قائمة الموقع

عبر التهجير الجماعي.. الاحتلال يحاول تفكيك "حزام الأمان" حول القدس

2023-01-07T08:27:00+02:00
الاحتلال يحاول تفكيك "حزام الأمان" حول القدس

تواجه أكثر من 20 عائلة في منطقة الشقف الواقعة غرب مطار قلنديا، وإلى الجنوب من قرية رافات قرب مدينة القدس المحتلة خطر التهجير الجماعي، بعدما أمهلتهم سلطات الاحتلال أمس أيامًا لإخلاء أماكن سكنهم.

وسيؤدي الإخطار في حال تنفيذه إلى ترحيل 20 عائلة وتشتيتها، ويأتي هذا المخطط ضمن تدابير ممنهجة ضد كل التجمعات الفلسطينية التي تشكل "حزام أمان" حول القدس، إذ يحتدم هناك صراع مرير محوره الأرض.

ويحاول الاحتلال القضاء على الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة بصفة أن هذه التجمعات، تشكل عائقا أمام امتداد وتوسع المشاريع الاستيطانية.

إضافة لسياسة التهجير، يمثل موقع المنطقة هدفا للاحتلال؛ لأنها تبعد عن القدس 7 كيلومترات فقط، في حين يرفع الأهالي شعار الصمود والمواجهة أمام مخطط اقتلاعهم وإحلال المستوطنين بدلا منهم، في عملية تجسد معاني التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني.

تهجير متكرر

بحسب رئيس مجلس قروي قلنديا "البلد" وليد كيشي، لم يكن توزيع الإخطارات هو الأول، ففي عام 2016 هدم الاحتلال 12 بناية سكنية تضم 33 شقة في داخل حدود بلدية القدس الاحتلالية، في حين تقع الإخطارات الجديدة في منطقة "ج" حسب تصنيف اتفاق "أوسلو".

وأشار كيشي في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن الاحتلال أقدم قبل أسبوعين على هدم مغسلة سيارات وورشة حدادة، تبعها توزيع 20 إخطارا على 15 بناية منشأة من الباطون.

ويسعى الاحتلال في المنطقة الواقعة غرب مطار قلنديا، إلى شق شوارع وطرق، وترحيل عدد من الفلسطينيين لإقامة مستوطنة على أرض مطار قلنديا، وفق كيشي.

ولم يكتفِ الاحتلال بمحاصرة قرية قلنديا، بل يسعى لتشريد أهلها، حيث خاض الأهالي صراعا قانونيا منذ تسلمهم أول الإخطارات قبل ستة أشهر، وتبعها إخطارات أخرى تسلموها قبل ثلاثة أشهر إلى أن وجه الاحتلال أمس الإخطار الأخير لترحيل الأهالي.

وقال كيشي: إن "المسار القانوني لم يسفر عن أي نتيجة على قاعدة أن الاحتلال هو الخصم والحكم، وما تلك المحاكم إلا صورية لتجميل صورته أمام العالم".

إضافة للإخطارات السابقة، أشار كيشي إلى أن الاحتلال أخطر مجلس قلنديا بوقف أعمال بناء ملعب وحديقة لصالح البلدة، رغم أن الأرض التي شرع المجلس بإقامة المشاريع عليها تابعة للأوقاف الإسلامية بالقدس.

حصار قلنديا

ويبين المختص في شؤون الاستيطان جمال جمعة، أن الجدار الفاصل يحاصر البلدة من كل الجهات، بحيث أخرجها إداريا من حدود بلدية الاحتلال بالقدس وأصبحت في منطقة "ج"، وهو يعيد مسلسل التهجير بالمنطقة عام 2016.

ويرى جمعة في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن الإخطارات تنفذ لقرارات حكومية إسرائيلية، وهذه ليست سياسة جديدة، وإن كانت حكومة المستوطنين الفاشية العنصرية أكثر قسوة وبشاعة في موضوع الهدم الجماعي، مشيرًا إلى أن الاحتلال بالتوازي مع ذلك أخطر بإخلاء 8 قرى بمنطقة مسافر "يطا" جنوب الخليل تمهيدا لهدمها.

وبحسب جمعة، فإن منطقة الشقف ملاصقة لمنطقة مطار القدس سابقا، ويسعى الاحتلال لبناء مستوطنة تضم 9 آلاف وحدة استيطانية، إضافة لملحقات صناعية وأسواق ويهدف التهجير لتقليل عدد السكان قدر الإمكان، لكونه لا يستطيع الاستيطان بداخل المنطقة التي يسكنها نحو ألف فلسطيني.

ولفت الانتباه إلى أن الهدم الجماعي بدأ عام 2020، إذ هجرت حكومة الاحتلال خلال شهر واحد تجمعًا يضم 75 عائلة في بلدة "حمصة" بالأغوار الشمالية، وما زال يهدد أكثر من منطقة، معتقدًا أن هدف هذه السياسة تسريع الهدم الجماعي والإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

ويصف جمعة ما يحدث بالمأساة، التي تؤثر في استقرار الفلسطينيين وتثير مخاوف العائلات المتبقية بأن تواجه نفس المصير بأي لحظة، وفي المقابل ليس واضحا إن كان هناك تحرك سياسي من قبل السلطة برام الله، رغم وجود إخطارات في أكثر من منطقة وعمليات ترحيل جماعية، تتطلب تحرك الجميع.
 

اخبار ذات صلة