فلسطين أون لاين

تقرير البوابات الإلكترونية في "عين سلوان".. خطوة خطيرة للاستيلاء على الأقصى

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ نور الدين صالح:

لم تتوقف الأعمال العدائية للمستوطنين في مدينة القدس المحتلة، تحديدًا في بلدة سلوان التي تُشكل الخاصرة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك، ولا سيَّما بعد تولي اليمين المتطرف حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو الذي منحهم الضوء الأخضر.

وكان آخر هذه الأعمال استبدال المستوطنين بالأعمدة الحديدية على مدخل عين سلوان بوابتين إلكترونيتين لاستخدامهما ممرًّا للسياح من العين إلى الأنفاق أسفل حي وادي عين حلوة، ضمن سياسة التضييق ضد المقدسيين، "وخطوة متقدمة وصولًا إلى بناء الهيكل المزعوم في الأقصى".

وتأتي هذه الأعمال بعد عدة أسابيع من الاستيلاء على أكثر من 7 دونمات محيطة بعين سلوان (أرض الحمراء وأرض موقف للمركبات)، إذ تتواصل في المنطقة أعمال حفر ووضع بوابات وخلع أشجار مثمرة، إضافة إلى تجريفٍ وبناء سلاسل حجرية في الموقع.

يقول المقدسي سمير الرويضي الذي يقطن بجانب "عين سلوان": إنّ وضع المستوطنين بوابة إلكترونية على مدخل العين يندرج ضمن سياسة التضييق على المواطنين في بلدة سلوان.

اقرأ أيضًا: الاحتلال يشرع بتركيب بوابات إلكترونية في الأقصى

وأوضح الرويضي لصحيفة "فلسطين"، أنّ إجراء المستوطنين يحرم المقدسيين من منافع "عين سلوان" التي تتميز بمياهها العذبة وتُعدُّ وجهة للسكان للتنزه والاستجمام.

وبيّن أنّ العين أصبحت ملكًا للجمعيات الاستيطانية إذ تتحكم في إغلاقها وفتحها وقتما تشاء، وتمنع الفلسطينيين من دخولها، على حين تسمح بدخول المستوطنين والسياح فقط.

ويترتب على تلك الخطوة، حسبما يذكر الرويضي، قطع أرزاق لأصحاب المحال الموجودة في منطقة "عين سلوان"، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة "تعسفية" ويُراد منها السيطرة على سلوان لكونها الخاصرة الجنوبية للأقصى.

وطالب الرويضي، دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس (تتبع الأردن) بضرورة تخصيص حارس لـ"عين سلوان"، لحمايتها من انتهاكات المستوطنين.

ويؤكد المقدسي محمد الأعور، أنّ مساعي الاحتلال والمستوطنين لم تتوقف للسيطرة على منطقة سلوان، وخاصة بعد تولي حكومة الاحتلال الفاشية سدة الحكم.

وأوضح الأعور لصحيفة "فلسطين"، أنّ هذه الخطوة تندرج في إطار التضييق ومحاولة فرض الأمر الواقع على المواطن المقدسي، وصولًا إلى السيطرة المطلقة عليه وعلى المنطقة بالكامل.

وعدَّ أنّ ممارسات المستوطنين هي نتاج طبيعي لوجود حكومة متطرفة تُسابق الزمن في ترجمة أقوالها إلى أفعال عملية على الأرض.

وشدّد على أنّ "حكومة الاحتلال المتطرفة تمارس البطش على المواطن المقدسي، كما تواصل عمليات الاستيلاء على البيوت مصادرة الأراضي وتهويد الكثير من المناطق في القدس".

وختم الأعور حديثه: "سنبقى متشبثين وصامدين بأرضنا ولن نرحل مهما كلفنا ذلك من ثمن".

خطوة متقدمة

من جهته، يقول عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب: إنّ "عين سلوان" تعد من أهم المعالم التاريخية في مدينة القدس إذ تعود أصولها لآلاف السنين، وهي وقف إسلامي.

وأوضح أبو دياب لصحيفة "فلسطين"، أنّ المستوطنين وضعوا البوابات الإلكترونية من أجل منع دخول الفلسطينيين، والسماح بإدخال السياح لترويج روايتهم الإسرائيلية المضللة بأنّ العين جزء من مخطط إقامة الهيكل المزعوم.

اقرأ أيضًا: بالفيديو "العاد الاستيطانية" تغلق مدخل عين سلوان ببوابات حديدية

وعدَّ الإجراء "خطوة متقدمة للاستيلاء على المسجد الأقصى وتغيير واقعه وإقامة الهيكل المزعوم، مشددًا على أنّ "الخطورة تكمن في تحويل ملكية العين إلى الجمعيات الاستيطانية بدلًا من الفلسطينيين".

وعد تركيب البوابات "تعديًا صارخًا على الممتلكات الوقفية وسلبها والسيطرة عليها كاملًا"، لافتًا إلى أنّ الاحتلال أغلق الطريق الرئيس لهذه العين قبل مدة يسيرة واستولى على الأرض المحاذية لها.