كلما أحاول عدم معرفة ما يدور في اجتماعات الهيئات الرياضية الرسمية لقناعةٍ بأننا لن نرى تطورًا أو تقدمًا في ظل العقلية والفكر المتمترس عند نقطة الأنا ومن بعدي الطوفان، التي ينتهجها رئيس الكل الرياضي الفلسطيني الفريق جبريل الرجوب، أجد أنه من الضرورة وضع الشارع في صورة الاستخفاف الجديد أو الاستخفاف المتكرر من الفريق وفريقه بالشارع الرياضي والكادر الرياضي الفلسطيني.
فقبل يومين انعقد الاجتماع المركزي الرابع للجنة الأولمبية في مدينة روابي تحت مظلة بروتوكول جديد غير مسبوق على مستوى الإجراءات، ومن بعده الاجتماع المركزي الثالث لاتحاد كرة القدم.
ولفت انتباهي خلال الاجتماعين عدة أمور، أبرزها: غياب الدكتور أسعد المجدلاوي وإبراهيم أبو سليم، نائبي الرجوب في اللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم، عن الاجتماعين، وهي المرة الأولى التي يتغيب فيها النائبان عن اجتماع مركزي.
الأمر الثاني المثير هو انعقاد اجتماع المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية في مدينة روابي المملوكة لبشار المصري، الذي يرأس اتحاد الشطرنج وبه اكتسب عضويته في اللجنة الأولمبية، إذ عمد إلى عقد الاجتماع في قاعة كبيرة تضم طاولة اجتماعات كبيرة وفخمة.
الموضوع ليس له علاقة بالحجم والفخامة بقدر ما كان أقرب ما يكون إلى الطاولة المستديرة التي لا يرأسها أحد ظاهر، وهو ما لم يعتده الفريق الرجوب في كل اجتماعاته في المجلس الأعلى للشباب والرياضة وفي اللجنة الأولمبية وفي اتحاد كرة القدم وفي جمعية الكشافة والمرشدات، ناهيك باجتماعاته الخاصة في مكتبه البعيد عن الرياضة.
لقد فعلها بشار المصري بذكاء وأكد أنه لا يقل أهمية عن رئيس اللجنة الأولمبية، فجلس إلى جانبه مباشرة خلال البروتوكول الذي ينص على جلوس نواب الرئيس عن يمينه وعن يساره ومن ثم الأمين العام.
لقد تعمدت أن أبدي ملاحظاتي بحجم وفخامة مكان الاجتماع لسبب واحد ووحيد وهو أنه الشيء الجديد في مثل هذه الاجتماعات، إذ إن الفريق الرجوب لديه خطاب واحد وعبارات معدودة وشعارات مرفوعة تصلح لكل زمان ومكان، فلا يأتي أي اجتماع من الاجتماعات المركزية للجنة الأولمبية أو اتحاد كرة القدم بجديد ويتكرر فيه الآتي:
-
مأسسة الرياضة
إذ قال في الاجتماع جملة يُكررها منذ عام 2009 وحتى الآن، وهي: "آمل أن يشكل هذا الاجتماع انطلاقةً حقيقية لها علاقة بمأسسة العمل وبناء خط إنتاج لاعب منافس، مضيفًا أن الرياضة أحد أهم المنابر التي نقدم بواسطتها قضية شعبنا للعالم".
-
خط إنتاج لاعب منافس
ومع قرب كل دورة أولمبية، يأخذ الفريق الرجوب في إطلاق التصريحات من أجل المشاركة الفاعلة فيقول دائمًا: "العمل على تنظيم العلاقة بين اللجنة الأولمبية والأندية والاتحادات، ويقتضي من الجميع تطوير خطوط إنتاج لاعب منافس"، فنذهب إلى الدورات الأولمبية ونعود دون تحقيق شيء.
-
غزة والمحكمة والخداع
ولكن الشيء الجديد الذي يعتقد الفريق الرجوب أنه جديد، هو قوله: "هناك 4 عناوين للحركة الرياضية الفلسطينية هي، القدس، والمرأة، والمخيم، وقطاع غزة"، وهو يعلم تمامًا أن غزة ومن فيها يعلمون أن هذا الشعار مجرد شعار لا يُطبق على أرض الواقع.
ناهيك بقيام الأمين العام "الموظف" لدى الفريق بتكرار ما قاله الرجوب في كل الاجتماعات السابقة (الخطة الإستراتيجية والحوكمة والهيكلية التنظيمية، وتقييم الاتحادات، والرياضة المدرسية، وملف الرياضة في غزة والشتات، ومعايير استضافة البطولات الدولية في فلسطين).
ختامًا، فإن الاجتماع المركزي للجنة الأولمبية تطرق إلى أمر مهم وهو تأكيده أن "المحكمة الرياضية تعد المرجع الأساسي لفض الخلافات والتناقضات، وفق القوانين والأحكام الناظمة التي تتسق مع المرجعيات الدولية، بعيدًا عن فيروسات الجغرافيا والسياسة والجهوية"، وهو يعلم أن اتحاد كرة السلة لجأ إلى المحكمة الرياضية الدولية للطعن على قرار المحكمة الرياضية الفلسطينية، فكيف لنا أن نُصدق ما يُقال في الاجتماعات السنوية؟