خيمة العزاء الجماعية التي أقيمت في مخيم جنين حدادًا على أرواح تسعة مواطنين استشهدوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي الخميس الماضي، تحولت إلى مكان احتفال بعد تنفيذ عملية القدس البطولية التي أدت لمقتل سبعة مستوطنين وجرح عدد آخرين مساء أول من أمس.
وعلت التكبيرات داخل خيمة العزاء وتحولت مشاعر الحزن إلى مشاعر فرح وسعادة بعد الثأر لدماء الشهداء مباشرة.
اقرأ أيضاً: بالفيديو عملية إطلاق نار تستهدف مستوطنة "كدوميم" قرب قلقيلية
الصحفي محمد عتيق الذي يتابع الأحداث الميدانية في محافظة جنين قال: "المشهد الذي كان في خيمة العزاء وفي كل المواقع يدلل على أن عملية القدس كانت هدية لعائلات الشهداء والجرحى الذين دفنوا أولادهم بعد استهدافهم برصاص جيش الاحتلال في عملية واسعة لمخيم جنين".
وأوضح أن عائلات الشهداء انتفضوا انتفاضة غير متوقعة بعد تنفيذ عملية القدس وعمت المظاهر الاحتفالية في المكان وخرجت الرسائل الشعبية من كل اتجاه تؤكد أن ما حدث في جنين من انتهاكات وجرائم كان الرد عليها في عملية القدس.
في مدينة نابلس كانت المظاهر الاحتفالية وتحديداً في البلدة القديمة حيث تتمركز مجموعة "عرين الأسود" بين المواطنين.
يقول المواطن النابلسي عصام خلف: "بعد تنفيذ عملية القدس كانت مدينة نابلس مسرحًا للاحتفال بهذه العملية، وبعد مجزرة جنين عمَّ الحداد والاضراب في مدن الضفة الغربية، وجاءت عملية القدس لتعم الاحتفالات بالثأر لدماء الشهداء، فالشعب الفلسطيني لا ينسى دماء الشهداء".
صورة رئيس حكومة المستوطنين الفاشية العنصرية بنيامين نتنياهو بوجهه الكالح في أثناء تفقده مكان العملية كانت مثار سخرية للكثير من أبناء الشعب الفلسطيني.
المواطن عزام حمد علق قائلاً: "شاهت الوجوه يا نتنياهو فشعبنا حي مهما كان بطش الاحتلال، فالمسدس الصغير استطاع أن يقلب كيانكم ويجعلكم في بكاء عميق وخوف شديد".
اقرأ أيضاً: إصابة مستوطنَيْن أحدهما إصابته خطيرة في عملية إطلاق نار بالقدس
أما المواطن عزيز صغيّر من مدينة القدس، قال: "الشهيد عدي التميمي ابن مخيم شعفاط ظهر من جديد في عملية القدس التي نفذها ابن الأقصى خيري علقم من بلدة الطور".
وأضاف: "الكل يشهد أن الشهيد خيري علقم يرابط في الأقصى ويحب الأقصى ودماء شهداء مجزرة جنين وتهديدات بن غفير للمسجد الأقصى كانت وقودًا للعملية البطولية التي استهدفت مستوطنين يهددون المسجد الاقصى ليل نهار ويحرضون على هدمه وبناء الهيكل المزعوم".
المحلل والخبير بالشأن الإسرائيلي عماد عوّاد قال لصحيفة "فلسطين": "لا شك أن عملية القدس مثلت حدثًا كبيرًا لحكومة الاحتلال وحدثًا مفاجئًا ربما يضع الحكومة الإسرائيلية في مواجهة وهي تبدأ أيامها الأولى".
وأضاف: "بنيامين نتنياهو الذي يصف نفسه بأنه سيد الأمن أصبح بعد هذه العملية أمام الإسرائيليين غير قادر على توفير الأمن، فشعارات هذه الحكومة التي انطلقت في الحملة الانتخابية الأخيرة كانت تشير إلى قوة اليمين في تحقيق الأمن ولكن وقوع عملية القدس بهذا الحجم مثل صفعة قوية لهذه الحكومة".