أكدت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد "أن عام 2022 كان الأسوأ على مستوى تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي السنوي الذي عقدته الهيئة بمقرها في غزة اليوم، لاستعراض أبرز انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين العام الماضي، وانتهاكات السلطات المحلية.
وقال رئيس الهيئة د. صلاح عبد العاطي: إن شعبنا لا يزال يرزح تحت الاحتلال، وتتعاظم معاناته من جراء استمرار تنفيذ دولة الاحتلال ووكلائها المدنيين والعسكريين على حد سواء لسياسات وانتهاكات ممنهجة لحقوق الشعب الفلسطيني على مدار 75 عامًا.
وبين التقرير السنوي الذي عرضه المؤتمر، أن الاحتلال قتل (230) فلسطينيًا في 2022، من بينهم (171) في القدس والضفة الغربية و(53) في غزة لم يكونوا مشاركين بصورة مباشرة في أي أعمال عسكرية، إضافة إلى إصابة نحو 12 ألف آخرين.
ولفت إلى تصاعد جرائم القتل والإعدام الميداني من جنود الاحتلال، إذ أعدموا ما لا يقل عن (70) مواطنًا، عدا عن مواصلة الاحتلال انتهـاج سياسـة احتجـاز جثاميـن الشـهداء، إذ يحتجز (373) جثمان شهيد، منها (256) فيما تسمى "مقابر الأرقام".
ووثقت الهيئة في تقريرها شن الاحتلال عدوانًا على قطاع غزة في أغسطس/ آب 2022 أدى إلى استشهاد (53) مواطنًا منهم (4) نساء و(19) طفلًا، وتدمير نحو (1509) منشآت، شملت مساكن ومنشآت وإمدادات مياه وكهرباء وصرف صحي وشبكات طرق، ومنشآت زراعية.
ونبهت إلى مواصلة الاحتلال فرض حصار مشدد على قطاع غزة للعام الـ16 على التوالي، وأنه عمل على مأسسة الحصار، وفرض قيود على حرية الحركة والتنقل للأفراد والبضائع بما في ذلك الحدود البحرية، عدا عن استمرار تحكمه في إدخال البضائع والمعدات المختلفة إلى القطاع.
وأضافت أن الاحتلال يواصل عرقلة إدخال الأدوية والأجهزة الطبية إلى غزة، وحرمان المرضى من حقهم في تلقي العلاج المناسب، إذ حرم قرابة (1500) مريض من السفر لتلقي العلاج اللازم لهم في الخارج، إضافة إلى منع إدخال المعدات اللازمة لجهاز الدفاع المدني وباقي القطاعات الخدمية، وعرقلة حل أزمة الكهرباء المتفاقمة، وإعاقة دخول المواد اللازمة لإعادة الإعمار.
وبينت أن قوات الاحتلال تواصل الاعتداء على الصيادين والمزارعين وتقييد حركتهم وإعاقة عملهم، إذ رُصد أكثر من (144) انتهاكًا بحق الصيادين، شملت (16) استيلاءً على معداتهم ومراكبهم، واعتقال عدد منهم، في حين رصد 120 انتهاكًا بحق المزارعين.
ولفتت إلى استمرار أزمة المياه التي تتهدد الفلسطينيين، إذ يعاني سكان قطاع غزة شحًا في المياه الصالحة للشرب.
كما أكد التقرير أن عام 2022 كان الأسوأ على صعيد تغول الاستيطان، وارتفاع وتيرة الاستيلاء على الأراضي والممتلكات قسرًا في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين، إذ بلغ عدد المستوطنين في الضفة الغربية مليون شخص، وعدد المستوطنات (179) مستوطنة، و(220) بؤرة استيطانية (غير مرخصة من حكومة الاحتلال) و20 بؤرة رعوية.
وبحسب تقرير الهيئة، شهد العام الماضي قدوم (15890) مستوطنًا جديدًا من المهاجرين للإقامة في المستوطنات، إضافة إلى المصادقة على 125 مشروعًا ومخططًا لدعم الاستيطان في الضفة الغربية.
ووثق شن المستوطنين (1296) اعتداء على الفلسطينيين، وقلعهم (12.500) شجرة مثمرة جلها من أشجار الزيتون، واستيلاءهم على نحو 85% من مصادر الموارد الطبيعية الفلسطينية وخاصة الغاز.
وطالبت هيئة "حشد" الأمم المتحدة والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتفعيل مسارات وآليات محاسبة قادة الاحتلال على الجرائم التي اقترفوها بحق المدنيين الفلسطينيين.