فلسطين أون لاين

قاعدة عسكرية وتوسيع مستوطنة في "جبل المكبر"

تقرير الاحتلال يضيق الخناق على المقدسيين بمخططات استيطانية جديدة

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

لا تدخر سلطات الاحتلال الإسرائيلي جهدًا إلّا وتعمل على استغلاله لسلب واستهداف الأراضي الفلسطينية في جبل المكبر جنوب شرق مدينة القدس المحتلة، من أجل توسيع مستوطنات قديمة أو إنشاء جديدة.

وتخطط سلطات الاحتلال لإنشاء قاعدة عسكرية ضخمة على أطراف جبل المكبر، وتوسيع مستوطنة "نوف تسيون" الجاثمة على أراضيها، لتصبح أكبر مستوطنة داخل الأحياء العربية شرقي مدينة القدس المحتلة.

اقرأ أيضاً: "حماس": تصعيد الاستيطان في القدس لن يفلح في تغيير حقائق التاريخ

وأنشئت "نوف تسيون" عام 2000، بدعم من مستثمرين يهود، على قطعة أرض تبلغ مساحتها 114 دونمًا، سُرقت من أراضي جبل المكبر، وتتكون من 95 وحدة سكنية، إضافة إلى 200 وحدة قيد الإنشاء.

سرقة مستمرة

وأوضح الخبير في شؤون الاستيطان نصفت الخفش، أن سلطات الاحتلال تخطط لنقل مركز شرطة الاحتلال "عوز"، وتوسيع المكان على حساب أراضي المقدسيين، بهدف إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة على أطراف الجبل.

وأضاف الخفش لصحيفة "فلسطين"، أن سلطات الاحتلال تعمل منذ أعوام على تكثيف وجودها في الأجزاء الشرقية لمدينة القدس، وتهجير المقدسيين من هناك والاستيلاء على أراضيهم، بإنشاء مستوطنات جديدة وتوسيع القديمة.

وتابع أن حكومة نتنياهو المتطرفة، تسعى جاهدة للتغول على الأراضي الفلسطينية وسلبها بالقدس، من أجل عزلها عن محيطها العربي وقطع التواصل الجغرافي ما بين المدينة المقدسة وعمقها العربي.

ووصف الاستيطان بالسرطان الذي يتمدد ويتغول على الأراضي الفلسطينية، قائلًا: "إنه في بداية الأمر تُنشَأ بؤرة استيطانية، ومن ثم تبدأ بالتمدد يومًا بعد الآخر".

وتوقع أن يزداد الاستيطان ويتمدد في ظل حكومة عنصرية تدعو لسلب الأرض من سكانها الأصليين ومنحها للمستوطنين، لافتًا إلى أن عدد المستوطنات في بعض المدن المحتلة بات يفوق عدد القرى الفلسطينية.

وشدد الخفش على أن المقاومة بكل أشكالها هي السبيل الوحيد للخلاص من الاحتلال، ووقف تغوله على الأراضي، إلى جانب الضغط على الدول المطبعة لوقف علاقاتها مع "تل أبيب"، ومحاصرة الكيان الاحتلالي، وعزله، وتركيز الجهود على مقاطعته.

جريمة حرب

وأكد المختص في شؤون الاستيطان في معهد أريج سهيل خليلية، أن الاحتلال أجّل أكثر من مرة مخطط توسيع مستوطنة "نوف تسيون" وطرحه مجددًا وبقوة في ظل حكومته العنصرية.

وقدّر خليلية لصحيفة "فلسطين"، أن السبب وراء تأجيل المخطط المرحلة الماضية هو الضغوط الأمريكية لتجميد أنشطة الاستيطان.

وبين أن بلدية الاحتلال أتمّت في الأشهر الماضية تجهيز البنية التحتية بالمكان المراد مصادرته، لافتًا إلى أن الجمعيات الاستيطانية تنتظر الموافقة النهائية من أجل طرح العطاء والبدء بالبناء.

اقرأ أيضاً: تقرير: الاحتلال يُكثف الاستيطان في القدس لتقويض حل الدولتين

وذكر أن سلطات الاحتلال ستبني على الأراضي المسلوبة نحو 100 وحدة سكنية جديدة، و275 غرفة فندقية، مضيفًا بأنها تستهدف بلدة جبل المكبر بالاستيطان، وتمنع الأهالي من الوصول إليها أو الحصول على تراخيص بناء وتهدم منازلهم.

ودعا خليلية السلطة في رام الله للتوجه إلى الجنائية الدولية، ورفع قضايا على الاحتلال لخرقه القانون الدولي الإنساني، الذي يعد الاستيطان جريمة حرب.