أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" د. إسماعيل هنية، أن المجتمعات الواقعة تحت الاحتلال والطامحة نحو الاستقلال هي الأحوج للتعليم، مشدّدًا على أن العدوان والاحتلال يسعيان إلى تجهيل الشعوب وربطها بثقافة المحتل.
واستذكر هنية في كلمة له خلال المؤتمر العلمي الأول التعليم العالي في فلسطين تحدّيات وتطلّعات، والذي نُظّم بغزة، اليوم الثلاثاء، قادة المقاومة من النخب العلمية والنقابية والمهنية من أمثال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وإبراهيم المقادمة وإسماعيل أبو شنب، ورمضان شلح ويحيى عياش وناجي العلي، وليس آخرهم الدكتور العالم جمال الزبدة، وموكب كبير من النخب القادة الشهداء، الذين كان لهم بالغ الأثر في تعزيز وتطوير أدوات المقاومة وتصنيع سلاحها.
وشدّد هنية، على أن تطوير التعليم العالي والبحث العلمي من أولوياتنا الاستراتيجية، لتلبية الاحتياجات الوطنية، فهو يتيح بناء القدرات المحلية ويفتح المجال لجميع أبناء الشعب الفلسطيني للمشاركة في عملية البناء والتحرير
وأضاف: "اليوم لدينا 225 ألف طالب وطالبة في الضفة والقطاع منخرطون في التعليم العالي، من بينهم 5 آلاف طالب ماجستير ودكتوراة، وهذا إن دلّ فإنما يدل على حيوية الشعب الفلسطيني والأمانة الكبيرة التي تقع على الأستاذة والمدرسين، معبّراً بأن الاستقلال والحرية مرهون بأشكال مختلفة من القوة الناعمة والخشنة".
وشدّد رئيس المكتب السياسي على أن "الممر الإجباري" لامتلاك قوة قادرة على إيلام العدو هو امتلاك المعرفة وتوسيع دائرة البحث العلمي، وهذا يقع بشكل أساس على القائمين على المؤتمر العلمي الذين يهيئون أبناءنا في الانخراط في المسارات التي لها إسهام مباشر في حماية المشروع الوطني كاملًا غير منقوص وفي مقدّمته القدس وحق العودة وتحرير الانسان.
وأردف: "غزة التي أبهرت العالم في قدراتها ومراكمتها للقوة رغم شح الموارد والحصار، نرى أن أحد أسرار ذلك هي الاعتماد على القدرات المحلية، خاصة المتعلمين منهم، مدركاً أن هناك قفزة علمية كبيرة في المجال المدني، ونريد أن يقوم العلماء والباحثون لإعادة إنتاجه وتطويعيه".
وعبّر هنية عن اعتزازه بالمعلمين والمعلمات والباحثين الذين حصلوا على جوائز عالمية، والذين تخرّجوا من الجامعات الفلسطينية التي تنافس أهم الجامعات في العالم، "والفلسطيني كما لا يخفى على الجميع يتمتع بإرادة وعزيمة وعقل فذ، وهذه الثلاثية قادرة على تحقيق اختراقات كبيرة في مجال البحث العلمي وخاصة أن شعبنا في مرحلة تحرر وطني".
وأكمل: "إن استثمار العقول وإعادة إنتاج المعرفة هو أحد الأهداف المرجوّة التي يجب أن نسعى إليها جميعا".
ونوّه إلى أن مراكز الأبحاث قد أصبحت هي بنوك التفكير للدول المتقدّمة وأصبح روادها هم من يرسمون السياسات العامة، وإن باب قيادة الحركة مفتوح لأي بحث أو رؤية تساهم في تطوير الأداء أو حل المشكلات، فكلها تساهم في صناعته وتقريبه.
وأكد أنه يقع على عاتقنا جميعا تطوير العلوم والتقنيات ومواكبة التطورات وإعطاء فرصة أكبر للجامعات من أجل المشاركة في القرار وعلى كل المستويات.