فلسطين أون لاين

9 سنوات للجنود الأسرى.. المقاومة تراكم الإنجازات مقابل فشل إسرائيلي

...
غزة/ نور الدين صالح:

أعاد مقطع الفيديو الذي عرضته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، للجندي الإسرائيلي الأسير لديها "أفرها منغستو" ملف الجنود الأسرى، وملف التبادل إلى الواجهة من جديد، لتجعل الكرة في ملعب الاحتلال.

وقال "منغستو" في رسالته المصورة التي وجهها لحكومة الاحتلال الجديدة: "إلى متى سنبقى هنا في الأسر أنا ورفاقي؟ أين دولة وشعب (إسرائيل) من مصيرنا؟".

و"منغستو" واحد من أصل 4 جنود إسرائيليين تأسرهم كتائب القسام منذ سنوات.

ويتجاهل الاحتلال ملف جنوده الأسرى لدى المقاومة منذ عام 2014، في حين تأسرهم كتائب القسام على مدار تسع سنوات، محققةً ضربة أمنية وعسكرية قاسية للاحتلال وحكوماته المتعاقبة.

اقرأ أيضًا: كتائب القسام تغرّد حول "الجنود الأسرى"

وفي أبريل/ نيسان 2016، أعلنت كتائب القسام، لأول مرة، وجود 4 جنود إسرائيليين أسرى لديها، من بينهم الجنديان شاؤول آرون، وهدار غولدن، اللذان أسرتهما في أثناء عدوان 2014 على غزة، أما الآخران فهما "منغستو"، و"هشام السيد".

وضمن مساعي حركة حماس لتحريك المياه الراكدة في ملف "الجنود الأسرى"، فقد أعلن رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار في أبريل 2020 "مبادرة إنسانية" تزامنًا مع تفشي جائحة كورونا.

وتضمنت مبادرة السنوار "تنازلًا جزئيًا" في قضية الجنود الأسرى، مقابل الإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن والأسيرات والأطفال، وأن يُفرج ابتداء -وقبل بدء أي مفاوضات- عن جميع المحررين في صفقة "وفاء الأحرار" المعاد اعتقالهم، غير أن الاحتلال لم يتعاطَ بإيجابية مع هذه المبادرة.

وفي 28 يونيو/ حزيران 2022، نشرت "وحدة الظل" في كتائب القسام فيديو مصورًا للجندي الأسير لديها هشام السيد، يظهر ملامح المرض عليه، وهو ملقى على سرير العلاج، وموصولًا بجهاز التنفس.

قدرات المقاومة

المختص في الشأن الأمني والعسكري محمد أبو هربيد، رأى أنّ كتائب القسام تتعامل مع ملف "الجنود الأسرى" بقوة واقتدار، إذ استطاعت الاحتفاظ بهم على مدار 9 سنوات، مؤكدًا أنها تتمتع بقدرات أمنية عالية في الإخفاء والتمويه، نتيجة تراكم خبراتها العسكرية والأمنية.

وقال أبو هربيد لصحيفة "فلسطين": إنّ المقاومة استطاعت تحقيق معادلة "توازن الردع" مع الاحتلال، وهو ما يجعله يفكر مليًّا قبل شنّ أيّ عدوان عسكري، لافتًا إلى أنها تعد ملف الأسرى أساسيًّا، ومن الثوابت المقدسة كما القدس والمسجد الأقصى، ما يدفعها إلى استحضار هذا الملف بين الفينة والأخرى.

اقرأ أيضًا: "صراع العقول".. رسائل خفية ومعلنة لجعل ملف الجنود الأسرى أولوية إسرائيلية

وتَوقَّع وصول ملف الأسرى إلى نتيجة إيجابية في المرحلة القادمة، خاصة مع تشكيل حكومة الاحتلال الجديدة، وإحراج رئيسها بنيامين نتنياهو من ذوي الجنود الأسرى، مرجحًا في الوقت ذاته مواصلة الاحتلال "سياسة التجاهل"، ومنع تداول الملف عبر وسائل الإعلام العبرية، خشية إحراج المستويات السياسية والأمنية والعسكرية.

ونبّه على أنه من الواضح أنّ لدى كتائب القسام ما تقوله في هذا الملف "لذلك يخشى الاحتلال الإفراج عن معلومات أخرى تُفعِّل القضية أكثر".

فشل أمني

وبشأن فشل الاحتلال في الوصول إلى الجنود الأسرى أو الحصول على معلومات عنهم، قال المختص في الشأن الإسرائيلي، د. عمر جعارة: إنّ الإسرائيليين لديهم اعتقاد جازم أنهم لا يستطيعون الحصول على أيّ معلومات في يد المقاومة عن أسراهم، سواء أحياء أو أموات.

ورأى جعارة في حديث لـ"فلسطين" أنّ الاحتلال لن يستطيع الحصول على أيّ معلومات عن جنوده الأسرى، إلا عبر تحقيق "صفقة تبادل" مع المقاومة، عادًّا ذلك فخرًا لها في إدارة هذا الملف.

ولفت إلى أنّ رئيس أركان جيش الاحتلال الجديد هرتسي هاليفي، وضع على رأس أولوياته منذ اللحظات الأولى لاستلامه منصبه ملف الجنود الأسرى لدى المقاومة، وقد يُقدم على تحريكه في قادم الأيام.

وأكد أنّ المقاومة نجحت في إدارة ملف "تبادل الأسرى" منذ أسر الجندي جلعاد شاليط، وإبرام صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، وما تزال تُراكم هذه النجاحات.

وعن إحداث ما نشرته المقاومة من فيديوهات للجنديين الأسيرين "السيد" و"منغستو" تأثيرات على المجتمع الإسرائيلي، رأى المختص في الشأن الإسرائيلي د. أليف صباغ أنها حرَّكت الشارع الإسرائيلي، وهو ما اتضح من محاولة حكومة الاحتلال إظهار اهتمامها في هذا الملف.

اقرأ أيضًا: بالفيديو والصور "القسام" تنشر مشاهد لأحد الجنود الأسرى لديها

ونبه صباغ في حديثه لـ"فلسطين" على أنّ حكومة الاحتلال حاولت إرسال رسالة مهمة إلى المجتمع الإسرائيلي، بأنها تبذل جهودها للوصول إلى جنودها، وستواصل العمل على ذلك.

وبيّن أنّ وسائل الإعلام العبرية حاولت إخفاء فيديو "منغستو" عن الشارع الإسرائيلي، خشية اتهام حكومة الاحتلال الجديدة بالتقصير في الإفراج عن جنودها، وأنّ الاحتلال يحاول إقناع جمهوره بأنّ الجنديين الآخرين جثتين، ولا يجب تقديم تنازلات مقابلهما، كما يزعم.