لم تتوقف مساعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى "تدجين" الشباب الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948، عبر محاولات استقطابهم للعمل في أجهزتها الشرطية، بزعم الحفاظ على الأمن، في إطار بسط سيطرتها على مدنهم وقراهم.
وكانت آخر تلك المحاولات دعوة شرطة الاحتلال أهالي مدينة حيفا المحتلة إلى التطوع، فيما تُسمى وحدة "حرس الحي" التي يجري العمل على تشكيلها في الوقت الراهن، وهو ما رفضه نشطاء في حيفا، عادين هذه خطوة "على طريق تجنيد الشباب الفلسطيني لدى الاحتلال".
اقرأ أيضاً: تقرير عملية الخضيرة.. قلبُ الطاولة على المُطبّعين وصدم أوهام الاحتلال بـ"التدجين"
الناشطة السياسية في حراك حيفا سهير بدارنة خطوة الاحتلال بـ"الخطيرة جدًا"، إذ يسعى عبرها إلى جلب الشباب الفلسطيني في حيفا إلى التطوع في شرطته، بزعم الحفاظ على الحي من مظاهر الجريمة.
وتقول بدارنة لصحيفة "فلسطين": إن هذه الخطوة قد يلحقها دفع الشباب الفلسطيني -حال الموافقة- إلى الخدمة في جيش الاحتلال، موضحة أن شرطته تستهدف من هذا الإجراء بعض العائلات التي تعاني أوضاعًا اقتصادية صعبة، عبر تقديم الإغراءات لها للانخراط في تلك الوحدة، "لكن هناك وعيًا لدى الشعب الفلسطيني".
ونبهت على أن شرطة الاحتلال تتغاضى عن كل أعمال العنف والجريمة في الداخل المحتل، بل وتشجعها، في المقابل تدعي أنها تسعى إلى تشكيل وحدة للحفاظ على الأمن.
وبيّنت أن الاحتلال يستهدف حيفا تحت مزاعم التعايش "المزيف" بين الفلسطينيين واليهود، لكن هذه خطة مبرمجة لا يُمكن السكوت عنها، مؤكدة أن النشطاء سيواصلون تحركاتهم باتجاه تحذير الشبان من الالتحاق بهذه الوحدة، وتأكيد التمسك بالقضية الوطنية الفلسطينية.
بدوره، قال الناشط السياسي من حيفا رشاد عمري: إن الاحتلال يسعى إلى تجنيد الشباب الفلسطيني لخدمة جيشه، تحت مزاعم محاربة الجريمة والحفاظ على الأمن.
ولفت عمري في حديث لـ"فلسطين" إلى أن الحفاظ على الأمن ومحاربة الجريمة والخارجين عن القانون هي من مهام شرطة الاحتلال، لكنها لا تقوم بذلك، بل تشارك في إغراق مدن الداخل المحتل بالسلاح لتشجيع الاقتتال بين الفلسطينيين.
وأوضح أن الاحتلال يحاول استغلال العائلات الضعيفة والفقيرة في حيفا، لاستقطابهم إلى العمل لدى أجهزته الأمنية، محذرًا الشباب الفلسطيني من الالتحاق بهذه الوحدة ذات الأهداف الخطيرة.
اقرأ أيضاً: تقرير فلسطينيو ال48 .. فشل إسرائيلي في "تدجينهم" وقطع علاقتهم بالقدس والأقصى
وبين أن شرطة الاحتلال تتجاهل الحفاظ على الأمن في مدينة حيفا وباقي مدن الداخل المحتل، وتسعى إلى الزج بالشباب الفلسطيني في مواجهة وباء الجريمة، عادًا ما يحدث استخدامًا للفلسطينيين دروعًا بشرية، وإقحامًا في دور أمني.
ونبه على أن انتهاكات الاحتلال ضد الداخل المحتل لم تتوقف على مدار سبعين عامًا.