامان التصريح المضلل بالقول: "عندما يكون المقتول يهوديًا يكون هناك تعاطف، ولكن عندما يُقتل فلسطيني، فلا يوجد أي تعاطف".