قال النائب المقدسي أحمد عطون، إنّ مجزرة الهدم التي تُنفّذها سلطات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة تأتي في سياق الحرب المفتوحة التي تشنها على الوجود والصمود في المدينة.
وعدّ عطون أنّ أخطر ملف للاحتلال في القدس هو الوجود والصمود المقدسي على الأرض، معزيًّا ذلك إلى أنّ "الاحتلال إذا استطاع تفريغ المدينة من أهلها فلن يبقى سكان يدافعون عنها".
وأكد أنّ الاحتلال يسعى عمليًّا لتفريغ المدينة من خلال عمليات الهدم، حيث يجبر بذلك المقدسيين على الخروج من المدينة إلى ضواحيها خلف جدار الفصل العنصري.
وبيّن أنّ الاحتلال يهدف من تفريغ المدينة إلى التأثير إلى عاملها الديمغرافي، وخفض نسبة المقاومة للاحتلال والتصدي له، بالإضافة إلى جعل المدينة يهودية بالوجه واللسان والإنسان، مؤكدًا أنّ "وجود الناس وصمودهم على أرضهم قام بتعطيل مشاريع الاحتلال في المدينة".
وأضاف أنّ هدم المنازل سياسة لم تتوقف لحظة ضمن الحرب المفتوحة على القدس، حيث يشنُّ الاحتلال حربًا على التعليم والمناهج، وعلى السكان بالإبعاد والملاحقة والاعتقال والضرائب والغرامات، والأرض بالاستيلاء والمصادرة، ولم ينج منها شيء حتى القبور والأموات.
وأشاد عطون بصمود المقدسيين ورباطهم وتقديم كل ما يملكون في وجه مخططات الاحتلال.
اقرأ أيضًا: الاحتلال يهدم 31 منزلًا في القدس خلال يناير
وقال: "أهلنا في القدس قدموا كل ما يستطيعون من إمكانياتهم، ودفعوا دماء قلوبهم من أجل وجودهم في المدينة، وقدموا أموالهم وأبناءهم، وبقوا في خيام فوق أنقاض بيوتهم"، مردفًا: "نُقبّل رؤوسكم قبل أيديكم وأنتم تيجان الرأس".
وتساءل: "أهل القدس قدموا كل ما يملكون، فماذا فعلنا كأمة عربية وإسلامية من أجل تثبيت الناس وتعزيز صمودهم؟ أين الأموال التي تُضخُّ من أجل من هُدم بيته، كيف سيعيش وسيُعزّز وجوده بعد أن هدم الاحتلال ببته الذي دفع فيه كل ما يملك؟".
ودعا إلى ضرورة توفير الدعم المادي من أجل تعزيز الصمود على الأرض، من خلال مشاريع بناء، ومساعدة المقدسيين أمام الضرائب الباهظة التي تُفرض عليهم من قبل الاحتلال، وتقديم استشارات قانونية بتوكيل محاميين للدفاع عن محاولة الهدم والاعتداء والاستيلاء، مشددًا على أنّ أكثر داعم للمقدسيين هو توفير صندوق حقيقي يصل لأهل القدس مباشرة دون وسائط.
وأكد على أهمية الدور الإعلامي الفاضح الضاغط على المنظمات الدولية والمجتمع الدولي من أجل الضغط على الاحتلال لوقف سعار الاحتلال بالهدم، متسائلًا "أين دور النخب والمثقفين وأصحاب القرار في عالمنا العربي والمجتمع الدولي والأحرار الذين يعملون على تأليب الرأي العالمي والضغط على مجتمعاتهم من أجل وقف هذه الجريمة والمجزرة التي ترتكب بحق وجودنا في القدس".
وأردف: "لماذا لا يتم توأمة بين مدن وقرى عربية وفلسطينية مع قرى وبلدات القدس لتعزيز صمودها وتوفير متطلباتها".
وختم بقوله: "يجب أن تبقى القدس حية في الوجدان حية على الواقع وفي الأرض، من أجل أن تبقى مُعزّزة مكرمة وصامدة وصابرة بأهلها أمام هذه المخططات والجرائم التي لا تخفى على أحد".