فلسطين أون لاين

بالصور النفايات الورقية.. منتج عالي الجودة بأيدٍ وآلات محلية

...
النفايات الورقية.. منتج عالي الجودة بأيدٍ وآلات محلية 

خان يونس/ مريم الشوبكي:

يعمل أكرم العمور على تصنيع الآلاف من كراتين البيض من داخل بلدة الفخاري شرق مدينة خان يونس، معتمدًا على نفايات الأوراق والكرتون وبأيدٍ وآلات محلية الصنع.

وتعد الفخاري بلدة ريفية يعيش أهلها على الزراعة وتربية الطيور الداجنة، إذ تضم العديد من المزارع التي تورد البيض والدجاج اللاحم إلى التجار في الأسواق، وقد لاحظ حاجة المربين إلى كميات كبيرة من كراتين البيض.

بدأ المشروع بفكرةٍ لم يمتلك المال لتحقيقها، لكنه استطاع تخطي صعوبات كبيرة في السنوات الأولى بالتجارب والعمل على تحسينها.

يقول العمور "45 عامًا" إنه بدأ في عام 2019 البحث والتقصي عن الآلات اللازمة لعملية تصنيع كراتين البيض، فوجد أن تكلفة استيرادها تقدر بنحو 120 ألف دولار وهو مبلغ كبير ليس بمقدوره تأمينه.

كراتين البيض (4).jpg
 

مراحل الإنتاج

ويضيف أنه لجأ إلى أصحاب المخارط ومهندسي الإلكترونيات، إذ تمكن من صناعة الآلية بأيدٍ محلية وبفارق كبير عن كلفة استيراد المكنة من الصين.

وفي عام 2019 بدأت أولى عمليات الإنتاج لدى مصنع العمور، بعدما أمضى أيامًا في تجميع الأوراق والكراتين من المؤسسات الحكومية منها الصحة، والتعليم، وسلطة الأراضي، وبعض الجمعيات الأهلية، وتمكن من الحصول على كميات كبيرة منها.

وتمكن العمور بهذا العمل من حل مشكلة بيئية وهي التخلص من نفايات الأوراق بطريقة آمنة، بعيدًا عن حرقها في نفايات كبيرة كما جرت العادة، والمحافظة على الهواء من التلوث والدخان المنبعث، كما يقول.

وفي داخل مصنعه يقف العمور للإشراف على عملية إنتاج كراتين الورق يوميًا برفقة سبعة عمال.

وتمر عملية التصنيع بعدة مراحل، كما يبين، تبدأ الأولى بتجميع الورق وفرزه ورصه، ثم يُدخل في مفرمة ومطحنة مع إضافة الماء إليه، ليتحول إلى مادة سائلة في سبع دقائق.

كراتين البيض (2).jpg
 

وعبر مضخة تشفط المادة السائلة من الخليط الورقي ليصل إلى خط الإنتاج إذ تُضاف مادة تتيح للقالب الورقي التماسك، وبعد تشكل الكراتين تُجفَّف تحت أشعة الشمس، ثم تُخزَّن.

ويوضح أنه يستهلك نصف طن من الورق، لإنتاج ما يقارب 3000 إلى 4000 كرتونة بيض توزع يوميًّا على مربي الدجاج البياض في محافظات قطاع غزة.

ويقول العمور، إنه استطاع تغطية حاجة القطاع من كراتين البيض، إذ توقف المزارعون والتجار عن استيرادها من الصين كما كانوا يفعلون في السابق.

ويشير إلى أن المنتج الذي يصنعه يمتاز بجودة أعلى من المستورد وبسعر أقل، كما أنه آمن ومكفول لا ينقل الأمراض إلى الدجاج لأنه يجفف تحت أشعة الشمس، وفق قوله.

كراتين البيض (3).jpg
 

تطوير المشروع

وعن الصعوبات التي يواجهها حاليًّا في عملية التصنيع، يذكر أن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يعوق التصنيع، وارتفاع ثمن اشتراكات الكهرباء لدى الشركات الخاصة.

ويؤكد العمور أن غزة فيها عقولًا مبدعة تستطيع أن تُوجد حلولًا لأي مشكلة، إذ تمكن بها من تصنيع الآلات وتطوير سرعتها، ومواكبة التطور في صناعة كراتين البيض أيضًا، بعد تلقي الاستشارات والنصائح من أصحاب مصانع في مصر وسوريا.

ويعكف العمور حاليًّا على تطوير مشروعه، وإدخال خط إنتاج جديد  بتصنيع كراتين بيض صغيرة الحجم بغطاء ذات شكل جميل، مراعاة للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأسرة الفلسطينية في قطاع غزة، لافتًا إلى أنه سيكون مصدر دخل لأسر أخرى لأنه سيضطر إلى الاستعانة بعمال آخرين.

ويطمح العمور لتصدير كراتين البيض التي يصنعها للخارج، أو توريدها للضفة الغربية التي تعتمد على استيرادها من مصر، ولكن الرسوم العالية التي تفوق إمكاناته المادية لا تزال عائقًا أمام التصدير.

ويطالب الجهات المعنية بتخفيف رسوم ترخيص المصنع، والرسوم المفروضة على التصدير، لكي يُورِّد إنتاجه للخارج.

 

كراتين البيض (4).jpg
كراتين البيض (1).jpg
كراتين البيض (5).jpg
 

المصدر / فلسطين أون لاين