نظم مركز بيت المقدس للأدب في رام الله اليوم الأربعاء، حفل اشهار كتاب "ليس مجرد زوج" للأسير القسامي القائد جمال الهور من الخليل في الضفة الغربية المحتلة.
وأثنى الأدباء والكتاب الذين شاركوا في اشهار الكتاب على ما يحتويه من فوائد للمجتمع وارتكازه على آيات قرآنية وأحاديث نبوية تتحدث عن العلاقة الزوجية.
واستعرض القائد الهور في كتابه عوامل نجاح العلاقة الزوجية بطريقة انسيابية تكسوها الأصالة والشواهد من القرآن الكريم والسنة النبوية.
وشمل الكتاب عدة فصول خصصت عن العلاقة بين الأزواج، والصفات التي ترغب في رؤيتها حواء في زوجها.
ثقافة الانتصار
وقال الكاتب والأديب الفلسطيني وليد الهودلي، إن الكتاب دليل على أن الأسير الفلسطيني صاحب ثقافة الانتصار، على مساعي السجان الذي يريد أن يكون رقماً وأن يتلاشى ولا يكون له دور ولا بصمة في الحياة لكنه أثبت في هذا الكتاب انتصار الرواية الفلسطينية على الرواية الصهيونية.
ووصف الهودلي الكتاب، بالصريح والفطري الانساني الذي يحمل لغة سردية جميلة دون خدش للحياء، كما أنه يلامس القلوب والأرواح بعيداً عن الحياء المصطنع.
وأشار إلى أنه إضاءة للأسرة السعيدة، يؤكد حرص الأسير على المجتمع الفلسطيني رغم وجوده داخل السجن.
حياة سوية
وقال د. صبحي عبيد، إن كتاب الأسير البطل جمال الهور غني بالآراء حول أساس الحياة السوية.
وأضاف أن الكتاب فيه بيان للأساليب والطرق والآليات التي يمكن من خلالها أن تستمر الحياة الزوجية بالود والرحمة.
وأوضح أن الأسير الهور سلط الضوء على حق حواء المشروع في مبدأ الاختيار لشريك حياتها، لأن المستقبل مشترك.
صاحب الرسالة
بدورها أكدت الأديبة منى النابلسي أن كتاب الأسير الهور يؤكد أن الأسرى في سجون الاحتلال قادة وأصحاب رسالة.
وأوضحت أن الكتاب يتناول شأن اجتماعي بعيدا عن قضايا الأسرى، ويمتاز بالرقة واللطف الى جانب الأصالة وعراقة اللغة.
وأشارت النابلسي إن أن ما كتبه القائد الهور، يعيدنا إلى الكتب ذات الطابع الإسلامي باستشهاده بالآيات والأحاديث النبوية.
وأضافت أن من الأمور التي منحت الكتاب اللطف والخفة، وجود كثير من الهمسات والقصص الخفيفة من الحياة.
وشمل همسات علمية وضع فيها الأسير الهور الكثير من القضايا، واختتمها بنصائح من جوامع الكلم عبارة عن أحاديث نبوية وأقوال فلسفة وشعراء ولمسته الشخصية.
ووصفت النابلسي الكتاب بعمل رائع ورائد في مجال انساني، يأتي في وقت تتعرض فيه الحياة الزوجية لهجمة شرسة من قبل المثلية والحياة الفردية.
القائد الحافظ والأديب
ودخل الأسير القسامي القائد جمال عبد الفتاح الهور (48 عاماً) أبو تقي من الخليل، في نوفمبر الماضي عامه الـ26 في سجون الاحتلال، وذلك منذ اعتقاله في عام 1997.
والأسير الهور متزوج وأب لاثنين من الأبناء، وهو من الأسرى الفاعلين في سجون الاحتلال، وله عدة أعمال أدبية منها (أعواد البرتقال، جدار الموت وجمرات من عنب، وخلية صوريف.. لؤلؤة في عِقد الكتائب، وكتاب الجماعة الإسلامية في سجون الاحتلال)".
والقائد الهور حافظ للقرآن الكريم، أقبل على كتاب الله بقلب مفتوح فأكب عليه حفظا وعلما، حتى استقر في صدره غيبا في أقل من ثلاثة شهور.
ولد المجاهد أبو تقي جمال الهور في بلدة صوريف بالخليل في 24/5/1974م، في عائلة محافظة بين أربعة أشقاء وأربع حرائر ترعاهم أم مجاهدة صابرة بعدما رحل عنها زوجها (عبد الفتاح) وهى في العقد الثالث من عمرها.
التحق القائد الهور في صفوف الدعوة منذ نعومة أظفاره، فقد كان من شباب المساجد ومثالا للمؤمن القوي، ومولعا بلعب كرة القدم.
ومع انطلاقة حماس كان من السبعة الأوائل الذين حملوا هم الدعوة والجهاد في قرية صوريف.
تاريخه الجهادي
في منتصف عام 1993م التحق بالجهاز العسكري لحركة حماس، على يد المجاهد محمد عزيز رشدي، وهو من قادة الكتائب في الضفة حينها.
شارك في إيواء أبطال القسام ماهر سرور وصلاح عثمان ومحمد الهندي منفذي عملية اختطاف الحافلة الإٍسرائيلية في أعقاب جريمة الإبعاد إلى مرج الزهور.
اعتقل قرابة شهرين في تحقيق سجون السلطة بمدينة الخليل، ومن ثم تم نقله إلى سجن الظاهرية مدة 6 شهور، وسجن الفارعة ثم أفرج عنه بتاريخ 1994/4/1م.
في عام 1995م قام مع رفيق دربه عبد الرحمن غنيمات بتشكيل خلية صوريف إحدى أشهر خلايا القسام.
قامت المجموعة بتنفيذ سبع عمليات عسكرية قتل فيها أحد عشر صهيونيا وكان من أشهر هذه العمليات خطف الجندي "شارون ادري" الذي تم تسليمه على يد جهاز الأمن الوقائي.
اعتقل جهاز الأمن الوقائي خلية صوريف القسامية ومن بينها القائد الهور، وسلمها للاحتلال بتاريخ 1997/11/13م، لتبدأ في رحلة العذاب الطويلة في السجون الإسرائيلية.