لا تنفك قوات الاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذ جرائم الهدم المتكرر في قرية جبل المكبر جنوب شرق القدس المحتلة، التي ينسب اسمها إلى الصحابي عمر بن الخطاب، الذي كبَّر فيها عندما استلم مفاتيح مدينة القدس بعد الفتح الإسلامي.
وبينما هدمت قوات الاحتلال منزل الأسير حسام مطر المحكوم بالمؤبد، أول من أمس، جاءت آلياته مجددًا وهدمت منشأة تجارية وسور أرض للمواطن أكرم شقيرات في حي الجعابيص أمس.
وفرضت سلطات الاحتلال غرامات باهظة على المواطن "شقيرات" مقابل تكلفة جريمة الهدم التي طالت منزلًا من أصل عشرات المنازل المهددة بالهدم والتهويد وتشريد أهلها.
اقرأ أيضاً: حمادة يدعو الجماهير للنفير والتصدي لمجزرة الهدم بجبل المكبر
وأفاد المواطن ماجد جعابيص من سكان جبل المكبر، بأن قوات الاحتلال تمارس انتهاكات جسيمة في القرية منذ سنوات، وبدأت تصعيدها مع حلول العام الجاري.
وبيَّن جعابيص لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال أجبره سابقًا على هدم منزله بيده بسبب عدم حصوله على ما يسمى "تراخيص بناء"، متهمًا سلطاته بتعمد عدم منح الأوراق اللازمة لعملية البناء كي تبقى حجة للهدم لاحقًا.
وأشار إلى أن تعدد انتهاكات الاحتلال في جبل المكبر من اقتحامات يومية وعمليات القمع العنيف للمواطنين الآمنين، يدفع دائمًا إلى اندلاع مواجهات يستخدم فيها جيش الاحتلال الرصاص الحي والغاز السام في قمع المتظاهرين ضده.
وشدَّد على أن محاولات الاحتلال المستمرة والهادفة إلى تفريغ جبل المكبر من سكانه لن تفلح في ثني عزيمة وإرادة المقدسيين هناك، وستدفعهم إلى الصمود والرباط على أرضهم، لاعتزازهم بإرثها التاريخي والإسلامي.
وأجبرت سلطات الاحتلال العديد من المواطنين في جبل المكبر على هدم منازلهم بأيديهم بسبب عدم قدرتهم على دفع تكلفة الهدم إذا نفذته آليات بلديته.
ويشارك إبراهيم بشير وعائلته في العديد من الوقفات الاحتجاجية التي ينظمها أصحاب منازل مهددة بالهدم في جبل المكبر، أمام مقر بلدية الاحتلال في القدس احتجاجًا على استمرار جريمتي التهويد والتشريد.
وبيَّن بشير لـ"فلسطين" أن المقدسيين يخوضون نضالهم ضد إجراءات الاحتلال ضمن سلسلة خطوات شعبية أقروها لمواجهة الهدم، لافتًا إلى أن رسالة الأهالي التي يحاولون إيصالها بالفعاليات أنه مهما وصلت انتهاكات الاحتلال القمعية فإنهم باقون في بيوتهم وأراضيهم.
ويزيد تعداد سكان جبل المكبر على 20 ألف مقدسي، يتعرضون لمخططات تهويد مستمرة بهدف تهجيرهم قسرًا وإحلال المستوطنين مكانهم.
اقرأ أيضاً: بأوامر من بن غفير.. الاحتلال يهدم 14 منزلاً بالقدس
وهذا ما أكده الخبير في شؤون الاستيطان د. خليل التفكجي، إذ نبَّه إلى أن الاحتلال وأذرعه السياسية والأمنية والعسكرية يعملون معًا لتغيير الواقع الديموغرافي في القدس، خاصة الجزء الشرقي منها الذي يقيم فيه الجزء الأكبر من الفلسطينيين.
وبيَّن التفكجي لـ"فلسطين" أن عشرات البيوت مهددة بالهدم وتشريد أهلها في جبل المكبر، لافتًا إلى أن الاحتلال يركز على تسريع جرائم الهدم في القدس ضمن سياسته المحمومة لتقليل عدد السكان الفلسطينيين، وإحداث زيادة واضحة في عدد المستوطنين اليهود.
وحذر من تداعيات استمرار الاحتلال في تنفيذ ما وصفها بـ"المخططات الإستراتيجية التهويدية"، التي يتصدى لها المقدسيون بالصمود والرباط بالرغم من تصاعد الانتهاكات والجرائم.
وكانت قرية جبل المكبر قد تعرضت لحصار مطبق بعد اندلاع انتفاضة القدس مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2015، حيث خرج منها عدد من منفذي عمليات الدهس ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه.
وتحظى قرية جبل المكبر بأهمية تاريخية منذ زارها الخليفة عمر بن الخطاب لتسلم مفاتيح القدس، وقد كبّر على تلتها بعد الفتح الإسلامي عام 673 ميلادية.