فلسطين أون لاين

ضمن مشروع "جيل القرآن للنصر عنوان"

تقرير 90 حافظًا يسردون القرآن الكريم وأجزاء منه على جلسة واحدة

...
شاب يسرد القرآن الكريم ضمن مشروع "حيل القرآن للنصر عنوان" (تصوير: ياسر فتحي)
غزة/ نور الدين صالح:

عندما دقّت عقارب الساعة عند السادسة والنصف فجر أمس، كانت كـ"صافرة البداية" لانطلاق حدث سرد القرآن الكريم أو أجزاء منه لقرابة 90 حافظًا، ضمن مشروع حمل اسم "جيل القرآن للنصر عنوان"، في منطقة غرب مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

الطلبة الحافظون توزعوا على مختلف أركان مسجد الفوز الواقع في منطقة غرب مخيم جباليا، يقابل كلَّ واحد منهم "مُحفِّظٌ"، وبدا المشهد كـ"دوي النحل"، وهم يتلون آيات كتاب الله عز وجل، في حدث عظيم أشرفت عليه دار القرآن الكريم والسنة في المنطقة ذاتها، تحت رعاية جمعية الفلاح الخيرية في فلسطين.

الطفل عمرو بن العاص جودة (9 سنوات) جلس في أحد أركان المسجد، وأخذ يرتل آيات كتاب الله عز وجل بخشوع أمام "مُحفظه" بلا كلل أو تأتأة في استحضار الآيات، في أجواء إيمانية دبَّت قلبه وعقله.

C08A0433.jpg
 

بدأ الطفل "جودة" في سرد آيات كتاب الله عز وجل عند الساعة السابعة صباحًا، واستمر على الجلسة ذاتها قرابة 4 ساعات ونصف حتى انتهى من تلاوة القرآن الكريم كاملًا.           

يحكي جودة قصة ارتباطه بالقرآن وعلامات السعادة ترافق صوته البريء: "بدأت أحفظ كتاب الله تعالى وأنا في عمر 5 سنوات، وانتهيت منه بعد عامٍ بفضل الله عز وجل".

ويُكمل جودة لصحيفة "فلسطين": "أكرمني الله تعالى بسرد القرآن الكريم كاملًا على جلسة واحدة في هذا المشروع خلال 4 ساعات متواصلة".

اقرأ أيضا: بالصور 60 طالبًا وطالبةً بمدارس الأوقاف يسردون سورة البقرة على جلسة واحدة

ملامح الطفل الذي يدرس في الصف الخامس الابتدائي تنتفض فرحًا بعدما مَنّ الله عليه بهذا الإنجاز: "كنت فرحان كتير وأنا بسمّع القرآن الكريم، وإن شاء الله سأكمل الطريق".

C08A0556.jpg
 

ويدعو أقرانه من الأشبال إلى التوجه إلى حفظ القرآن الكريم، لما فيه فوائد عظيمة تنعكس على حياتهم التعليمية وفي كل مناحي الحياة، "القرآن سهل وفيه بركة كبيرة".

ولم يتوقف الأمر لدى الطفل "جودة" عند حفظ القرآن الكريم فحسب، بل تمكن من سرد كتاب "المُنتخب من رياض الصالحين" على جلسة واحدة وهو في الثامنة من عمره، الذي يتكون من 500 حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

C08A0524.jpg
 

ويخطط "جودة" لدراسة العلوم الشرعية عندما يكبر ويتعلم أصول تفسير كتاب الله عز وجل.

المشاعر التي بدت على الطفل جودة، عاشها أيضًا الفتى مصطفى شحادة (13 عامًا) الذي ارتسمت على ملامحه السعادة بعدما تمكن من سرد خمسة أجزاء من القرآن الكريم دفعة واحدة في غضون ساعة وربع تقريبًا.

يوضح شحادة لـ"فلسطين"، أنه أتم حفظ القرآن الكريم وهو في الحادية عشرة من عمره، ويعمل حاليًّا على تثبيت حفظه بسرده على أجزاء متقطعة قبل أن يصل إلى مرحلة سرده على جلسة واحدة، مشيرًا إلى أنه بدأ في مشروع حفظ القرآن وهو في الرابعة من عمره.

C08A0408.jpg
 

ووجه رسالة لأقرانه في قطاع غزة بأن يحفظوا القرآن الكريم ويحافظوا على هذا النهج، "حتى يوفقهم الله في حياتهم العملية والعلمية".

أما الشاب محمد شوحة (19 عامًا) فقد تمكن من سرد 7 أجزاء من القرآن الكريم على جلسة واحدة ضمن ذلك المشروع، مشيرًا إلى أنه أتم حفظ المصحف، ويعمل على تثبيته لحفظه عن ظهر قلب.

ويوضح شوحة الذي يدرس في كلية أصول الدين، أنه بدأ حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره، ولا يزال يواصل هذا النهج حتى الآن.

ويضيف: "كانت أمنية حياتي منذ الطفولة سرد القرآن الكريم كاملًا، وأنا أسعى لذلك بفضل الله، فهذا شرف عظيم أناله في حياتي".

C08A0371(1).jpg
 

وأهدى هذا الإنجاز إلى نفسه أولًا، ثم إلى والديه اللذين كانا له خير مُعين وداعم للسير في ذات النهج، وإلى كل من سانده من المُحفظين.

ومضى إلى القول: "القرآن الكريم شرف للأمة الإسلامية وقطاع غزة الذي خرج الكثير من الأجيال، ونتمنى في العام القادم أن نسرده كاملًا ومعنا كل أشبال وفتية القطاع".

من ناحيته، يقول مُحفظ القرآن الكريم عبد الله جبر: إن "قرابة 90 طالبًا من منطقة غرب مخيم جباليا تمكنوا من سرد القرآن الكريم وأجزاء منه".

وأضاف جبر لـ"فلسطين": "كان المشروع موفقًا، إذ بدأ بعد صلاة الفجر واستمر حتى صلاة الظهر"، لافتًا إلى أن غالبية الطلاب تجاوز تقديرهم الـ"جيد جدًّا".