تختلف عدد ساعات النوم الصحية من شخص لآخر في مرحلة منتصف العمر، ولكن تكون عدد ساعات النوم ثابتة عند نفس الشخص غالبًا في هذه المرحلة.

ويقول الأديب الإنجليزي ويليم شكسبير "إنّ النوم هو العلاج المريح للعامل المتعب، والشافي للعقل المجروح".

وقد ينام الشخص عددًا من الساعات في ليلة من الليالي أكثر أو أقل من ليلة أخرى، إلا أنّ عدد ساعات نومه تبقى ثابتة نسبيًّا وِفق ما تعوَّد عليها الشخص، وتتراوح عدد ساعات النوم الصحية في مرحلة منتصف العمر للشخص بين 3 ساعات إلى ما يزيد عن 10 ساعات عند غيره، وهذا يعني أنّ كل شخص يحتاج إلى عدد ساعات معينة للنوم خلال اليوم.

اقرأ المزيد: ​النوم أقل من 7 ساعات يُضاعف حوادث السير

اقرأ المزيد: ​مع ضبط موعد النوم.. هذا ما يحدث في جسمك!

اختلاف عدد ساعات النوم الصحية

يفسر علماء جامعة كامبريدج البريطانية أقدم الجامعات بالعالم، أنّ اختلاف عدد ساعات النوم المثالية من شخص لآخر تُعدُّ اختلافًا طبيعيًّا في مرحلة منتصف العمر وما حولها.

لكن جاء تحذير "العلماء" للأشخاص الذين يزيدون من عدد ساعات نومهم فوق المعدل الطبيعي الذي تعودت أجسادهم عليها أو نقصانها عن المعدل الذي هم بحاجة إليه، إلى حدوث مشاكل صحية عديدة، مثل:

• بُطء الاستيعاب الذهني.

• ضعف الذاكرة والتركيز البصري.

• تدهور قدرات حل مشاكلهم.

• زيادة التوتر والاكتئاب

اقرأ المزيد: ​الاكتئاب وقلة النوم يضعفان الذاكرة العاملة

اقرأ المزيد: ​دراسة: قلة النوم تؤخر التئام جروح مرضى السكري
 

وفي دراسة أمريكية للمركز الوطني للإحصاءات الصحية، تَبيَّن أنّ 2 من كل 10 أشخاص لا تتجاوز عدد ساعات نومهم 6 ساعات باليوم، وشخص من كل 10 أشخاص بحاجة لـ 9 ساعات نوم أو أكثر باليوم، فقد أطلق العلماء على الأشخاص التي لا تتجاوز عدد ساعات نومهم 6 ساعات باليوم، بأصحاب النوم القصير، وكما أُطلق على الأشخاص الذين تتجاوز ساعات نومهم 9 ساعات أكثر بأصحاب النوم الطويل، ولا يمكن وصفهم إلا أنهم أشخاص طبيعيون.

فعُرف عن المخترعين نابليون بونابرت وتوماس إديسون أنهم من ضمن الأشخاص الذين لا تتجاوز ساعات نومهم 6 ساعات، في وقت عُرف عن العالم لبرت أينشتاين بنومه الطويل والتي يتجاوز عدد ساعات نومه أكثر من 9 ساعات باليوم.

فإنتاجهم وإبداعهم وعطائهم الكبير لم يتأثر بقلة أو كثرة عدد ساعات نومهم عن المعدل الغالب عند الأشخاص، ليوضح هذا أنّ كل شخص يحتاج إلى ساعات نوم محددة بالنسبة له خلاف غيره، وأيضًا لا يمكن وصفهم بغير الطبيعيين أو أنهم يعانون من أمراض معينة.

اقرأ المزيد: الأرق.. عندما يهجرك النوم

اقرأ المزيد: ​​​​​​​النوم الزائد "أخو" الناقص

معدل عدد ساعات النوم الصحية

استنتج علماء جامعة كامبريدج البريطانية خلال دراسة أجرتها، أنّ أغلب الأشخاص في مرحلة ما من منتصف عمره وما حوله من مراحل بحاجة إلى عدد ساعات نوم صحية لا تتجاوز 7 ساعات في اليوم.

وتقول البروفيسور باربرا ساكيان، من قسم طب النفس في جامعة كامبريدج، وهي من ضمن المشاركين بالدراسة، إنّ "الحصول على ليلة نوم جيدة يُعدُّ أمرًا في غاية الأهمية للإنسان في كافة مراحل الحياة، ولكن هذه الأهمية تزداد مع التقدم في العمر".

وتقول أيضًا أنّ "إيجاد طرق لتحسين جودة النوم لدى كبار السن يفتح المجال أمام مساعدتهم على الحفاظ على صحتهم العقلية والتمتع بحياة مريحة وتجنب تدهور القدرات المعرفية، خاصة لدى المرضى المعرضين للاضطرابات النفسية والخرف".

وأيضًا استنتج باحثون من خلال مشروع "بيوينك" البريطاني والذي أجرى فحصًا لأكثر من نصف مليون شخص بريطاني، تتراوح أعمارهم بين 38 إلى 73عامًا، لمعرفة معدل عدد الساعات المناسبة لهم، وتوصلوا إلى توصية أنّ عدد ساعات النوم الصحية التي يحتاجها أغلب الأشخاص في هذه المرحلة من عمره لا تزيد عن 7 ساعات نوم باليوم الواحد وهي كافية لصحتهم الذهنية.

وتعتبر هذه الساعات من النوم جرعة كافية لهؤلاء الأشخاص للعودة للنشاط والحيوية والفاعلية التي هم بحاجة لها خلال يومهم، وأيضًا للمحافظة على وظائف أدمغتهم من التلف والتدهور في قدراتهم العقلية أو الذهنية.

وخلاصة الحديث أنه يجب على كل شخص نوم عدد ساعات كافية ومناسبة له ولا يجب أن تكون مناسبة لغيره من الأشخاص، لـيكون بمقدوره العودة لنشاطه وحيويته في اليوم التالي بشكل طبيعي، وأنّ الزيادة أو النقصان في ساعات النوم عن المعدل الطبيعي التي هو بحاجة لها من النوم، قد يسبب له مشاكل ذهنية أو عقلية في المستقبل البعيد.