فلسطين أون لاين

تقرير الاغتيال الصامت.. سياسة إسرائيلية تستهدف الرموز الوطنية

...
شبهات تدور حول الاحتلال وأعوانه بتسميم القيادي المطارد أبو رعد خازم
رام الله-غزة/ أدهم الشريف:

أعادت الحالة الصحية المتردية للمطارد فتحي خازم "أبو الرعد" إلى الأذهان عملية "الاغتيال الصامت" التي استهدف فيها الاحتلال الإسرائيلي شخصيات فلسطينية في الداخل والخارج. 

واتهمت عائلة والد الشهيدين؛ رعد وعبد الرحمن، الاحتلال بالمسؤولية الكاملة عن نقل فيروس مجهول إليه وتسميمه، بعد اكتشاف أطباء المستشفى الاستشاري في رام الله إصابته بتسمم في الدم، وظهور انتفاخات وأورام في جسده.

وقال الخبير في الشؤون الأمنية محمد لافي: إن كان الاحتلال هو من يقف حقًا وراء تدهور الحالة الصحية لخازم، فإنها لن تكون عملية الاغتيال الأولى من نوعها، مبينا أنه لجأ عبر أجهزته الأمنية والاستخبارية، خاصة "الموساد"، إلى تنفيذ سلسلة جرائم "اغتيال صامت" طالت رموزًا وطنية فلسطينية، من بينها وديع حداد أحد مؤسسي الجبهة الشعبية، والرئيس الراحل ياسر عرفات، ومحاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سابقًا خالد مشعل عندما كان في الأردن.

اقرأ أيضاً: المتطرف بن غفير يدعو للعودة لسياسة الاغتيالات

وأضاف لافي لصحيفة "فلسطين" أنه بسبب صعوبة الوصول إلى الشخص المستهدف، وبسبب حذره الأمني أيضًا، يلجأ الاحتلال إلى استخدام أدوات جديدة في الاغتيال عبر "دس السم" في المأكولات والمشروبات المختلفة، كما حصل مع وديع حداد، باغتياله بوضع السم في الشوكولاتة التي يحبها، بعد أن قرر كيان الاحتلال اغتياله بسبب عمليات خطف الطائرات الإسرائيلية.

ونبَّه إلى أن ممارسة هذا النوع من الاغتيال ينحصر في المنطقة على جهاز الاستخبارات والمهمات الخاصة الإسرائيلي "الموساد"، وأجهزة أمن الاحتلال الأخرى التي تضم "الشاباك" أيضًا.

وبيَّن أن الاحتلال في تعامله مع الرموز الوطنية، لا يلجأ إلى الاستهداف المباشر خشية ردة الفعل الجماهيرية والشعبية التي قد تكون كبيرة جدًا، وتبدأ من لحظة الاغتيال في التصاعد.

وتابع: "عملية الاغتيال الصامت تحدث تدريجيًا، إذ يستهدف الاحتلال الشخص المطلوب، ويتبع ذلك مدة زمنية دون ظهور الأعراض، وبعد اكتشاف الإصابة يبدأ تناقل الروايات ما يؤدي إلى استيعاب الشارع والجمهور للصدمة، وتوقع الجميع أنه في طريقه للموت، فتتجزأ ردة الفعل وتبرد، ويصبح الاحتلال قادرًا على استيعابها".

وأشار الخبير في الشؤون الأمنية إلى أن الاستهداف المباشر لخازم، يمثل طامة كبرى للاحتلال، ولا سيما وقد أصبح صاحب رمزية شعبية ووطنية يلتف الجميع حولها، ولذلك فإن الاحتلال معني جدًا بتقليل مخاطر ردة الفعل التي قد تكون خارج حسابات الجميع.

وبينما وجهت أصابع الاتهام إلى الاحتلال بالوقوف وراء تدهور حالة خازم، نبَّه إلى ضرورة التفاف النخب والجماهير حوله، تأكيدًا ودعمًا له لارتباطه الكبير برمزية المقاومة بالضفة الغربية المحتلة.

وحث على ضرورة التفاعل ودعم "خازم" والتضامن معه، وممارسة الضغوطات اللازمة للحصول على "الترياق" اللازم.

التفاف وطني

وقال الكاتب والباحث السياسي مجدي حمايل: إن الاحتلال يتبع كل الطرق التي تؤدي إلى قتل أي شخص فلسطيني يريد اغتياله، وليس لديه أي خطوط حمراء في هذا النطاق.

وأوضح حمايل لـ"فلسطين" أن للاحتلال دوافع لاغتيال "خازم" اغتيالًا صامتًا خاصة أنه صاحب رمزية وطنية مقاومة، وبعد أن ترك أجهزة أمن السلطة وانضم للمقاومة، وركز عمله من أجل دعم صمودها.

وتابع: تدهور حالة "خازم" يذكرنا باغتيال حداد وعرفات، ومحاولة اغتيال مشعل، وأن استهدافه بهذه الطريقة هي محاولة لعقابه بعد أن تحول إلى أيقونة للمقاومة في الضفة، ولردع أي شخصية فلسطينية تسير على نهجه وتتمتع بشجاعته ورمزيته.

وأكمل حمايل أن الاحتلال يسعى إلى ردع الشعب الفلسطيني، وإسكات المقاومة بأي وسيلة كانت، وإثباته للجميع قدرته على القتل، لكن شعبنا بطبيعته لا يقف مكتوف الأيادي أمام انتهاكات الاحتلال وجرائمه، وتجربة الصراع الطويلة تثبت ذلك.

اقرأ أيضاً: سياسة الاغتيالات.. دليل عجز الاحتلال أمام تصاعد المقاومة

واغتال الاحتلال شخصيات بارزة في العمل المقاوم من جميع القوى والفصائل منذ سبعينيات القرن الماضي، واستخدم وسائل عديدة ومختلفة، حتى أنه استخدم هاتفًا نقالاً مُفخخًا لاغتيال المهندس الأول في كتائب القسام يحيى عياش.

ويشير موقع المجد الأمني إلى مسميات أخرى لعمليات "الاغتيال الصامت"، ومنها "الاغتيال الهادئ"، أو "الموت الغريب" أو "الاغتيال النظيف" أو "الجرائم الناعمة"، والهدف الأساسي لها عدم إثارة ضجة حول مرتكبيها.

تحمل المسؤولية

وأثار تدهور حالة "خازم" ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب م. محمد خير الجرادات على حسابه في "فيسبوك": "لا يتورع المحتل المجرم عن استخدام الأساليب الدنيئة كافة للتخلص من المناضلين الأبطال، وها هو يسجل جريمة جديدة من جرائمه النكراء بنقل فيروس غير معروف إلى جسد القائد البطل أبو الشهداء فتحي خازم".

وأضاف: "نحمل الاحتلال وأعوانه مسؤولية تداعيات مرض القائد خازم وندعو المنظمات الحقوقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر لتحمل مسؤولياتها تجاه ما يجري".

ونشر صاحب الحساب "أبو عودة مناصرة" على "فيسبوك" صورتين بجوار بعضهما الأولى لياسر عرفات والثانية للمطارد خازم، وعلَّق: "في وطني القادة لا يموتون إلا مسمومين، منذ 18 عامًا ونحن أمام ملف كيف مات أبو عمار؟ وها نحن اليوم أمام ملف جديد على الرغم من أن الأول لم يغلق بعد". وتساءل في منشوره: يا ترى من سمم القائد أبو الرعد؟.