لم يسلم الأموات ولا قبورهم في قرية اللجون المهجرة قضاء مدينة أم الفحم داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948، من بطش الاحتلال الإسرائيلي وجماعاته الاستيطانية.
فقد أقدمت سلطات الاحتلال مجددًا، على تحطيم الشواهد، والنصب التذكاري للشهداء في المقبرة، الذي أنشأته لجنة تخليد شهداء أم الفحم واللجون في 26 آب/ أغسطس 2022م تخليدًا لذكراهم.
اقرأ أيضاً: "رمزي" رحالة مقدسي "ينبش" في ذاكرة القرى المهجرة
والقرية التي هجرها أهلها إبان النكبة تقع على بُعد نحو 5 كيلومترات إلى الشمال من أم الفحم، وقد أُقيمت على أرضها مستوطنتي "مجيدو" و"جيفعات متراح عوز"، أما مقبرتها تتوسط القرية على مساحة نحو أربع دونمات، وتبعد 16 كيلو مترًا شمال غرب مدينة جنين.
وتضم المقبرة مئات القبور لأموات وشهداء ارتقوا في الثورة الفلسطينية، التي اندلعت ضد الانتداب البريطاني عام 1936م.
جلسة طارئة
وقال عضو اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي اللجون محمد هاني: إن سلطات الاحتلال تخشى الشهداء، فتحاول نبش ومحو قبورهم، لكونهم رموزًا وطنية، لذلك جاء الاعتداء على قبورهم بعد فشل رهانها بأن "الكبار يموتون والصغار ينسون".
وأشار هاني إلى أن "الشهداء يمثلون إلهامًا لشعبنا للاستمرار في مواجهة الاحتلال وطرده من أراضينا".
وأضاف لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال عندما شعر بوجود صحوة من الأهالي لحماية المقبرة والحفاظ عليها، حاول جاهدًا طمس معالمها بالاعتداء عليها مجددًا.
وبيّن أن لجنته عقدت السبت الماضي جلسة طارئة مع مؤسسات فلسطينية بالداخل المحتل، لاتخاذ خطوات عملية ضد تلك الاعتداءات.
واتفق المجتمعون كما أفاد على تشكيل لجنة ممثلة عن بلدية أم الفحم واللجان الأهلية، لمتابعة الملف على الصعيدين القانوني والشعبي، وعلى الرغم من معرفتهم بأن المسار الأول لن يجدي نفعًا من جراء انحياز محاكم الاحتلال لمؤسساته، سيُفعل الخيار الثاني عبر تنظيم زيارات ووقفات احتجاجية لوقف تلك الإجراءات.
أعلى المستويات
وقال رئيس لجنة تخليد شهداء أم الفحم واللجون مريد فريد: إن ردّنا على اعتداءات الاحتلال هو المزيد من الإصرار والمواجهة والتصدي لها، وإعادة ترميم القبور ووضع شواهد جديدة لها.
وأكد فريد لصحيفة "فلسطين" أن قرار إزالة شواهد القبور من القرية جاء من أعلى "المستويات الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال تحاول طمس الحقائق الفلسطينية وقتل روح النضال في نفوس الأجيال الشابة ومنع اتصالهم بالشهداء وبطولاتهم.
وأضاف "أن محاولات الاحتلال تلك لن ترهبنا، ولن تثنينا عن مواصلة عملنا حتى التحرير والعودة".
ولم يستبعد فريد أن يكون اعتداء الاحتلال على المقبرة هو محاولة لتجريفها وضمها إلى المستوطنات الإسرائيلية المجاورة.
ودعا الفلسطينيين إلى الحفاظ على المقابر خاصة في القرى المهجرة وزيارتها دائمًا، والتصدي لأي محاولة لسلبها.