كشف برنامج "ماخفي أعظم" الذي بثته قناة "الجزيرة"، في حلقةٍ بعنوان (خارج الحسابات) حقائق ومعطيات مفصلية وجديدة حول تصاعد حالة المقاومة في الضفة الغربية.
كما كشف البرنامج الذي بثته القناة مساء الجمعة، تفاصيل جديدة عن كتيبة جنين، ومجموعة "عرين الأسود" في نابلس في الضفة الغربية المحتلة.
وتمكن البرنامج من مواكبة شرارة المقاومة في الضفة الغربية وتمددها على الرغم من الاستهداف "الإسرائيلي" المتواصل لها، والتعقيدات الأمنية التي تواجهها.
وعرض تفاصيل تنشر لأول مرة عن بعض عمليات مجموعات المقاومة التي حدثت مؤخرا في الضفة الغربية.
وكشف عن جوانب خفية من المواجهة الأمنية المستمرة على جبهات عدة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وعرض التحقيق رسالة مسربة من المعتقل السياسي في سجون السلطة وأحد قادة عرين الأسود المطارد مصعب اشتية، شكا فيها ظروف التحقيق وتدهور حالته الصحية، وطالب بسرعة الإفراج عنه.
رسالة مصعب اشتية
وخلال رسالة اشتية، تحدث عن ظروف الاعتقال الصعبة التي يواجهها، وصدمته باستشهاد رفيقه في "عرين الأسود" وديع الحوح بعد 4 أيام من استشهاده.
وورد في رسالة اشتية: "لا أعلم إن كانت رسالتي هذه ستصل إليكم أم أنها ستبقى حبيسة الجدران، إن القلم يعجز عن وصف الحال والمعاناة في هذه المحنة فزنازين ذوي القربى وما كان فيها من تحقيق من جهة وألم فقد الأحبة من جهة أخرى والمرض الذي استجد على حالتي من جهة ثالثة".
وقال: "كل الذي أعلمه أني مؤمن بنصر الله وفرجه القريب، آملا أن يبقى مطلبكم بالإفراج عني بأسرع وقت ذا أولوية، وكلي ثقة بكم".
وتحدث مقاتلو عرين الأسود عن عروض تلقوها من قبل السلطة من أجل تفكيك المجموعة، من خلال عروض مالية وشراء الأسلحة النارية مقابل شقق وسيارات.
وقال قائد "عرين الأسود": "عرض علينا أن نسلم أنفسنا للسلطة مقابل الحصول على امتيازات، نحن رفضنا ذلك وهناك من قبل بذلك"، مضيفًا: "أنا لن أسلم نفسي ولدينا الكثير من الجنود المجهولين في الأرض".
عمليات جنين ونابلس
وعرض البرنامج مقاطع فيديو مصورة لعمليات تدريب وتصنيع العبوات بطرق بدائية، وتفاصيل بعض عمليات المقاومة وتطورها في جنين ونابلس، منها استهداف رتل لآليات الاحتلال من قبل "كتيبة جنين".
وأشار البرنامج إلى أن الشهيد جميل العموري أول المؤسسين لكتيبة جنين، واجتمع حوله شبان المخيم، حيث بدأوا باستهداف نقاط التماس مع الاحتلال مع معركة "سيف القدس".
وكشف أن عملية "حومش" التي نفذها المقاومون كانت تستهدف تنفيذ عملية أسر للمستوطنين؛ إلا أنها لم تكتمل.
كما وكشف تفاصيل متعلقة بعملية "شافي شامرون" التي نفذها مقاتلو العرين، وأدت لمقتل جندي إسرائيلي برصاص أحد مقاومي المجموعة.
وقال أحد منفذي عملية شافي شمرون قبل ثلاثة أشهر للبرنامج: "نجحنا بتنفيذ العملية، وأفرغنا مخزن بندقية كامل تجاه جيش الاحتلال، وأحد الجنود في نقطة المراقبة كان خائفاً ولم يُطلق رصاصة واحدة، وقُتل جندي بالعملية".
مقاومة موحدة
وقال أحد مؤسسي كتيبة جنين في سرايا القدس لـ"ما خفي أعظم": "كل المقاومين موحدون في الميدان، ونقاتل كرجل واحد بغض النظر عن الانتماء الفصائلي".
وذكر مسؤول الدائرة العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي القائد أكرم العجوري: "هناك تعاون كبير بين كتيبة جنين ونابلس مع الشهيد إبراهيم النابلسي والشهيد الشيشاني من قبله".
ومن جانبه، قال "أبو فلسطين" قائد عرين الأسود: "أي شخص ينتمي للعرين يجب أن يقاتل تحت راية التوحيد وأن لا يقبل دعمًا من أي حزب أو أي جهة".
وطالب مقاومو الضفة السلطة بالكف عن مضايقة المقاومين واعتقالهم ومصادرة سلاحهم.
عملية أمنية
وكشف التحقيق عن عملية أمنية معقدة قامت بها سرايا القدس عبر زرع "عميل مزدوج" للعمل مع جهاز أمن الاحتلال العام "الشاباك".
وذكرت السرايا خلال الحلقة أن "المجند 106" خدع ضابط المخابرات الإسرائيلي، وعاد بعد تأدية مهمته كاملة المكلف بها من سرايا القدس، حيث نجح في تصوير ضابط مخابرات إسرائيلي سرا التقاه في القدس بأحد المطاعم قبل أن يعود إلى غزة.
وأشارت إلى أن العملية الأمنية أحبطت اغتيال قائد بسرايا القدس وكشفت عن خيوط وأساليب تجنيد الشاباك لفلسطينيين.
بدوره، أكد مسؤول الدائرة العسكرية في حركة الجهاد الإسلامي العجوري أن "هناك تنسيق على مستوى كبير بيننا وبين كتائب القسام والجهات الأمنية في قطاع غزة، تمكننا من تحقيق نجاحات".