غادر حجاج المكرمة الملكية السعودية من أهالي الشهداء في قطاع غزة عبر معبر رفح البري إلى الأراضي المصرية، ومنها إلى الديار الحجازية لأداء فريضة الحج.
وفتحت السلطات المصرية معبر رفح البري لمدة يومين، في كلا الاتجاهين لمغادرة حجاج مكرمة خادم الحرمين الشريفين من قطاع غزة، وسفر الحالات الإنسانية وعودة العالقين.
وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في الهيئة العامة للمعابر والحدود هشام عدوان: إن نحو 500 حاج وحاجة ضمن مكرمة ملك السعودية، غادروا إلى الديار المقدسة، مشيرًا إلى أنه تم تسفير الحجاج أولًا، ثم المسافرين من ذوي الحالات الإنسانية.
وأوضح في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن وزارة الداخلية والأمن والوطني جهزت كشوفات تضم نحو 1300 مسافر، تمت دعوتهم لتسليم جوازاتهم يوم الجمعة نهاية الأسبوع الماضي، لتسفيرهم خلال أيام فتح المعبر استثنائيًا.
وطالب عدوان السلطات المصرية بضرورة تقديم تسهيلات للمغادرين الحجاج والمسافرين، خاصة أن طريقهم طويل، مشيرًا إلى أنه لا معلومات رسمية عن تمديد فتح معبر رفح.
وقال: "حجم أزمة السفر كبير في قطاع غزة، في ظل انتظار نحو 30 ألف مسجل للسفر في كشوفات وزارة الداخلية، سفرهم، خاصة أن جميعهم من الحالات الإنسانية، المرضى والطلبة وحملة الجوازات الأجنبية وحملة الإقامات في الخارج، والزوجات العالقات".
وجدد عدوان مطالبته للسلطات المصرية بضرورة فتح معبر رفح بشكل كامل ودائم، لحلحلة أزمة السفر، والتخفيف من معاناة سكان قطاع غزة المحاصرين منذ عشر سنوات.
بدوره، أوضح الناطق باسم أهالي الشهداء علاء البراوي أن المكرمة تضم ذوي الشهداء الذين ارتقوا عام 2005، وبعض من أهالي الذين استشهدوا بعد عام 2005، بسبب مرضهم أو تقدمهم في العمر، خاصة أن المملكة تضع عديد الشروط لاختيار الحجاج والتي من ضمنها ألا يكون كبيرًا في السن أو مقعدًا أو كفيفًا.
وتمنى البراوي في حديثه لصحيفة "فلسطين" للحجاج تجاوز عقبات الطريق في الجانب المصري وصولا لمطار القاهرة ومنه للديار الحجازية، ليتمكنوا من أداء فريضة الحج هذا العام، داعيا المملكة العربية السعودية إلى ضرورة زيادة أعداد ذوي الشهداء ضمن المكرمة.
وقال: "ندعو لإتاحة مساحة من الوقت لحجاج المكرمة وتسفيرهم قبل وقفة عرفة بأيام، حتى يتسنى لهم التقاط أنفاسهم قبل الشروع بمناسك الحج".
سعادة بالغة
من ناحيته، أعرب المواطن منير الشاعر عن سعادته البالغة لإتاحة المملكة العربية السعودية لذوي الشهداء أداء مناسك الحج، مشيرا إلى أنه خرج بالنيابة عن شقيقه الشهيد ماهر برهم الشاعر.
وتمنى إدامة العطاء ومساعدة الشعب الفلسطيني في ظروفه الصعبة، ودعمه في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، قائلا في حديثه لصحيفة "فلسطين": "نتمنى زيادة أعداد حجاج المكرمة في الأعوام القادمة لكثرتهم".
وشكرت الحاجة سميحة عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين لإتاحة الفرصة لها ولزوجها أداء مناسك الحج ضمن المكرمة الملكية، متمنية الذهاب والإياب بخير وسلامة.
ودعت الأشقاء المصريين إلى تسهيل سفرهم، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وطول الطريق من معبر رفح إلى مطار القاهرة، قائلة: "نتمنى أن يتوحد شعبنا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والوقوف يدًا واحدة حتى تحرير فلسطين والمقدسات والأسرى".
علاج وحرمان
وفي سياق آخر، تقصد أم حسن عرفات (52 عامًا) في سفرها الإمارات العربية المتحدة وبرفقتها ابنتها، من أجل رؤية شقيقها المحرومة من رؤيته خمس سنوات، وعلاج ابنتها.
عرفات أوضحت في حديثها لصحيفة "فلسطين" أنها مسجلة للسفر ضمن كشوفات وزارة الداخلية أكثر من سبعة شهور، قائلة: "حاولت السفر عبر معبر بيت حانون دون جدوى، وتقدمت بأوراقي للحصول على عدم الممانعة الأردنية عديد المرات ولم أحصل عليها".
وأعربت عن فرحتها الكبيرة لتمكنها -أخيرًا- من ممارسة حقها في السفر بعد معاناة طويلة من الإجراءات والمصاريف التي أثقلت كاهلها، داعية السلطات المصرية بضرورة فتح معبر رفح البري بشكل دائم من أجل إنهاء معاناة آلاف السكان في القطاع.
وشهدت حركة السفر عبر معبر رفح البري بطئًا شديدًا خاصة في استقبال الجانب المصري حافلات المسافرين، الذين انتظروا ساعات طويلة حتى سمح لهم بالمغادرة، الأمر الذي أرهقهم وأتعب أجسادهم.
وفي ظل الانتظار الطويل لجأ المسافرون من المسنين والأطفال والشباب؛ إلى النوم في أروقة المعبر.

