أكد متحدثون أن قطاع غزة يواجه أزمات ثلاثية مركبة، تمس أمنه الغذائي، وهي نقص "المياه والغذاء والطاقة" في ظل هيمنة الاحتلال على الموارد الطبيعية وضيق المساحة الزراعية، والتغيرات المناخية.
وشدد المتحدثون على أهمية توجيه الأفكار الريادية الزراعية في سبيل التغلب على تلك الأزمات، وأن تأخذ الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني بيد أصحاب المشاريع الجديدة لإنجاحها وتطويرها، ومساعدتهم على تسويق إنتاجهم محليًّا وخارجيًّا.
جاء ذلك خلال جلسة نقاش دعت إليها الإغاثة الزراعية بمقرها بغزة في إطار مشروع لتعزيز الإنتاج الزراعي الأمن، الممول من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية ((BMZ، من خلال (GIZ).
وأوضحت منسقة الإعلام والمناصرة في الإغاثة الزراعية نهى الشريف أن قطاع غزة يواجه تحديات في تأمين الغذاء، والمياه، والطاقة، وأنه لا بد من تكاثف الجهود المشتركة للتغلب عليها في سبيل تأمين الغذاء للسكان وللحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة.
وبيّنت الشريف أن القطاع الزراعي يواجه تحديات السوق؛ كضعف القوة الشرائية لدى المستهلكين، وضعف البنية التحتية الحاضنة لقطاع التسويق، وعدم موائمة القوانين والتشريعات الزراعية، إلى جانب القيود الموجودة على التجارة، وانخفاض أسعار السوق المحلي وارتفاع تكلفة الإنتاج والتسويق الزراعي.
وأشارت إلى تحديات لها علاقة بالموارد الطبيعية والبيئة، مثل ظهور آفات جديدة ولديها مناعة ضد المواد الكيماوية، وتدهور خواص التربة وتدني إنتاجيتها، وصغر وتشتت الحيازة الزراعية ومحدوديتها، والآثار الناجمة عن التغير المناخي، وارتفاع نسبة الملوحة، والنقص الحاد في مخزون المياه.
وأضافت الشريف في حديثها تحديات فنية مثل نقص حاد في وجود أجهزة ومختبرات فحص، وعدم توظيف التكنولوجيا في الإنتاج الزراعي، وانخفاض جودة المدخلات الزراعية المستخدمة في الإنتاج، وغياب البحث العلمي والتقني وضعف إمكانيات الإرشاد.
بدورها تحدثت سوزان عطا الله من الإغاثة الزراعية عن مشروع تطوير مزرعة نموذجية لتعزيز الإنتاج الزراعي الأمن.
وبينت عطا الله أن المستهدفين من تجربة المزرعة سيستفيدون من حضانة وتدريب وإرشاد وتطوير داخل مزرعة نموذجية تقبع على مساحة 7 دونمات زراعية.
وقالت: إن المزرعة النموذجية هي نموذج أعمال قابل للتطبيق ومصدر للزراعة الخضراء ذات الكفاءة لأصحاب المشاريع الزراعية، لتحسين مهارات وقدرات ريادة الأعمال في قطاع غزة.