فلسطين أون لاين

حكومة متطرفة ومجتمع إسرائيلي على شاكلتها

التظاهرات التي عمّت شوارع (إسرائيل) منددة بحكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف لاحتوائها على شخصيات متطرفة ومخططات عنصرية وبخاصة ضد الفلسطينيين، تُرجم ذلك بسلسلة من القوانين والتدابير التي منحتها الاتفاقيات الائتلافية بين "بن غفير" و"سموتريتش" ونتنياهو، متجاهلة وجود الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ومشدّدة في الوقت نفسه على ما تسمى "يهودية الدولة"، وتعزيز الاستيطان في الجليل والنقب والجولان، وكذلك في الضفة الغربية تمهيدًا لضمها.

لقد شكلت حكومة الاحتلال عصابات من أشرار الصهاينة وأشدها حقدًا وعنصرية، تعمل للقضاء نهائيًا على القضية الفلسطينية، وفي هذا الصدد لا بد من نقل أوجه الإعلام العبري الأوسع انتشارًا، وأوجز مقالًا مطولًا نشرته مؤخرًا صحيفة هآرتس للمُستشرق الإسرائيلي، تسفي بارئيل -بحسب وكالة سما الإخبارية- أن من بين أهداف حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة إعادة احتلال الضفة، وإنهاء دور السلطة الفلسطينيّة، وتحويلها إلى حكم بلديات، أو إدارات مدنية تحت الحكم العسكري الإسرائيلي، لكن لا توجد لديهم حلول للانتفاضة التي ستندلع في الضفة، وأن قرصنة أموال المقاصة ستخلق أزمة رواتب، وهذه الأمور سترفع من تكاليف فاتورة جيش الاحتلال.

كذلك المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، كتب: القصة لم تعد متعلقة بنتنياهو، فهذا التحول أقوى منه. لقد بزغ عهد آخر متمثلًا بابن غفير وتوليه منصب وزير الأمن الداخلي والشرطة، وهو محل إجماع، مجرم ومدان بالإرهاب.

فالتظاهرات التي تقودها المعارضة الصهيونية ضد حكومة اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو، ليست من باب الحرص على الحقوق والمكتسبات، فهي غير مقصرة في دعم الاستيطان والتهويد والضم من أوسع أبوابه، وإنما هي من أجل الزيادة في الأطماع السياسية على صعيد تحسين صورة الكيان دوليًّا، بعد اسوداد وجهه مما اقترفته الآلة العسكرية الصهيونية من بطش وتنكيل، والولوغ في الدم الفلسطيني على مدار السنوات السابقة، ولا يزال هذا المسلسل مستمرًا إلى هذه اللحظة. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: من الذي انتخب هذه الثلة اليمينية المجرمة، أليس المجتمع الإسرائيلي؟ أليس حكومة الاحتلال ممثلة عن هذا المجتمع، وهي خير دليل على تطرفه؟

فإذا كانت المعارضة التي تقود اليوم تظاهرات خوفًا على سمعة الكيان، أليس هم من لطخوا أيديهم بالدم الفلسطيني على رأسهم لابيد وبينيت وغانتس؟ فالمجتمع الصهيوني مجتمع فريد من نوعه، فهو عبارة عن مجتمع عسكري حربي من الطراز الأول، وفي نفس الوقت تستغل حكومة الاحتلال تعاطف العالم الغربي لها وتصديقه لمقولة الصهاينة الكاذبة "دولة صغيرة وضعيفة" تحيطها دول عربية قوية، حتى تطلق يدها لتفعل ما تريد وتتوسع كيفما تشاء على حساب الشعب الفلسطيني دون محاسبة، حتى أصبحت فوق القانون الدولي، ولطالما تجد دعمًا أمريكيًّا محمومًا في المحافل الدولية، تتستر على جرائمها ضد الفلسطينيين.  

إن الدعم الأمريكي المتواصل للاحتلال هو الذي يشجعه على هذه الغطرسة والإمعان في إجرامه وتكريس الاستيطان في كل أرجاء فلسطين. ويخطئ من يظن أن الإدارة الأمريكية ستختلف يومًا سياستها مع هذه الحكومة المتطرفة، بالعكس سيزداد الدعم الأمريكي ولا ينقص، خاصة إذا جاءت الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة بصديق مؤيد (لإسرائيل)، إضافة إلى تأييد اللوبي الصهيوني في أمريكا الموجه الرئيس لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة.