"كسر عظم، والرد في التوقيت المناسب؟!", هذا ما يمكن التعليق به على القصف الصهيوني لمخازن السلاح في اللواء (٣٨) من الجيش السوري، وقصف قافلة سيارات تتبع لحزب الله بلسان الطرفين.
الله أعلم متى يأتي الوقت المناسب، فقد مرت عشرات السنوات على مثل هذه الكلمات التي كنا نسمعها ونحن شباب من الإعلام السوري. اليوم صرنا من الكهول وكبار السن، والرد هو الردّ، وعليكم انتظار الوقت المناسب؟!
لست أدري هل الوقت المناسب سيأتي بعد تدمير حلب على رؤوس سكانها، فالجيش السوري، وقوات حزب الله، منشغلان في معارك حلب.
في معارك حلب ودمشق وغيرها لا يؤجل النظام وحلفاؤه الرد، لأنه يملك طيرانا، ولا تملك المعارضة طيرانا، بينما يختفي طيران النظام من أمام الطيران الإسرائيلي الذي يستبيح سوريا، ويقصف وقتما شاء وحيثما شاء، والسبب المعلن للقصف أخيرا هو أسلحة متجهة من سوريا إلى حزب الله.
لا يصلح للتعليق على هذه المفارقة أحد كفصيل القاسم في الاتجاه المعاكس، فلماذا سوريا النظام شديدة على أبنائها في حلب وغيرها، بينما هي رحيمة بدولة العدو التي تعتدي عليها بين الفترة والفترة دون خشية أو خوف، وعلى رأي القاسم أين الرجولة، وأين الجيش العربي؟! وأين حيفا وما بعد حيفا؟!
أخي القارئ أنا مضطر لأن أكتب هنا بهذه المناسبة بهذه اللغة، لأن ما يحدث في حلب فتت كبدي ألما، فلم أعد انتظر عربيا، ولا نصرة دولية إنسانية.
حلب ثاني مدينة، وهي عاصمة الاقتصاد السوري تحاصر من كل الجهات وتدكها الطائرات ليل نهار، من أجل حماية نظام رجل فرد، لو تنحى عن الحكم لبقيت سوريا دولة موحدة ذات سيادة، ولكن كرسي الحكم فوق الشعب، والجيش جيش العائلة للأسف وليس جيش الشعب، والمال مال العائلة وليس مال الشعب، وهكذا يمكن النظر في بقية الأمور؟!
حلب تستصرخ الإنسانية ولا مجيب؟! لماذا؟ والجواب: لأنهم مسلمون فقط، ولو كانوا غير ذلك لتحركت الدنيا لمنع المجزرة في حلب، وزير خارجية فرنسا يدعو للتحرك الدولي بعد عشرة أيام، أي بعد الانتهاء من تدمير حلب، وقتل مئات المدنيين. وبالأمس اتخذت الصين وروسيا قرار فيتو ضد مشروع مصري فنزويلي يطالب بالهدنة لسبعة أيام لإيصال المواد الغذائية؟! لو كانت هناك رجولة لَرد الجيش وحزب الله على العدوان الإسرائيلي فورا، ولكن لا قوة لهم بإسرائيل، بينما بأسهم يأكل المواطن السوري فقط.
أين العرب، وأين المسلمون، إنهم لا يستشارون في أمر من الأمور لضعفهم وهزالهم، كقول الشاعر في قبيلة تيم ويقضى الأمر إن غابت تيم، ولا يستشارون وهم حضور؟! بئس هذا الواقع المرّ الذي تصنعه الجيوش العربية التي تركت وظيفتها الوطنية، واحتفظت بوظيفتها في حماية الفرد والنظام؟!