عمت الفرحة حي البرازيل في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، لعودة الأسير محمود عبد العزيز سبع العيش (42عاماً) إلى مسقط رأسه، بين عائلته وأحبابه، محررا من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
لحظات من السعادة الغامرة مغمسة بالحزن والحسرة عاشها المحرر سبع العيش، بعودته إلى الحي الذي نشأ فيه وتربى، بعد 15 سنة من الاعتقال في سجون الاحتلال.
سعادةٌ لأنه تذوق طعم الحرية والتي لا يضاهيها شيء في الدنيا وفق حديثه، وحزنٌ في القلب ظهرت آثاره على وجهه بالبكاء عندما زار قبر والدته في مقبرة المدينة، وهو أول عمل قام به فور وصوله إلى رفح.
سبع العيش أوضح لصحيفة "فلسطين"، أنه حرم من الزيارة بشكل كامل بحجة المنع الأمني، قائلا: "لم يزرني أبنائي ولا زوجتي ولا والدي ووالدتي طيلة فترة سجني".
وتابع: "توفيت والدتي بعد أربع سنوات من اعتقالي، وصليت عليها صلاة الغائب في سجون الاحتلال، واليوم عندما تحررت صليت عليها صلاة الحاضر عند قبرها".
وأعرب سبع العيش عن فرحته باستقبال الأهل والأحبة له، منذ إبصاره النور وخروجه من معبر بيت حانون "إيرز" شمال قطاع غزة، وزفافه في موكب محمول حتى مسقط رأسه جنوب القطاع.
وقال: "الحرية لا توصف بكلمات، وأتمناها لجميع الأسرى الذين تركتهم خلفي"، مشيرا إلى أن معنوياتهم عالية؛ لكنهم ينتظرون عقد صفقة وفاء الأحرار ثانية على أحر من الجمر.
وشدد سبع العيش على أن رسالة الأسرى للقيادة الفلسطينية وللمقاومة، واحدة مفادها الحرية ثم الحرية ثم الحرية، لا غير، موضحا أن الأسرى يعتقدون أن طريق حريتهم من خلال المقاومة فقط، وأن المفاوضات الفارغة لن تحررهم من السجون.
ولفت إلى أن الأسرى لهم فضل كبير على شعبنا وهم الذين ضحوا بزهرات شبابهم، وشابت رؤوسهم وتحملوا ظلم السجان، لذلك من الواجب على شعبنا التضحية من أجل حريتهم.
ونوه المحرر سبع العيش إلى أن الأخبار التي تنشر مرارا والتصريحات التي تطلق حول إمكانية إنجاز صفقة جديدة، تُشعر الأسرى بأن ملفهم انتقل من السكون إلى الحركة، وتبعث فيهم الأمل بقرب حريتهم.
وذكر أن الأسرى يعانون الأمرين في سجون الاحتلال، في ظل حملات التنقلات التي تجريها إدارة السجون في صفوفهم بين الحين والآخر، والتفتيشات الدقيقة للغرف والتفتيش العاري، وتخريب محتويات الأسرى وقمعهم.
وقال سبع العيش: "الاحتلال لا يريد للأسرى أن يحظوا بأي نوع من الاستقرار داخل السجون، ويسعى إلى جعل الأسرى يعيشون في حالة دائمة من القلق والتوتر وعدم الاستقرار من خلال التضييقات اليومية بحقهم".
ورافق موكب الأسير المحرر سبع العيش عناصر مسلحة من كتائب الشهيد عز الدين القسام، منذ لحظة تحريره حتى دخوله منزله، وكان في استقباله في حي البرازيل مئات المواطنين من أهل الحي ممن عرفوه وممن لم يعرفوه، لتهنئته بالحرية.