أعلن مركز حقوقي، اليوم الخميس، أن 19 أسيراً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أمضوا ما يزيد عن 30 سنة بشكل متواصل وما زالوا أقدمهم الأسير "محمد الطوس"، وذلك بعد الإفراج عن الأسير "ماهر يونس" الذي أمضى 40 سنة في سجون الاحتلال.
وقال مركز فلسطين في بيان صحفي: إن "الاحتلال أفرج اليوم عن عميد الأسرى "ماهر عبد اللطيف يونس" من قرية عاره بالداخل الفلسطيني بعد أن أمضى محكوميته كاملة والبالغة 40 سنة، لينتقل لقب عميد الأسرى إلى الأسير "محمد أحمد الطوس" من الخليل هو أقدم الأسرى ومعتقل منذ 6/10/1985، ويقضى حكماً بالسجن المؤبد وأمضى حتى الآن ما يزيد عن 37 سنة في سجون الاحتلال.
اقرأ أيضاً: انتقادات حقوقية للسلطة لضعف جهودها في الإفراج عن الأسرى القدامى
وذكر أن قائمة الأسرى الذين أمضوا ما يزيد عن 3 عقود ارتفعت مؤخراً بدخول الأسيرين "ناصر حسن عبد الحميد أبو سرور"، و "محمود جميل حسن أبو سرور" من سكان بيت لحم عامهما الواحد والثلاثين على التوالي وهما معتقلان منذ يناير 1993 ومحكومان بالسجن المؤبّد مدى الحياة.
وأوضح الباحث "رياض الأشقر" مدير المركز، أن الأسرى التسعة عشر ضمن قائمة الشرف والبطولة، ورغم مرور ما يزيد من 3 عقود على اعتقالهم إلا أنهم لا زالوا يتمتعون بروح معنوية عالية، تعانق عنان السماء، ولم يستطع الاحتلال أن يكسر شوكتهم أو يضعف عزائمهم، أو يزرع اليأس في نفوسهم، فمنهم من حصل على شهادات الدراسات العليا، ومنهم من ألّف الكتب والروايات وغيرها.
وبيّن الأشقر" بأن هؤلاء الأسرى معرّضون أكثر من غيرهم للخطر على حياتهم في ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي بحقهم كونهم كبار في السن، وأمضوا عشرات السنين داخل السجون مما أثّر على الحالة الصحية لهم وغالبيتهم يعانون من أمراض مختلفة دون رعاية أو علاج حقيقي، وفى مقدّمتهم الأسير "وليد دقة" والذي تبيّن مؤخراً إصابته بمرض السرطان وهو معتقل منذ 1986، وحالته الصحية خطيرة.
و أضاف: إن "هذه الفئة من الأسرى لم تأخذ حقها في تسليط الضوء عليها من قبل وسائل الإعلام فلكل أسير منهم حكاية ألم، ومعاناة مختلفة عن بقية الأسرى، فمنهم من فقد أحد والديه او كلاهما، أو ابناً او أخاً أو عزيزاً على قلبه، دون أن يتمكّنوا حتى من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم".
اقرأ أيضاً: "أسرى فلسطين" يُعرب عن قلقه المتزايد على حياة الأسرى القدامى
وتابع: "إن الأسرى القدامى -وهم المعتقلون منذ ما قبل اتفاق أوسلو وعددهم 23 أسيراً- يعيشون معاناة مضاعفة كونهم أمضوا عشرات السنين خلف القضبان، وأوضاعهم ظروف صحية سيئة نتيجة فترة الاعتقال والظروف السيئة التي يعيشها الأسرى داخل السجون، كما يعانون من عدم إجراء الفحوص الدورية لهم بشكل منتظم وذلك لاكتشاف الأمراض في أجسادهم قبل استفحالها لكبر سنّهم، والتنقّلات المستمرة، كما يعاملهم الاحتلال كبقية الأسرى الآخرين، ولا يراعى سنوات اعتقالهم الطويلة أو كبر سنّهم".
وطالب " الأشقر" بضرورة إطلاق سراح هؤلاء الأسرى، وخاصة أن هناك اتفاقًا سابقًا بإطلاق سراحهم جرى منذ 10 سنوات بين السلطة والاحتلال على 4 دفعات، حيث أطلق الاحتلال سراح 3 دفعات، وأوقف الإفراج عن الدفعة الرابعة بعد تعثّر المفاوضات.
وأثنى الاشقر على موقف المقاومة الفلسطينية التي تضع إطلاق سراح هؤلاء الأسرى القدامى على رأس شروط تنفيذ أي صفقة تبادل قادمة مع الاحتلال.