وجهت عملية القدس الفدائية التي نفذها الشهيد خيري علقم شمالي المدينة المحتلة ضربة موجعة وصفعة مدوية لحكومة الاحتلال الصهيوني اليمينية المتطرفة ولمنظومتها الاستخبارية، وأربكت حساباتها الأمنية، وجعلتها في حالة هستيريا وعجز تام أمام مواجهة مثل هذه العمليات البطولية، ولم يمضِ سوى ساعات حتى نُفِّذَت عملية إطلاق نار أخرى في بلدة سلوان، عدا عن عمليات إطلاق النار اليومية على ثكنات جيش الاحتلال.
من الواضح أن هذه العمليات جاءت ردًا على مجزرة جنين التي ارتكبها الاحتلال، إضافة إلى الجرائم اليومية ضد أبناء شعبنا من الجيش والمستوطنين، ولا سيما التدنيس اليومي لباحات المسجد الأقصى على يد المستوطنين تحت حماية شرطة الاحتلال.
فالعملية أوصلت رسائل عديدة إلى حكومة الاحتلال التي أوغلت في دماء الشعب الفلسطيني، وكانت تحمل الكثير من الوعود الخطيرة التي تستهدف شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وأسرانا وأمننا.
بالتأكيد ما يخشاه الاحتلال أن مثل هذه العمليات بهذا المستوى من النوعية والنتائج توسع دائرة المرشحين لتنفيذ عمليات بطولية أخرى لتشمل كل شباب فلسطين، ما يحول الاحتلال إلى حالة هستيريا يكون عاجزًا تمامًا أمام مواجهتها.
كما أرسلت هذه العملية البطولية رسالة إلى الاستيطان والمستوطنات في القدس، كونها وقعت في مستوطنة "النبي يعقوب" شمالي القدس، خاصة أن الاحتلال دفع الكثير من الأموال، ووضع مخططات عديدة لإقامة هذه الأحزمة الاستيطانية حول المدينة، ما يعنى وضع قضية الاستيطان في حالة إرباك، وهذه العملية ستخلط الكثير من الأوراق والمخططات الاستيطانية، ما سيؤثر على جلب مزيد من المستوطنين إلى القدس، وسيحد من تغول الاستيطان في محيطها.
وأوصلت العملية رسالة أخرى إلى الزعماء المتطرفين أمثال "إيتمار بن غفير" و"بتسلئيل سموتريتش" وغيرهم، مفادها أن ردود الفعل على جرائم الاحتلال ليست بالسهولة التي تتصورونها، فيمكن أن تقولوا ما تشاؤون، لكن حين المساس بأبناء شعبنا، فإن الردود ستضع حدًا لكم، وستُحولكم في نظر المستوطنين من أبطال إلى أقزام ومنبوذين.
كما رفعت العملية من معنويات الشعب الفلسطيني، الذي شعر بالنشوة والفرحة التي ثأرت لمشاعره ولأبطاله في جنين.
فالشباب الفلسطيني هو جيل المفاجآت والتضحيات والبطولات، وهذه الثورة المباركة تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن أهل المدينة المقدسة يستطيعون الدفاع عنها ورد العدوان المستمر دون توقف، فهم انتصروا في جميع المواجهات مع الصهاينة بل حفظوا للمسجد الأقصى قدسيته.
وهنا نؤكد أنّ المقاومة ستبقى خيار شعبنا للجم المستوطنين وصدّ اعتداءاتهم وجرائمهم واستفزازاتهم، وأن دماء الشهداء ستبقى لعنة تطارد العدو وجنوده ومستوطنيه في كل شارع وزقاق في أرضنا المحتلة حتى تحرير أرضنا من دنس الاحتلال.