فلسطين أون لاين

زوجة أسير وأم لطفل مصاب بالطيف التوحدي

بالصور دعاء اشتية تصنع حكايتها مع حديثي الولادة بعين بديعة

...
دعاء اشتيه.. زوجة أسير وأم لطفل مصاب بالطيف التوحدي

نابلس-غزة/ هدى الدلو:

تحرص دعاء اشتية على متابعة كل جديد في عالم تصوير الأطفال للحصول على تغذية بصرية وأسلوبية من مصورين عالميين بارعين في تصوير المواليد. 

ولجت دعاء إلى عالم التصوير للخروج من القالب الاجتماعي والنفسي الذي أرادت سلطات الاحتلال لها أن تعيش فيه بعد اعتقال زوجها، حيث وجدت نفسها وحيدة.

أجادت دعاء إلى حد ما وليس بحرفة، كما تقول، التصوير عبر هاتفها المحمول حيث التقطت العديد من الصور لطفليها إسلام وخديجة، وقد وجدت في هذا المجال فرصة للبدء في مشروع للعمل الحر عززتها بدورات تدريبية محلية وأخرى عبر الإنترنت تحت إشراف رائدين في مجال التصوير الفوتوغرافي.

دعاء اشتيه (2).jpg
 

تقول لصحيفة "فلسطين" عن مشوارها في ممارسة التصوير: "وجدت نفسي بعد اعتقال زوجي قبل خمسة أعوام وحيدة بلا معيل، بدأت أفكر بعمل حر أو مشروع، فالوظائف لن تلائم وضعي حينئذ، فمن سيصطحب طفلي إسلام الذي شُخّص باضطراب طيف التوحد للعلاج سواي".

وتضيف دعاء: "لم أسمح لنفسي بالتفكير طويلًا. التحقت بمعهد للتدريب المهني تخصص وسائط متعددة؛ وخلال دراستي هناك كنت أذهب للتدريب في استوديوهات تصوير، ومن ثم عملت مع بعض الأستوديوهات حتى اكتسب الخبرة".

بعدما امتلكت أول كاميرا كان حلم دعاء أن تمتلك "استديو" خاصًا بها وقد احتاجت إلى بذل جهد كبير لتحقيق ذلك بسبب ضعف الإمكانيات المادية، فعملت على ادخار كل ما أمكن توفيره من جلسات التصوير الخاصة لتنمي مشروعها خطوة بخطوة.

وتتابع دعاء حديثها: "في عام 2019 استأجرت غرفة تصوير صغيرة واشتريت القليل من الإكسسوارات الخاصة بالتصوير، وبدأت استقبل حجوزات التصوير عن طريق صفحتي على شبكة التواصل فيسبوك ومنصة انستغرام المصورة (..) بدأت بأسعار رمزية وتشجيعية للناس للإقبال على التصوير". 

وفي عام ٢٠٢١ انتقلت لاستديو أكبر وأصبح لديها موظفتان، حيث بدأ الناس يقبلون على تصوير أطفالهم من جميع مدن الضفة الغربية وكذلك الداخل المحتل.

وتظهر الصور المنشورة على صفحات اشتية براعتها في تصميم الجلسات لا سيما للمواليد الجدد، مشيرة إلى حبها للتفاصيل الجميلة التي يمتلكها الأطفال.

وتمضي إلى القول: "لكوني أمًا، أمتلك روحًا صبورة للتعامل مع الأطفال، تلك الروح نمّاها داخلي طفلي إسلام؛ كذلك لا يوجد في كل الضفة الغربية أستوديوهات متخصصة لتصوير الأطفال والمواليد الجدد".

ودون ملل وبصبر ونفَس طويل، تحاول اشتية لفت انتباه الطفل وانتزاع ابتسامة منه لالتقاط صور جميلة له.

السر في التفاصيل

وتشير إلى أن تصوير المواليد الجدد من أصعب أنواع التصوير لحساسية التعامل معهم، وتقدير خوف الأهالي على أطفالهم، فلا يأمنون عليهم إلا بين أيدٍ خبيرة في مجال الأطفال.

وترى أن الاحتراف لا يقتصر على طريقة إمساك الكاميرا وضبط الإضاءة وزاوية التقاط الصورة، بل يجب على المصور أن يكون محترفًا بوضعيات تصوير خاصة للمواليد تبرز جمالهم، وذوقًا في اختيار الملابس والألوان؛ لتكتمل الصورة، ثم أخذ لقطات فنية لهم.

وتشير دعاء إلى أن مصور الأطفال يجب أن يكون -قبل كل شيء- محبًّا لهم، ولديه صبر وأسلوب في التعامل معهم، وكذلك أن يكون لديه ذوق وفن لاختيار الاكسسوارات والملابس المناسبة واللقطات الصحيحة والإبداع والتجديد.

وقد واجهت في بداية مشروعها معضلة إقناع المجتمع بأن الجلسات المتخصصة ليست مجرد التقاط صورة كما في السابق، بل أصبح أمرًا يحتاج إلى تجهيزات مسبقة كالملابس والاكسسوارات الخاصة بهم، "فالجلسة الواحدة قد تمتد إلى ساعتين أو ثلاثة وكان ذلك تحدٍ لإيصال الفكرة إلى الناس أن نظام العمل جلسة وليس عبارة عن التقاط صورة، إلى جانب خوف الكبار الجدات على المواليد الجدد، وعدم اقتناعهم بالفكرة".

وفي عام 2019 منح منتدى سيدات الأعمال بمدينة رام الله "دعاء" لقب امرأة العام في 2019 إثر نضالها لتطوير مشروعها واعتنائها بطفلها المصاب بالتوحد، وقدرتها على إحداث أثر في أمهات أطفال التوحد، وزوجات الأسرى وحثّهم على السعي وعدم الاستسلام رغم الظروف، وأن تكون المرأة ريادية بغض النظر عن الإمكانيات المادية وغياب الزوج.

كما تركت دعاء أثرًا لدى فئة الشباب الذين يشكون البطالة حيث خلقت لنفسها فرصة عمل من العدم، مؤكدة ضرورة المضي في الحياة بالإصرار والمثابرة، والتخطيط الصحيح لتخطي الظروف.

دعاء اشتيه (1).jpg
دعاء اشتيه (2).jpg
دعاء اشتيه (5).jpg
دعاء اشتيه (6).jpg
دعاء اشتيه (3).jpg
دعاء اشتيه (4).jpg
 

المصدر / فلسطين أون لاين