فلسطين أون لاين

اتحاد المقاولين في غزة يعلن مقاطعة عطاءات مشاريع وكالة الغوث "الأونروا"

...
مؤتمر اتحاد المقاولين الذي أعلن خلاله مقاطعة عطاءات مشاريع "أونروا"

أعلن نقيب المقاولين المهندس علاء الدين الأعرج تفعيل قرار مقاطعة شراء عطاءات مشاريع وكالة الغوث الدولية (الأونروا) ابتداء من اليوم الإثنين بمشاركة جميع أعضاء اتحاد المقاولين، كما لوّح النقيب باتخاذ قرارات أخرى في حالة عدم الاستجابة لمطالب المقاولين.

وقال نقيب المقاولين خلال مؤتمر صحفي: "نعلن وبشكل واضح مقاطعة عطاءات مشاريع وكالة الغوث الدولية من اليوم الإثنين الموافق 23/01/2023 حتى إشعار آخر، وعلى إدارة الوكالة أن تفهم أنّ مقاطعة العطاءات الجديدة هي البداية، وأنّ خطوات نقابية أخرى سوف تتصاعد في الأيام القادمة إن لم يتم الاستجابة لمطالبنا المُشار إليها في هذا البيان".

وأوضح نقيب المقاولين أنه قد سبق أن قاطع اتحاد المقاولين عطاءات "الأونروا" مطلع العام المنصرم وذلك احتجاجًا على سياساتها وإجراءاتها التي أضرت بمصالح المقاولين وسلبتهم العديد من الحقوق التعاقدية حيث استمرت المقاطعة الأولى لمدة ثلاثة أشهر متواصلة ولم يتم تجميدها إلا بعد التوصل إلى تفاهمات من سبع نقاط مهمة واستجابة لوساطات وازنة من وزارة الأشغال العامة والإسكان في حينه واعتُبر ذلك الاتفاق اختراقًا غير مسبوق أجبر إدارة الأونروا يومها على التفاوض وتقديم التنازلات والاستثناءات من أجل فك المقاطعة، ولكنّ مجلس إدارة الاتحاد رأى تجميد المقاطعة وليس فكّها وشكّل لجنة لمراقبة التزام الأونروا بما تم الاتفاق عليه.

وأضاف نقيب المقاولين: إنّ تنصُّل إدارة الأونروا عن تنفيذ الوعود التي قطعتها لمجلس إدارة الاتحاد فيما يتعلق ببذل الجهد الكافي لتعويض المقاولين عن خسائرهم بسبب جائحة كورونا وتداعياتها من منطلق إنساني إن لم يكن تعاقدي كانت من أهم الأسباب التي دعتنا اليوم لتفعيل المقاطعة من جديد، وهذا بعد إعطاء الفرصة تلو الأخرى لمسؤولي وكالة الغوث والوسطاء لاستدراك الأمر قبل وصوله إلى هذه الخطوة التي لا بُدَّ منها.

وأوضح أنّ مماطلة إدارة الوكالة بإنجاز ملف رقم الإعفاء (Donation Number) ومخاطبة وزارة المالية برام الله بشكل مسؤول أضاع الفرصة عن العديد من شركاتنا للاستفادة من موضوع الإعفاء الضريبي لتلك المشاريع، خاصة وأنّ 40% من قيم الإرجاع الضريبي الذي يعود لحوالي 173 شركة مقاولات غزية والبالغ حوالي 60 مليون دولار هي إرجاعات مستحقة على مشاريع وكالة الغوث الدولية التي تخلّت عن مسؤوليتها في هذا الموضوع وتركت المقاول يقاتل وحيدًا في معركة الإرجاع مع رام الله وغزة.

وتابع نقيب المقاولين قائلًا: حيث إنّ إدارة الوكالة مختبئة وراء مستشاريها القانونيين لم تقم بإعادة تعريف القوة القاهرة بشكل يتماهى مع العقود الدولية المتوازنة أو حتى مع العقد الفلسطيني الموحّد لتشمل الظروف القاهرة والخارجة عن إرادة المقاول والتي لا يمكن التنبؤ بها وعلى سبيل المثال الوباء المتمثّل بجائحة كورونا، تلك التي اعتبرها العالم أجمع قوة قاهرة لم يستطع التغلب عليها واستفادت من ورائها منظمات الأمم المتحدة مئات ملايين الدولارات كمساعدات وتعويضات إلا أنها تتناقض مع نفسها في المناطق الفلسطينية ولا تعتبرها قوة قاهرة تستلزم التعويض الزمني والمالي.

وتابع: لتعلم إدارة الأونروا أننا لن نتنازل عن حقوقنا ولن نسمح لهم بالتغوّل على شركاتنا ومصادرة أرباحهم ورؤوس أموالهم وإخراجهم من سوق العمل وتسريح آلاف العمال الفلسطينيين في غزة وقطع مصادر رزقهم وتشريد عائلاتهم وهي الجهة المفترض أنها وُجدت لإغاثة تشغيل الناس وتحسين الظروف المعيشية لأبناء الشعب الفلسطيني المحاصر والمضطهد.

وأوضح أنّ عدم تقدير مفوض عام الأونروا للظرف الصعب الذي يمر به الاقتصاد الفلسطيني وصمّه الآذان عن المطالب الحقيقية العادلة والمتواضعة لقطاع الإنشاءات العريض وشركاته العاملة وعدم قدرته على توفير التمويل اللازم لإنقاذ شركاتنا المحلية من الانهيار وعدم وضعه الرجل المناسب في المكان المناسب يدعونا لمطالبة أعلى سلطة أممية بالتغيير الشامل المستند إلى تحقيق أهداف الأونروا الأساسية لإغاثة وتشغيل اللاجئين والواقعين تحت الحصار والاستهداف.

وخاطب نقيب المقاولين أعضاء الهيئة العامة في اتحاد المقاولين قائلًا: إنّ الوصول إلى الأهداف التي نصبو إليها لن تكون إلا بتكاتفكم والتفافكم حول قيادة الاتحاد لمواجهة الأخطار ومعاول الهدم وفي مقدّمتها تغوّل الجهات المُشغّلة عليكم تحت ذريعة تراجع التمويل الدولي من جهة وعقود الإذعان وطريقة قراءتها والتعامل معها من جهة أخرى لا سيّما أنّ وحدة الموقف هي صمام الأمان بنجاح خطواتكم نحو انتزاع حقوقكم فإنّ قوتكم في صلابة وصدق التزامكم.

واختتم بالقول: وهذا ما نراهن عليه اليوم وغدًا كما راهنا عليه سابقًا من منطلق الالتزام الأدبي والأخلاقي قبل أن يكون خشية من العقوبات التي نصّ عليها القرار بقانون رقم (21) للعام 2018 المادة (45) و(46) والتي نتمنى ألا نضطر إلى تطبيقها على أي شركة تخترق المقاطعة أو تفكر في ذلك لأننا لن نسمح لأحد كائنًا من كان أن يخرق السفينة ويضعنا في موقف لا نُحسد عليه.

المصدر / فلسطين أون لاين