كثّفت أجهزة السلطة، مؤخرًا من حملة الاعتقالات السياسية ضد النشطاء وطلاب الجامعات وأسرى محررين، في محافظات الضفة الغربية المحتلة، على خلفية انتماءاتهم السياسية وحرية الرأي والتعبير وممارسة النشاط النقابي.
واستخدم عناصر أمن السلطة في حملتهم ضد النشطاء، طريقة الاختطاف والمباغتة، كالتي تمارسها القوات الخاصة الإسرائيلية والتي تعرف شعبيًّا بـفرق "المستعربين".
وعلى الرغم من حالة الإدانة والاستنكار الواسع في أوساط المؤسسات الحقوقية وقوى المجتمع المدني والمؤسسات الدولية ذات العلاقة، إلا أن حملة الاعتقالات والاختطاف مستمرة في تجاهل تام للقانون الفلسطيني، واللامبالاة بموقف المؤسسات الحقوقية.
واعتقلت أجهزة السلطة خلال الأيام الماضية 8 شبان معظمهم أسرى محرّرون من بلدة برقين في مدينة جنين، هم محمد صبح، وفراس أبو شادوف، ومحمود صبح، ومحمد يد جواد، ونادر مساد، وإيهاب هندي، ومحمد مساد، ومصطفى جرار، نفّذت معظمها بطريقة "الاختطاف".
وعلّق فاعور صبح شقيق الشاب محمد صبح المختطف "على طريقة الوحدات الخاصة المستعربين، تم اختطاف أخي محمد"، داعيًا لوقف الاعتقالات السياسية وملاحقة النشطاء.
وفي التفاصيل أفاد صبح في حديثه لـ"فلسطين أون لاين"، اليوم السبت، أن قوة من جهاز الأمن الوقائي في جنين، مدجّجة بالسلاح كانت تستقل سيارة مدنية، اختطفت "محمد"، وأبلغوا أصدقاءه بأنه بحوزتهم.
اقرأ أيضا: قلق حقوقي من تصاعد الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية
ولفت صبح، إلى أن أجهزة السلطة رفضت طلب الزيارة الخاص بالعائلة وتوضيح أسباب الاعتقال.
وكشف عن تحويل شقيقه إلى وقائي رام الله، مستغربًا من هذا القرار المجحف بحق شقيقه.
وأعرب صبح، عن قلقه الكبير إزاء تحويل "محمد" إلى رام الله، داعيًا المؤسسات الحقوقية للوقوف عند مسؤولياتها للإفراج عن شقيقه وباقي المعتقلين.
وأكد أن استمرار أجهزة السلطة بممارسة الاعتقال السياسي في الضفة الغربية "تعسفي" ويهدّد السلم الأهلي، ولا يتفق مع تطلّعات الشعب الفلسطيني في التحرر من الاحتلال الإسرائيلي.
واستنكر صبح، حملة الاعتقالات المستمرة في ظل الحديث عن حوارات إيجابية في دولة الجزائر، ومحاولة إنهاء الانقسام.
من جهته، أشار مبروك جرار، وهو شقيق الشاب المختطف "مصطفى"، إلى أن سيارة مدنية بداخلها عدد من المسلحين اختطفوا شقيقه لحظة خروجه من مسجد "برقين" في جنين، عقب أدائه صلاة العشاء، الخميس الماضي.
ووصف طريقة اختطاف شقيقه بهذه الطريقة بغير مبررة على الإطلاق، داعيًا المؤسسات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني للضغط على السلطة والإفراج عن شقيقه.
وأوضح أن شقيقه مصطفى، يعول العائلة حيث إن والدته مريضة ومصابة بـ"الزهايمر"، وأن شقيقته من ذوي الاحتياجات الخاصة، لافتًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل شقيقه مصطفى، عدّة مرات.
من ناحيته أكد مدير مجموعة "محامون من أجل العدالة" مهند كراجة، أنه بناء على العديد من شهادات الأهالي، تم اختطاف عناصر الأجهزة الأمني بلباس مدني للعديد من الشبان على طريقة "المستعربين"، ودون مذكرة توقيف من النيابة أو سلوك الطرق القانونية.
وأضاف كراجة لـ"فلسطين أون لاين"، أن النيابة العامة لم تسمح لهم بزيارة المعتقلين مؤخرا، للتأكد من ظروف وطريقة اعتقالهم.
وأكد كراجة، وجود حالات تعذيب في سجون السلطة والمقرات الأمنية، مؤكدًا أن الاعتقالات التي تقوم بها السلطة خارج إطار القانون.
وجدّد الحقوقي، دعوته لأجهزة السلطة للكف عن الاعتقالات السياسية وتعذيب المعتقلين، والاحتكام للقانون والعمل على إنهاء الانقسام.
واستنكرت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، الجمعة، جريمة الاعتقال السياسي، التي نفّذتها أجهزة السلطة في الضفة الغربية بحق 8 من الأسرى المحررين من سجون الاحتلال في بلدة برقين في جنين.
وحمّلت اللجنة أجهزة السلطة، المسؤولية الكاملة عن صحة وسلامة أبنائهم المعتقلين في سجونها بذرائع وتهم غير حقيقية.