فلسطين أون لاين

بالصور "حقن الأشتال".. فرص موسمية تحيي قطاع الهندسة الزراعية

...
"حقن الأشتال".. فرص موسمية تحيي قطاع الهندسة الزراعية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

دخول تقنية "تطعيم الأشتال" لقطاع غزة، أفسح مجالًا أمام عدد من المهندسين الزراعيين للحصول على فرصة عمل ولو كانت موسمية، في ظل ندرة فرص العمل وانتشار البطالة، فتجد عشرات المهندسين والمهندسات يعكفون على العمل منذ بداية شهر نوفمبر وحتى نهاية شهر يوليو على إنتاج أشتال محسنة بمواصفات ممتازة.

تطبق عملية التطعيم أو التحسين في قطاع غزة على صعيدين الأول تطعيم الأشجار كالليمون وهي مهمة يقوم بها مزارعون أو فنيون بأنفسهم دون الحاجة إلى مهندسين لكونها عملية غير صعبة ولها أكثر من طريقة ويتم القيام بها طوال السنة الزراعية، والثاني تطعيم الأشتال الذي يُعدُّ أكثر دقة ويحتاج إلى مهندسين مختصين، كما يُبيّن المهندس الزراعي محمد حمودة.

ويشرح حمودة الذي عمل لعاميْن في هذا المجال بالقول: "عملية تطعيم الأشتال دقيقة وتحتاج إلى تعقيم الأدوات والغرفة التي يتم فيها التطعيم، وهي تُحسّن من إنتاج وجودة الأصناف التي يتم تطعيمها بإنتاج أشتال مقاومة للأمراض وذات إنتاجية عالية".

حقن الأشتال (3).jpg
 

ويلفت إلى أن الأشتال المطعمة تُزرع في مساحة أقل من الأرض مقارنة بالأشتال العادية، "فنحن نزيد الأشتال ونقلل المساحة، ونعمل فيها عدة أشهر من كل عام".

فرص متقطعة

ويرى حمودة أن العمل بتطعيم الأشتال فتح المجال أمام عدد كبير من المهندسين الزراعيين للعمل ولو موسميًّا، في ظل ندرة فرص العمل، لافتًا إلى أن العمل يتم في مشاتل خاصة وعددها أربعة، وهي تنتج كميات تكفي المزارعين في محافظات القطاع الخمسة.

وبيّن أن المشاتل أدخلت التقنية الجديدة لتطعيم الأشتال ولاقت إقبالًا كبيرًا من المزارعين لإنتاجيتها العالية، رغم أنها أعلى ثمنًا من الأشتال العادية.

في حين فتح مجال التطعيم الأفق أمام المهندسة الزراعية آمنة المباشر للحصول على فرص عمل متقطعة في المشاتل منذ عام 2019م وصولًا إلى وظيفة دائمة حاليًا في أحد المشاتل بعد ما أثبتت كفاءتها، ورغبة صاحب المشتل في تثبيت الطاقم الموجود لديه.

حقن الأشتال (1)(1).jpg
 

وتلفت إلى أن العمل يبدأ منذ شهر نوفمبر وحتى شهر يونيو في موسم "القرعيات" كالبطيخ والشمام وأحيانًا الخيار.

طريقة ترقيع الأشتال

وتقول المباشر: "البطيخ نبات حساس جدًا، ويواجه المزارعون مشكلة في إنتاجه إذ يصاب بأمراض كثيرة تحتاج إلى مواد علاجية ترفع من كلفة إنتاجه، فاتجه المهندسون الزراعيون لتقنية التطعيم برقع البطيخ على نبات القرع المقاوم للأمراض".

وتضيف: "يكون المدفون في التربة نبات القرع بينما الشجرة التي تنمو تكون عبارة عن بطيخ، فتنشأ لدي جذور مقاومة توفر على المزارعين استخدام العلاجات، كما أن الشتل المُطعم ينبت أسرع، وكذلك نفعل مع الشمام والخيار".

ويُسمى هنا القرع "نبات الأصل" وهو عدة أصناف، ونختار الصنف المناسب للتربة ويتحمل ملوحة الماء، "وهناك تطعيم البندورة التي تصاب بمرض تعقد الجذور فتتلف كثيرًا من أشتالها ويكون إنتاجها قليل فنقوم برقعها على نوع ثانٍ من البندورة من شهر أكتوبر حتى شهر يوليو".

وتلفت المباشر إلى أن الخيار والبندورة والبطيخ والشمام هي أكثر المزروعات عرضة لأمراض التربة وأقل مقاومة لها، مشيرة إلى تقنية التطعيم بدء قطاع غزة العمل فيها بغزة في عام 2018م بعد قدوم وفد من الضفة الغربية لغزة وعقده دورات تدريبية للمهندسين الزراعيين بغزة، مع وجود تمويل للمشاتل للتوجه لهذه التقنية ثم استمرت المشاتل بالعمل بها.

وخلال ساعات الدوام التي تقارب على ست ساعات يمكن للمهندس تطعيم 500 شتلة تقريبًا، حيث كل صندوق فيه 105 أشتال، وبعد التطعيم يتم أقلمة الشتلة للنمو في التربة من خلال تعريضها لدرجة حرارة ورطوبة معينة لمدة ثلاثة أيام.

حقن الأشتال (2).jpg
 

وتوضح المباشر أنه وبعد انتهاء هذه الفترة يتم خفض درجة حرارة الأشتال مع رفع درجة الرطوبة لمدة عشرة أيام، تمهيدًا لإخراجها للجو الخارجي، مشيرة إلى أنه في حال إخراجها دفعة واحدة تموت الأشتال.

وتبيّن أن الأشتال تُترك خارج المحاضن في البيئة الخارجية للمشتل لمدة أسبوع، مع تزويدها بالأحماض الأمينية والسماد ثم يتم فرز النباتات التي نجح تطعيمها على حدة وأتخلص من الشتلات التي لم تنجح".

ونصحت المباشر كل المزارعين باللجوء إلى شراء هذه الأشتال التي تقاوم كل أمراض التربة، مشيرة إلى أن العمل في هذا المجال ممتع ويدر دخلًا جيدًا على المهندس الزراعي في ظل قلة فرص العمل.

ووفقًا لمعطيات جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني للربع الثالث من عام 2022، فإن حوالي ربع المشاركين في القوى العاملة عاطلين عن العمل، ولا يزال هناك تفاوت كبير في معدل البطالة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث بلغ هذا المعدل 47٪ في قطاع غزة مقارنة بـ13٪ في الضفة الغربية.

ويبلغ عدد المهندسين الزراعيين في فلسطين نحو 271 مهندسًا، 169 منهم من قطاع غزة، وفق معطيات المركز لعام 2019.