رسم أهالي بلدة بيت ريما شمال غربي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، لوحة تكافلية اجتماعية وطنية بتضامنهم مع ابن بلدتهم التاجر سامر البرغوثي الذي تعرض في المرحلة الأخيرة للاعتقال أكثر من مرة، ويهدده الاحتلال الإسرائيلي باقتحام متجره وتخريبه ضمن وسائل الضغط عليه لتسليم نجله المطارد "بلال".
وأطلق ناشطو بيت ريما مبادرة لحث المواطنين على الذهاب لمتجر بني زيد التابع للمواطن البرغوثي والشراء منه، بما يمثل إحدى وسائل رفض قرار الاحتلال الذي هدده أكثر من مرة بمعاقبته بتخريب السوبر ماركت التابع له، وتكبيده خسائر فادحة في ظلِّ استمرار مطاردة نجله بلال الذي تتهمه قوات الاحتلال بممارسة أعمال مقاومة.
اقرأ أيضًا: حملة تغريدات للمطالبة بالإفراج عن المطارد مصعب اشتية
وأثنى المواطن البرغوثي على وقفة أهالي بلدته معه، مؤكدًا أن ما رآه من تكافل، خفف عليه حجم المعاناة والترهيب التي يعيشها وأفراد أسرته نتيجة ملاحقة قوات الاحتلال لهم.
وأشار البرغوثي لصحيفة "فلسطين"، إلى أنّ الاحتلال اعتقله أكثر من مرة في المرحلة الأخيرة، واتصل عليه عدة مرات في سبيل ممارسة الضغط عليه من أجل إرغام نجله على تسليم نفسه.
وذكر أنّ تهديدات الاحتلال لم تتوقف عند الاعتقالات والتهديدات بالقتل لنجله المطارد، بل إنها وصلت إلى مرحلة التهديد باقتحام السوبر ماركت الذي يملكه وتدمير كل ما فيه.
وقال البرغوثي: "نجلي ليس المطلوب الأول للاحتلال وأنا لم أذنب حتى أشعر بالخوف، ولن نرفع الراية، وسنبقى متجذرين بالأرض متمسكين بحقنا بالعيش مهما كلف الأمر من ثمن".
من جهته، يقول الشاب محمد الريماوي أحد الناشطين المنظمين للحملة في القرية: إنّ ما حصل مع التاجر البرغوثي كان موقفًا مشرفًا استدعى وقفة وطنية وإسنادية تليق بتضحياته ونجله.
وأوضح لصحيفة "فلسطين"، أنّ الاحتلال يمارس أحد أشكال الإجرام بالتهديد باستهداف متجر البرغوثي وتكبيده الخسائر ونحن أهالي بلدة بيت ريما وحتى القرى المجاورة لم نقف مكتوفي الأيدي، فأطلقنا هذه المبادرة من أجل التقليل من حجم الخسائر في حالة تعرضه لأيّ غدرٍ مفاجئ من قوات الاحتلال، واستهداف متجره بالتحطيم والتخريب كما هدده ضباط الاحتلال أكثر من مرة.
اقرأ أيضًا: المطارد "اشتية" يعاني وضعًا صحيًّا صعبًا بسجون السلطة
وأضاف: "نحن أهالي بيت ريما تعاهدنا على الوقوف إلى جانب عائلة المطارد بلال، وفي حالة استهدف متجرهم بالفعل لن نتوانى عن إعادة افتتاحه ودعمه بالتعاون مع كل مؤسسات البلدة والبلدات المجاورة".
وفي السياق ذاته، قال أحد تجار البلدة الذي فضل عدم ذكر اسمه: إنّ الحملة تضمنت أيضًا إغلاق العديد من المتاجر والمحال أبوابها وتوجيه الزبائن نحو متجر البرغوثي للشراء منه.
وذكر التاجر لصحيفة "فلسطين"، أنّ ما يتعرض له البرغوثي والتلويح باستهداف مصدر رزقه يدلل على العقلية الإجرامية للاحتلال الذي لا يمكن وصفه إلا بالعاجز.
وتابع: "عندما نخيّر بين ربح المال وربح المواقف الوطنية فإننا بكل تأكيد سننحاز إلى الوطن ولكل الشرفاء، وسنبقى سندًا لأخينا التاجر البرغوثي في مواجهة هذا الجبروت".