لا تختلف أحزاب المعارضة الإسرائيلية، عن أحزاب الائتلاف لحكومة نتنياهو، وإذا استثنينا الكتل البرلمانية الثلاثة التي حققت نجاحًا في انتخابات الكنيست 25 يوم 1/11/2022، وهي: 1- القائمة البرلمانية المشتركة ولها خمسة مقاعد، 2- القائمة البرلمانية الموحدة ولها خمسة مقاعد، وكلتاهما أحزاب عربية فلسطينية، 3- حزب العمل وله أربعة مقاعد، يبقى سبعة أحزاب وكتل برلمانية، أربعة منها شريكة في الحكومة وهي: 1- الليكود برئاسة نتنياهو وله 32 مقعدًا، 2- الصهيونية الدينية برئاسة سموتيرتش وبن غفير وله 14 مقعدًا.
3- شاس برئاسة أريه درعي وله 11 مقعدًا، 4- يهود التوراة برئاسة موشيه غفني وله سبعة مقاعد، والتحالف الرباعي هذا له 64 مقعدًا، من أصل 120 مقعدًا عدد أعضاء الكنيست.
أما أحزاب المعارضة الرئيسة الثلاثة وهي:
1- يش عتيد هناك مستقبل برئاسة يائير لبيد وله 24 مقعدًا، 2- المعسكر الوطني برئاسة بيني غانتس وجدعون ساعر وله 12 مقعدًا، 3- "إسرائيل بيتنا" برئاسة ليبرمان وله ستة مقاعد.
في جوهر القضايا السياسية نحو الموضوع الفلسطيني لا تختلف مواقف الأحزاب السبعة المشاركة في الحكومة والمعارضة لها، لا تختلف مواقفها عن بعضها البعض، خاصة نحو موضوعين:
الأول أن القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية.
الثاني أن الضفة الفلسطينية ليست فلسطينية، ليست عربية، ليست محتلة، بل هي "يهودا والسامرة" أي أنها جزء من خارطة المستعمرة الإسرائيلية.
في التصويت لدى الكنيست يوم الاثنين 16 كانون الثاني 2023، على تمديد سريان أنظمة الطوارئ التي تفرض قانون الاحتلال الإسرائيلي على مستعمرات الضفة الفلسطينية، المعروف بقانون الأبارتهايد، صوتت أحزاب الحكومة المتطرفة الأربعة مع أحزاب المعارضة، لتمرير القانون المعادي للفلسطينيين، فقد أيده النواب من الطرفين: الحكومة والمعارضة ورفضته فقط ثلاثة أحزاب: 1- القائمة المشتركة، 2- القائمة الموحدة، 3- حزب العمل، بينما اتفقت الأحزاب السبعة في معاداة الشعب الفلسطيني، لتعزيز الاستيطان والتوسع وعدم احترام حقوق الفلسطينيين ومكانة أرضهم ووطنهم.
لقد أعطت صناديق الاقتراع الإسرائيلية في الأول من تشرين الثاني نوفمبر حوالي 80 بالمائة من المصوتين لصالح اليمين واليمين المتطرف والأحزاب الدينية المتشددة، عاكسة نوعية الأغلبية الإسرائيلية، وخياراتها السياسية المتطرفة في بلع الأرض الفلسطينية عبر الاحتلال والتوسع والاستيطان الاستعماري.
حصيلة التطرف الإسرائيلي، يعمل على توحيد الشعب الفلسطيني على أرضه، توحيده في المعاناة والعنصرية والوجع، وهو بالضرورة سيتوحد مع الوقت بالبرنامج والطموح واستعادة حقوقه الكاملة على كامل خارطة وطنه فلسطين.
معاناة أهل النقب، توحدت مع معاناة الفلسطينيين لدى المدن المختلطة الخمسة: اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا، الذين توحدوا في انتفاضة الكرامة في شهر أيار الرمضاني عام 2022، على خلفية انتفاضة أهل القدس، مما يؤكد أن النضال الفلسطيني ضد المشروع الاستعماري التوسعي يتعمق ويتسع ليشمل الكل الفلسطيني، وعدم قدرة المستعمرة كسب أي شريحة اجتماعية فلسطينية سواء في مناطق 48 أو مناطق 67.
تصويت أحزاب الائتلاف مع أحزاب المعارضة اليمينية، قدمت دلالة جديدة مؤكدة على تحالف الأحزاب اليمينية وتعرية مواقفهم ضد القضية الفلسطينية، وأنهم في خندق المستعمرة الواحد في مواصلة الاحتلال والتوسع والاستيطان.
حصيلة مفيدة هل يستفيد منها الفلسطينيون ويرتقوا في تعاملهم مع بعضهم البعض، بدلًا من حالة الشرذمة والتردي السائدة بينهم: الانقسام في مناطق 48 بين الأحزاب العربية، والانقسام في مناطق 67، وجميعهم لا أستثني أحدًا يقدمون خدمة مجانية للمستعمرة في انقسامهم وانحدار تعاملهم مع بعضهم بعضًا.