فلسطين أون لاين

​يطمحان إلى الوصول لمنتج يحمل اسمًا فلسطينيًّا

"خرز" مشروع يجمع المقدسيين سارة ونزار

...
القدس / غزة - هدى الدلو

جمع الثنائي المقدسي سارة قضماني ونزار طه موهبة إبداعية في عالم الزينة والجمال، وخاصة ما يدخل في مادة الخرز، فطوعا طاقاتهما وإبداعهما في المشغولات اليدوية لتخرج من تحت أناملهما مشغولات في غاية الجمال والإتقان، فهما آمنا بأن الحياة اليومية تفتقد اللمسة الجمالية والفنية، ولم تعد هذه المشغولات من الكماليات كما يعتقد بعض، بل تضفي لمسة جمالية أينما وضعت.

زاد شغفهما واهتمامهما بهذا المجال بعد زواجهما، فقررا قبل ما يقارب عامين التعامل مع الموضوع بجدية أكثر، ويكون مشروعهما الخاص بهما، ليستطيعا أن يبدعا فيه ويعملا فيه بحرفية، خاصة أنه غير معروف على نطاق فلسطين، وقالت قضماني: "اكتشفنا أن هواية الأشغال اليدوية مشتركة".

وكانت بداية حكايتهما مع الخرز هذا الفن الجميل في عالم الزينة عندما تلقيا هدية من أصدقائهما من خارج فلسطين عبارة عن حمالة للهاية طفلتهما، لتغرس الفكرة في عقليهما بشكل أكبر في صناعة المشغولات اليدوية من الخرز.

ففي مشغلهما الفوضوي في بيتهما الواقع في بيت حنينا تعكف سارة ونزار على تجربة وصنع أعمال يدوية مختلفة، كان الخطأ واردًا حتى تمكنا من تطوير مهارتهما في مجال الأعمال اليدوية، وعلى وجه الخصوص "الخرزية"، الأمر الذي نال إعجاب الأقارب والأصدقاء ليطلبوا منهما عمل مداليات سيارات، وإكسسوارات، ولهايات أطفال، فما كان ممن حولهما إلا الإعجاب والتشجيع على الاستمرار.

وأضافت قضماني: "ولمعت لدينا فكرة عمل وتطوير وبيع منتجات مختلفة في البلاد، بعد بعض التجارب ودعم من حولنا، حتى تمكنا من الوصول إلى منتج متميز جديد، حيث يمكن إدخال اسم الطفل إلى منتج لهاية الأطفال".

بدأت تصل إليهما طلبات من كثيرين، فكان لابد من العمل بطريقة ممنهجة ومنظمة للعمل، فأطلقا العنان لمشروعهما من داخل أسوار بيتهما الصغير، فكان ذلك خطوة منهما لتحسين مستواهما المادي.

وأشارت إلى أنهما يسعيان دائمًا إلى التطوير والتحديث والتحسين في عملهما، مع الصعوبات التي تواجههما، منها ضيق الوقت، والتزامهما بمسئوليات أخرى في وظائفهما (هي مدرسة للغة الفرنسية، وزوجها صيدلي)، وواجباتهما تجاه البيت والأبناء، ومحاولة التقليد الأعمى والمستمر من قبل بعض المنافسين الذين يحاولون استنساخ الفكرة.

وتتابع قضماني حديثها: "ومن العقبات أيضًا قلة الموارد، وصعوبة إيجاد المواد المميزة، والحاجة لموارد بشرية بعد تطور المشروع، وقلة الدعم للمشاريع الصغيرة"، ولكن من النقاط الإيجابية للمشروع الإقبال المميز، وتفريغ الأفكار والطاقات في المشروع المشترك.

وتسمية المشروع بـ"خرز" تعود إلى كونه المكون الرئيس في مشغولاتهما، حيث تتنوع المواد المستخدمة من خرز خشبي، وبلاستيكي وأحجار شبه كريمة، وما يميز منتجاتهم هي أن كل قطعة تُجمع حسب طلب الزبون، وليست جاهزة من قبل، بحيث يختار أدق التفاصيل في القطعة من لون الحجر أو الخرز، وإضافة الاسم بحيث تكون الهدية شخصية أكثر.

وفتحت أعمالهما اليدوية عالمًا جديدًا لهما، وشاركا في معارض خاصة بالمنتجات الوطنية، ويطمحان إلى الوصول لمنتج ذي اسم فلسطيني عربي يصل إلى العالمية، في ظل عملهما بكد وجهد لتطوير وإيجاد الطرق المناسبة للصعود بالمشروع.