عدّ رئيس الهيئة الوطنية لدعم وإسناد شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل محسن أبو رمضان "هبَّة النقب" التي اندلعت العام الماضي، بمنزلة "الصخرة التي تحطَّمت عليها كل رهانات حكومات الاحتلال المتعاقبة بأسرلة فلسطينيي الداخل المحتل".
وقال أبو رمضان في حديث لصحيفة "فلسطين": إن "هبَّة النقب شكّلت امتدادًا لصمود الشعب الفلسطيني بوجه الاحتلال، وإحياء ذكرى يوم الأرض، وهبَّة الكرامة وغيرها من الهبَّات".
ورأى أنّ هذه الهبَّة تعكس وحدة كفاح وتماسك الشعب الفلسطيني في مناطق الداخل المحتل بحقوقهم الوطنية في مواجهة الهجمة الاستيطانية، والمشروع الاستعماري الإسرائيلي.
اقرأ أيضًا: الأعسم: "هبة النقب" ستصل لكل أراضي الـ 48 إذا استمرت الاعتداءات
وشدد على أنّ "هبَّة النقب وغيرها من الهبَّات أكَّدت وحدة الشعب الفلسطيني، ومقاومة الاستيطان، ومصادرة الأراضي، وكل الإجراءات الرامية إلى الهجرة القسرية، عبر سلسلة من السياسات الإسرائيلية العنصرية والتعسفية".
وأضاف: "شعبنا قادر على صنع المعجزات ومقاومة الهجمة الصهيونية، التي تقودها الحكومات الإسرائيلية المختلفة، وأثبت تلاحمه في الضفة وغزة بمسار كفاحي نضالي مقاوم".
وأوضح أنّ مشروع الصهيونية الدينية بقيادة "وزير الأمن القومي" في حكومة المستوطنين الفاشية العنصرية إيتمار بن غفير يستهدف بالدرجة الأساسية الضفة الغربية، بما فيها القدس والداخل المحتل، عبر إسناد له مهمة ما يسمى "تطوير" النقب والمثلث.
وأشار إلى أنّ الهدف من هذه الخطوة هو إعادة هيكلة هذه المناطق بما يعزز من النفوذ الاستيطاني الصهيوني، مما يدفع باتجاه طرد السكان الفلسطينيين الأصليين من هذه المناطق، وحسم التواجد اليهودي في المناطق التي تسمى مختلطة لصالح المستوطنين على حساب الشعب الفلسطيني.
ووفق أبو رمضان فإنّ هذه الممارسات تتطلب الوحدة الكفاحية والميدانية والشعبية للشعب الفلسطيني في الداخل، ونبذ الخلافات الداخلية، وتسليط الضوء على مواجهة هذه المخططات التي تقودها عصابات استيطانية.
وجدد التأكيد أنّ كل محاولات فصل الفلسطينيين في الداخل المحتل عن هويتهم الوطنية فشلت وتحطمت على صخرة المعرفة والوعي لديهم، عادًّا ذلك "إنجازًا كبيرًا"، خاصة أنّ هذا الوعي يتعزز يومًا بعد آخر لدى فلسطينيي الداخل.
وتابع أنّ "فلسطينيي الداخل لديهم وعي بأنّ مستقبلهم مرتبط بمستقبل القضية الوطنية للشعب الفلسطيني".
اقرأ أيضًا: قاسم: هبة النقب كشفت عجز الاحتلال وأدواته الاستعمارية عن حسم الصراع مع الفلسطينيين
وفي السياق، بيّن أنّ قطاع غزة لم يكن بعيدًا عن أحداث الداخل المحتل وهبَّة النقب، وساندها بوقفات تضامنية تدعم كفاح وحقوق الشعب الفلسطيني، سواءً بالتصدي للقرى غير المُعترف بها، أو مقاومة محاولات الترحيل القسري، والتطهير العرقي، وغيرها من الممارسات.
واندلعت "هبَّة النقب" في يناير/ كانون الثاني عام 2022، بعد قرار ما تسمى "دائرة الأراضي" التابعة للاحتلال الإسرائيلي الشروع بتنفيذ مشروع "تشجير" أراضي النقب، وخاصة في قرية الأطرش، وقرية سعوة البدويتين الفلسطينيتين، والتهمت الجرافات مساحات واسعة من الأراضي.
واستخدم الاحتلال شعار "تشجير الصحراء" ستارًا لتهجير الفلسطينيين، وتجريف أراضيهم، وبعثرة قراهم وبيوتهم، ومن ثم طمس هويتهم الوطنية، بهدف تنفيذ مشروع استيطاني ضخم.
ورفض أهالي القريتين الإجراء الإسرائيلي، ونظَّموا احتجاجات سلميَّة، واجهتها قوات الاحتلال بقمع غير مسبوق، واعتقلت العشرات من الفلسطينيين، من بينهم فتيات وأطفال.