لاقى قرار رئيس السلطة محمود عباس جباية (1) شيكل يضاف للفواتير الشهرية لمشتركي خدمة الهاتف الثابت والمتنقل، بزعم دعم مدينة القدس المحتلة، تهكم رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتساؤلات عن دور السلطة في رام الله بدعم صمود أهالي القدس وتقديم الأموال لهم.
ويأتي قرار عباس بإضافة "شيكل واحد" في وقت تصرف حكومته أموالًا طائلة على رواتب الوزراء والامتيازات والنثريات الخاصة بهم، وفي ظل فقدان المواطنين الثقة بإدارة السلطة لهذه الأموال، بعد عدة تبرعات سابقة نهبتها السلطة كصندوق "وقفة عز"، وتبرعات مستشفى خالد الحسن للسرطان.
اقرأ أيضاً: السلطة ودعم القدس.. دور "فلكلوري" لا يرقى لحجم الجرائم بحقها
وأرسلت شركتا الاتصالات الخلوية "جوال" و"أوريدو" لمشتركيها رسالة مفادها: "التزامًا بقرار الرئيس عباس، سيُضاف شيكل واحد على فاتورتكم شهريًا ولمدة 12 شهرًا ضمن مبادرة لدعم صمود أهلنا في القدس".
وبحسب موقع "الاقتصادي" فإن إضافة شيكل واحد على قيمة الفواتير يساوي (60 مليون شيكل) سنويًا.
المواطن عاهد الزغاري نشر "نص رسالة جوال" عبر صفحته بـ"فيس بوك"، وكتب تعليقًا بتهكم: "السادة شركة جوال.. نظرًا للظروف الصعبة الراهنة وحرصًا مني على مصلحة الوطن واحترامًا لقرار سيادة الرئيس سأقوم بإلغاء اشتراكي مع شركتكم الموقرة".
في حين علّق الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني عبر "فيس بوك": أنا مع دعم القدس وأوافق على الخطوة حتى وإن كانت إجبارية ودون استشارتي؛ ولكن سؤالي المشروع: ما مساهمة شركة جوال في دعم القدس؟ وما مساهمة الحكومة؟ وما أوجه الإنفاق في تعزيز صمود أهلنا في القدس؟".
أما المواطن نزيه صلاح فأكد رفضه القرار، قائلًا: "أنا غير موافق على ذلك ولا أسامح، وأهل القدس ليسوا بحاجة إلى أموال، بل ينتظرون جيوش التحرير وليس الشواكل".
في حين نشر الناشط مهند زيدان تغريدة قال فيها: "أهلنا في القدس ما بدهم حدا يتبرعلهم بمصاري بدهم قيادات ورجال على قد حالها يوقفوا معهم إحنا ما بعز علينا الشيكل إلى بدها اضيفوا شركة جوال ووطنية على الفاتورة".
وأضاف زيدان: "ما يعز علينا أن هذه الخطوة حرمنة وخاوة عينك عينك بدكم تؤخذوا يعني شيكل على مليون فاتورة اقصى حد هاي مليون شيكل والله بعلم يوصلهم ولا ما يوصلهم إلى بدو يتبرع ويصدر مرسوم للشركتين يدفع من جيبته ومن خزينة جوال ووطنية ما شاء الله عندهم ميزانيات تبني دولة مش على حساب الشعب".
وغرَّد الناشط نضال كحيل: "بعيدًا عن الشيقل ومع كامل الاحترام لأهلنا في القدس، بس يعني كيف شركة زي جوال أرباحها السنوية ملايين الدولارات تفرض شغلة على مشتركيها دون أخذ موافقة مُسبقة، ثم وين قرار سيادة الرئيس المُتعلق بموضوع الصمود!".
وتساءل بتهكم قائلًا: "السؤال المهم صمود أهل غزة المنكوبين مين بدو يدعمه يا شركة جوال الوطنية؟".
إحسان مزيف
من ناحيته، يرى الخبير في الشؤون القانونية والحقوقية عصام عابدين، أن أهل القدس لا يقبلون إحسانًا مزيفًا من أحد على حساب انتهاك الدستور الفلسطيني وسيادة القانون، مشيرًا إلى أن حقهم ثابت في القانون.
وعد عابدين في تصريحات صحفية، خصم شيكل على المواطنين ورفع رسوم محاكم وتغاضٍ، "انتهاكًا صارخًا للدستور الفلسطيني".
اقرأ أيضاً: التشريعي يطلق فعاليات أسبوع دعم القدس والأقصى
وأشار إلى أن المادة (88) من الدستور الفلسطيني تنص على أن "فرض أي رسوم مالية أو تعديلها أو إلغاءها لا يكون إلا بقانون أصيل صادر عن المجلس التشريعي".
وتساءل: "كيف يقبل أهل القدس أن يأخذوا أموالًا على حساب القانون والدستور، ومن ثَم مبدأ سيادة القانون هو أساس الحكم في فلسطين".