فلسطين أون لاين

بالصور فراس ويونس الشويكي يبدعان في بناء منتزه على الطراز المعماري القديم

...
فراس ويونس الشويكي يبدعان في بناء منتزه على الطراز المعماري القد
الخليل-غزة/ هدى الدلو:

على شاكلة حارات القدس القديمة، يبدع فراس ويونس الشويكي في مدينة الخليل في بناء متنزه يعود بزائريه إلى زمن الأجداد.

ففي المدينة الواقعة جنوب الضفة الغربية يستخدم الصديقان أحجارًا صخرية في بناء قناطر ومغارات ومقهى، على الطراز المعماري الحجري القديم.

يقول يونس "31 عامًا"، إنّ المشروع لم يكن مخططًا له كما هو على أرض الواقع حاليًّا، ولكنّ شغفهما هو من قادهما إلى هذه النقطة من الإبداع، والخروج بأفكار توحي للزائر بمساحة معمارية قديمة أُعيد ترميمها.

متنزه معماري (10).jpg
ويشير إلى أنّ القدرة على إنجاز أيّ عمل مبدع يعتمد على مدى إتقان العمل، ومن ثم يمكن عمل المستحيل للوصول إلى الفكرة في المتخيل المعماري، "وقد اعتمدنا على أفكار من نظام العمارة القديمة لندرة العمل به وجودته، ولكي نعيد التراث القديم للحاضر الحديث الذي بات يفتقد للتفاصيل".

ويوضح أنهما لم يعتمدا في تصميم المتنزه على حقبة زمنية معينة، بل أدمجا عدة حقب، لتميز كل حقبة عن الأخرى، فمثلًا نفذا خريطة بئر رومانية، وسورا للمنتزه على النظام الحجري العثماني الذي يعود إلى ما قبل 300 -400 سنة، ومغسلة تدمج بين النظام القديم والحديث.

متنزه معماري (9).jpg
وخلال المشروع صمم مغارة يبلغ ارتفاعها ستة أمتار تضم بداخلها جلسة خاصة نحتت من الصخور، يدخل إليها عبر مدخل رئيس، وتم بناء سور يشبه سور القلعة، وجسر وشلال، وغيرها، وهناك أبنية لا تزال موجودة في فلسطين تحاكي ما صُمّم كما في البلدة القديمة بنابلس، والخليل ومنطقة السهلة ولكن غالبيتها يحتاج إلى ترميم.

ويشير يونس إلى أنّ الهدف الأساسي من المشروع إعادة إحياء الحقب القديمة التي شهدتها فلسطين، وإدماجها مع النظام الجديد، لافتًا إلى بعض المشكلات التي واجهتهما في أثناء تنفيذهما المشروع.

متنزه معماري (7).jpg
 

ويبين أن تنفيذ المشروع يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين لاعتماده على العمل اليدوي، إذ تشكل الحجارة المستخدمة في البناء بواسطة المطرقة ليناسب البناء مع الحقب الزمنية التي يرمز إليها المكان، وكذلك لتنسيق التصاميم مع بعضها.

حجر تاريخي

أما صديقه في المشروع فراس (30 عامًا)، فكانت بدايته في العمل المعماري منذ عام 2012، إذ بدأ بتصاميم بسيطة لأحواض زراعية، فراودته فكرة العمل على إعادة التراث القديم بشكل مستحدث.

وبواسطة مطرقته يعمل على تحويل الحجر الأصم الذي يجلبه من بلدة تفوح في الخليل لصلابته، إلى شكل جميل يوحي بالحضارات القديمة، وكان الدافع لذلك أنه ما يزال يلاحظ صمود آثار لحضارات مرت على فلسطين حتى الوقت الحالي، على الرغم من أنها تعود للقرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

متنزه معماري (5).jpg
ويلفت إلى أن القلاع والحصون والكنائس استخدمت هذه الحجارة التي لا تزال قائمة بعد آلاف السنين، واستُخدمت في الأبنية الزخارف والنقوش، أقاموا التماثيل من الحجارة، وبعد الرومان كانت الحضارة الإسلامية التي ترامت أطرافها فأنشأت طرازا معماريا هندسيا قائما على استخدام الحجر الطبيعي بأشكال هندسية فنية مميزة في المباني المختلفة.

ويبين فراس أن طبيعة العمارة تدمج بين القديم كما في البلدات القديمة وما تحتويه من قباب وجدران سميكة، وشبابيك وأبواب وأقواس، وشوارع وحارات، والشكل الحديث الذي يعتمد على العمارة الرأسية من طوابق ومراكز تجارية.

ويقول: إن الحجر الفلسطيني يتميز بألوانه المتعددة الفاتحة والجذابة، ابتداء باللون الأبيض، والزهري، والأحمر الفاتح والغامق، والسكني الفاتح والغامق، والذهبي، والبيج، والبني الفاتح، والأزرق، إضافة إلى ألوان أخرى مرغوبة ومطلوبة في السوق العالمية.

متنزه معماري (1).jpg
وتنتشر في غرب مدينة الخليل العديد من المحاجر، ويعد "حجر تفوح" من ضمن الأفضل في فلسطين، ويصدر إلى العديد من الدول، وتمثل هذه الثروة الحجرية مصدر دخل وفرص عمل للأهالي.

وتعد صناعة الحجر في فلسطين واحدة من أكبر وأهم الصناعات وتشكل رافدا اقتصاديا ناميا، إذ تساهم بما يزيد على 30% من حجم الدخل القومي من الصناعات الفلسطينية، وتساهم المحاجر والكسارات والمناشير معا بنسبة 5.5% من المنشآت الصناعية، وتشمل نحو 8% من العاملين فيها، كما تشكل 12.6% من الإنتاج الصناعي القائم حاليا.

متنزه معماري (2).jpg
ويقول الصديقان الشويكي: إنهما يسعيان إلى تطوير مجال عملهما لبناء بيوت بشكلها القديم وطابعها، مع إضافة بعض المواد عليها لتعطيها قوة ومتانة أكبر، كمادة الحديد والإسمنت والباطون.